الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ حم الزُّخْرُفِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 22]: عَلَى إِمَامٍ. {وَقِيلِهِ يَارَبِّ} [الزخرف: 88]: تَفْسِيرُهُ: أَيَحْسِبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، وَلَا نسمَعُ قِيلَهُمْ؟
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [الزخرف:33]: لَوْلَا أَنْ جَعَلَ النَّاسَ كلَّهُمْ كُفَّارًا، لَجَعَلْتُ لِبُيُوتِ الْكُفَّارِ {سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ} [الزخرف: 33] مِنْ فِضَّةٍ، وَهْيَ دَرَجٌ، وَسُرُرُ فِضَّةٍ. {مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13]: مُطِيقِينَ. {آسَفُونَا} [الزخرف: 55]: أَسْخَطُونَا. {يَعْشُ} [الزخرف: 36]: يَعْمَى.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ} [الزخرف: 5]: أَيْ: تُكَذِّبُونَ بِالْقُرْآنِ، ثُمَّ لَا تُعَاقَبُونَ عَلَيْهِ؟ {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف: 8]: سُنَّةُ الأَوَّلِينَ. {مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13]: يَعْنِي الإِبِلَ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ. {يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [الزخرف: 18]: الْجَوَارِي، جَعَلْتُمُوهُنَّ لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا، فَكَيْفَ تَحْكُمُونَ؟ {لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ} [الزخرف: 20]: يَعْنُونَ: الأَوْثَانَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:{مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ} [الزخرف: 20]: الأَوْثَانُ، إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. {فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28]: وَلَدِهِ. {مُقْتَرِنِينَ} [الزخرف: 53]: يَمْشُونَ مَعًا. {سَلَفًا} [الزخرف: 56]: قَوْمُ فِرْعَوْنَ سَلَفًا لِكُفَّارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. {وَمَثَلًا} [الزخرف: 56]: عِبْرَةً. {يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57]: يَضجُّونَ.
(سورة الزخرف).
({وَقِيلِهِ يَارَبِّ} تفسيره: أيحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم
ولا نسمع قيلهم): هذا يقتضي الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجمل كثيرة.
قال الزركشي: فينبغي حملُ كلامه على أنه أراد تفسير المعنى، ويكون التقدير: ونعلم قيلَه (1).
قلت: يرد عليه ما حكاه السفاقسي من إنكار بعضهم لهذا التفسير، وقال: إنما يصح ذلك أن لو كانت التلاوة: وقيلَهم، والمعنى: إلا من شهد بالحق، وقال: يا ربِّ إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، على الإنكار (2).
({يَعْشُ}: يعمى): قال السفاقسي: يجب عليه أن تكون القراءة بفتح الشين.
وهذا الذي قاله محكي عن أبي عبيدة، فإنه قال: من قرأ: يَعْشُ -بضم الشين-، فمعناه: أنه تُظْلِمُ عينهُ، ومن قرأ بفتحها، فمعناه: تعمى عينه (3).
يبقى في الآية بحث، وهو أن يقال: فيها نكتتان:
إحداهما: أن النكرة في سياق الشرط تَعُمُّ، وفيها اضطرابُ الأصوليين، وإمامُ الحرمين يختار العمومَ، وإن بعضَهم حمل كلامه على العموم البدلي، لا الاستغراقي (4)؛ كما مر لنا في هذا التعليق على ما أظنه، فإن كان مراده عمومَ الشمول، فالآية حجةٌ له من وجهين؛ لأنه نكر الشيطان، ولم يرد إلا
(1) انظر: "التنقيح"(2/ 986).
(2)
المرجع السابق، الموضع نفسه.
(3)
المرجع السابق، الموضع نفسه.
(4)
في"ج": "الاستغراق".
الكل؛ لأن كلَّ إنسان له شيطان، فكيف بالعاشي عن ذكر الله؟
والثاني: أنه أعاد عليه الضمير مجموعًا في قوله: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ} [الزخرف: 37]، ولولا عمومُ الشمول، لما جاز عَوْدُ ضميرِ (1) الجمع (2) على واحد، فهذه نكتة توجب للمخالفين سكتة، هكذا في "الانتصاف" لابن المنير رحمه الله.
قلت: في كل من الوجهين اللذين أبداهما نظر:
أما الأول: فلا نسلم أنه أراد كلَّ شيطان، بل المقصودُ أنه قُيِّضَ لكل فرد من العاشينَ عن ذكر الله شيطانٌ واحد، لا كل شيطان، وذلك واضح.
وأما الثاني: فعودُ ضمير الجماعة [على شيء ليس بينه وبين العموم الشمولي تلازم بوجه، وعودُ الضمير في الآية بصيغة ضمير الجماعة](3) إنما كان باعتبار تعدد الشياطين المفهومة (4) مما تقدم؛ إذ معناه -على (5) ما قررنا (6) -: أن كلَّ عاشٍ له شيطانٌ، فبهذا (7) الاعتبار جاء التعددُ، فعاد الضمير كما يعود على الجماعة، فما هذه النكتة التي أوجبت سكتة المخالفين؟
النكتة الثانية: أن في الآية حجةً على من زعم أن العود على معنى "مَنْ" يمنعُ من العود على لفظها، محتجًا بأنه إجمال بعدَ البيان، وقد عاد الضمير
(1) في"ع" و"ج": "عود الضمير".
(2)
"الجمع" ليست في "ع" و"ج".
(3)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(4)
في"ع": "الشيطان المفهوم".
(5)
"على" ليست في "ج".
(6)
في "ع" و"ج": "قررناه".
(7)
في "ع": "فهذا".