الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} [المنافقون: 2]
2380 -
(4901) - حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبي إِسْحَاقَ، عَنْ زيدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي، فسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنَ سَلُولَ يَقُولُ: لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا. وَقَالَ أَيْضًا: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمِّي، فَذَكَرَ عَمِّي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبيٍّ وَأَصْحَابِهِ، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَذَّبَنِي، فَأَصَابَنِي هَمٌّ لَمْ يُصِبْنِي مِثْلُهُ، فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل:{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} إِلَى قَوْلهِ: {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون: 1 - 8]. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَهَا عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ".
(فأنزل الله عز وجل: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ}): الحديث، قال الزمخشري: وإنما وَسَّطَ بين قولهم وتكذيبهم: [{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} [المنافقون: 1]؛ لأنه لو لم يوسِّطْ بذلك، لكان يوهم أن قولهم هذا كذب] (1)، فوسط بذلك كيلا (2) يقعَ الوهم (3).
قلت: واستُدل (4) بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(2)
في "ع" و"ج": "لئلا".
(3)
انظر: "الكشاف"(4/ 540).
(4)
في "ج": "وقد استدل".
لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] على أن الكذب هو عدمُ مطابقةِ الخبرِ [لاعتقادِ (1) المخبِر، ولو كان خطأ؛ فإنه تعالى جعلهم كاذبين في قولهم: إنك لرسول الله؛ لعدم مطابقته](2) لاعتقادهم، وإن كان مطابقًا للواقع.
ورُدَّ هذا الاستدلالُ بثلاثة أمور:
[أحدُها: أن المعنى: لكاذبون في الشهادة، وفي ادعائهم المواطأة، فالتكذيبُ راجع إلى الشهادة](3) باعتبار تضمُّنِها خبرًا كاذبًا غيرَ مطابق للواقع، وهو أن هذه الشهادة من صميم (4) القلب، وخلوصِ الاعتقاد؛ [بشهادة إن والجملة الاسمية.
الثاني: أن المعنى: إنهم لكاذبون في تسمية هذا الخبر شهادةً؛ لأن الشهادة ما يكون على وَفْق الاعتقاد.
والثالث: أن] (5) المعنى (6): إنهم لكاذبون في قولهم: إنك لرسولُ الله، لكن لا في الواقع، بل في زعمِهم الفاسد، واعتقادِهم الباطل؛ لأنهم يعتقدون أنه (7) غيرُ مطابق للواقع، فيكون كاذبًا باعتبار اعتقادهم، وإن كان صادقًا في نفس الأمر، فكأنه قيل: إنهم يزعمون أنهم كاذبون في
(1) في "ج": "لاعتقاده".
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(3)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(4)
في "ع": "صهر".
(5)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(6)
في "ج": "والمعنى".
(7)
في "ع": "آية".