الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}): ليس فيها دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَرَ ربَّه، وقد قيل: إن الإدراك (1): الإحاطةُ؛ كما في قوله تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [الشعراء: 61]، وقوله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ} [يونس: 90]، فالمنفي إحاطةُ الأبصار، لا مجردُ الرؤية، بل في تخصيص الإحاطةِ بالنفي (2) ما يدل على الرؤية (3)، أو يُشْعِر بها؛ كما تقول: لا تحيطُ به الأفهام (4)، وأصل المعرفة حاصل.
({وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}): وهذه الآية ليست نصًا في الدلالة على نفي الرؤية مطلقًا، وإنما تدل على أن البشر لا يرى اللهَ في حال التكلم، فنفيُ الرؤيةِ مقيدٌ (5) بهذه الحالة دونَ غيرها.
* * *
باب {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]
2368 -
(4858) - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18]، قَالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ.
(رأى رَفْرَفًا أخضرَ): قيل: الرفرفُ: فِراشٌ، وقيل: ثوبٌ كان لباسًا
(1) في "ج": "إدراك".
(2)
في "ع": "بالنفس".
(3)
في"ع": "الرواية".
(4)
في "ع": "تحيط بالأفهام".
(5)
في "ع" و"ج": "الرواية مقيدة".