الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ الْحُجُرَاتِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لَا تُقَدِّمُوا} [الحجرات: 1]: لَا تَفْتَاتُوا عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ. {امْتَحَنَ} [الحجرات: 3]: أَخْلَصَ. {تَنَابَزُوا} [الحجرات: 11]: يُدْعَى بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإسْلَامِ. {يَلِتْكُمْ} [الحجرات: 14]: يَنْقُصْكُمْ. أَلَتْنَا: نقصْنَا.
(سورة الحجرات).
(وقال مجاهد: {لَا تُقَدِّمُوا} لا تَفْتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضيَ الله على لسانه): قال الزركشي: الظاهر أن هذا التفسير على قراءة ابن عباس بفتح التاء والدال، وكذا قيده القابسي بخطه (1).
قلت: ليس هذا بصحيح، بل هذا التفسير مُتَأَتٍّ على القراءة المشهورة -أيضًا-؛ فإنَّ قَدَّمَ بمعنى تقدَّمَ.
قال الجوهريُّ: وقَدَّمَ بينَ يديه؛ أي: تَقَدَّمَ، قال الله تعالى:{لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ} [الحجرات: 1](2).
* * *
باب قوله تعالى: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]
2363 -
(4845) - حَدَّثَنَا يَسَرَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ جَمِيلٍ اللَّخْمِيُّ،
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 992)، ووقع عنده:"وكذا قيده البَيَّاسي بخطه".
(2)
انظر: "الصحاح"(5/ 2007)، (مادة: قدم).
حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رضي الله عنهما،رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ رَكبُ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وَأَشَارَ الآخَرُ بِرَجُلٍ آخَرَ، قَالَ نَافِعٌ: لَا أَحْفَظُ اسْمَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: مَا أَرَدْتَ إِلَّا خِلَافِي، قَالَ: مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2]، الآيَةَ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَمَا كَانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أبيهِ، يَعْنِي: أَبَا بَكْرٍ.
(كاد الخيران يهلكا): قال السفاقسي: كذا وقع بغير نون، وكأنه نُصب بتقدير: أن.
قال الزركشي: ورواه بعضهم: "أن يهلكا"، فالحذف على الأصل (1).
قلت: ورأيت في بعض النسخ: "يهلكان"، و (2) هذا هو الأصل، لا النصبُ بأن مضمرة ولا ملفوظًا بها، ورواية:"يهلكا" -بدون نون- يمكن تخريجها على حذف نون الرفع؛ نحو: ساحران تَظَّاهرا -بتشديد الظاء-؛ كما سبق، وهذا الحديث مصرِّحٌ (3) بأن سبب الآية كلامُ الشيخين.
وقال ابن عطية: الصحيحُ أن سببها كلامُ (4) جُفاة الأعراب (5).
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 993).
(2)
الواو ليست في "ج".
(3)
في "ج": "يصرح".
(4)
"كلام" ليست في "ج".
(5)
انظر: "المحرر الوجيز"(5/ 145). وانظر: "التنقيح"(2/ 993).
(وأشار الآخرُ برجلٍ آخر): تقدم في روايات سابقة أنه القعقاعُ بنُ مَعْبَدٍ، وسيأتي بعد هذه الرواية أن الذي أشار بالأقرع بنِ حابس عمرُ بنُ الخطاب، والذي أشار بالقعقاعِ أبو بكرٍ الصديقُ (1) رضي الله عنه.
* * *
2364 -
(4846) - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ، فَأَتَاهُ، فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وَهْوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَأتى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ مُوسَى: فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْمَرَّةَ الآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقَالَ:"اذْهَبْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ".
(فقال رجل: يا رسولَ الله! أنا أعلمُ (2) لكَ (3) عِلْمَه): سبق في علامات النبوة أنه سعدُ بنُ مُعاذ كما وقع في "مسلم".
وقيل: عاصمُ بنُ عدي العجلانيُّ.
وقيل: أبو مسعود البدري.
(1)"الصديق" ليس في "ج".
(2)
في "ع" و"ج": "أعلمكم".
(3)
"لك" ليست في "ج".