المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فضائلها وأما فضائلها: فروى مسلم في صحيحه، والترمذي وقال: حسن غريب، عن - مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور - جـ ٢

[برهان الدين البقاعي]

فهرس الكتاب

- ‌سورة البقرة

- ‌عدد آياتها

- ‌ما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌فضل آية الكرسي

- ‌فضل خواتيم سوره البقرة

- ‌اشتمال سورة البقرة على آخر ما نزل من القرآن

- ‌سورة آل عمران

- ‌عدد آياتها وفواصلها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة النساء

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة المائدة

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأنعام

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصود السورة

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأعراف

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأنفال

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة براءة

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة يونس

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة هود

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة يوسف

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل منها

- ‌مقصودها

- ‌فضلها

- ‌سورة الرعد

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة إبراهيم

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها

- ‌مقصودها

- ‌ما ورد في شأنها

- ‌سورة الحجر

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة النحل

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الإسراء

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الكهف

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة مريم

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة طه

- ‌عدد آياتها

- ‌ما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأنبياء

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الحج

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة المؤمنون

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة النور

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الفرقان

- ‌مقصودها

- ‌عدد آياتها وفواصلها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الشعراء

- ‌عدد آياتا وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة النمل

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة القصص

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة العنكبوت

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الروم

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة لقمان

- ‌عدد آياتا وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة السجدة

- ‌عدد آياها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأحزاب

- ‌مقصودها

- ‌فضلها

- ‌سورة سبأ

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة فاطر

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة يس

- ‌عدد آياتها وما يشيه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الصافات

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة ص

- ‌عدد آياتها وفواصلها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الزمر

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة غافر

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة فصلت

- ‌فضائلها

- ‌سورة حم عسق

- ‌عدد آياتها وفواصلها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الزخرف

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الدخان

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الجاثية

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الأحقاف

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة محمد

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

- ‌سورة الفتح

- ‌عدد آياتها وما يشبه الفواصل فيها

- ‌مقصودها

- ‌فضائلها

الفصل: ‌ ‌فضائلها وأما فضائلها: فروى مسلم في صحيحه، والترمذي وقال: حسن غريب، عن

‌فضائلها

وأما فضائلها: فروى مسلم في صحيحه، والترمذي وقال: حسن

غريب، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم -

ص: 69

يقول: يؤتي يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا

تَقْدُمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال، ما نسيتهن بعد، فقال: تأتيان كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان، بينهما شَرْقٌ، أو كأنهما فِرْقان من طير صواف، يحاجان عن صاحبهما.

ولفظ الترمذي: كأنهما غمامتان بينهما إشراق، أو كأنهما غمامتان

سوداوان، أو كأنهما ظلتان من طير صواف، يجادلان عن صاحبهما.

وللطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلَّموا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، يحاجان عن صاحبهما تعلموا البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة.

وله في الأوسط، عن أنس رضي الله عنه نحوه.

والمعنى في هذا الحديث - وما أشبهه -: أنه يجيء فضل العمل وثواب

القراءة، لما أشار إليه قوله: وأهله الذين كانوا يعملون به.

وسيأتي إن شاء الله تعالى في سورة السجدة التعبير عن هذا المراد

بأوضح مما هنا، وأقرب إلى الظاهر، والله الموفق.

والِإشارة بالسواد إلى قوة الإظلال.

ص: 70

والشرق: قال المنذري: بفتح الشين المعجمة، وقد تكسر

وبسكون الراء، بعدهما قاف، أي بينهما فرق يضيء.

وفي القاموس: أن الشرق: الضوء نفسه، فهو حينئذ الفارق بينهما.

وسر تمثيلهما بذلك:

أما بالغمام والظلة: فلما مضى في البقرة من ظهور مجد الله تعالى -

الذي هذه سورة توحيده - في الغمام.

وذلك لأن مظهر الرحمة بالغيث والظل، والنسيم، والروح، كما كان لبني إسرائيل.

ولأن بني إسرائيل كانت علامة قبول أعمالهم: نزول نار تأكل القربان

فعوضنا من ذلك ظلا يروح الأجسام، وينعش الأرواح، معه نور يشرح

الصدور ويبهج النفوس.

وأما الطير: فللِإيمان بما فيها من إكرام عيسى عليه السلام بتكوين

الطير مع أنه عبد الله، وإكرام الشهداء بأن أرواحهم في جوف طير خضر

تسرح في الجنة وتأكل من ثمارها.

وشاركتها البقرة في الشهداء، وفي إكرام الخليل عليه السلام بإحياء

الطيور.

وأما النور: ففي مقابلة النار، وكما كان لبني إسرائيل المذكورين في كثير

منها من عمود النور في الغمام بالنهار. والله الموفق.

ص: 71

وعند الطبراني في الأوسط والكبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى عليه الله وملائكته حتى تغيب الشمس.

وللبيهقي في الشعب عن مكحول مرسلاً، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة آل عمران يوم الجمعة، صلت عليه الملائكة إلى الليل.

ورواه الدارمي عن مكحول موقوفاً عليه.

وللطبراني في الأوسط بسند - قال المنذري: فيه بقية - عن ابن

مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خيب الله امرءاً قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران.

ولأحمد وأبي داود، والترمذي وقال: حسن صحيح، وابن ماجة، عن

أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) .

وفاتحة سورة آل عمران: (الله لا إله إلّاَ هو الحي القيوم) .

ص: 72

وفي رواية للإِمام أحمد: أن الآية الثانية لآية آل عمران، آية الكرسي.

ولأحمد عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول، اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: قلت: يا رسول الله، وإن القلوب لتتقلب؟.

قال: نعم، ما خلق الله من بشر من بنى آدم، إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله عز وجل، فإن شاء الله أقامه، وإن شاء أزاغه.

فنسأل الله ربنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة، إنه هو الوهاب.

قالت: قلت: يا رسول الله، ألا تعلمني دعوة أدعو بها لنفسي؟.

قال: بلى، قولي: اللهم رب النبي محمد، اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مُضِلات الفتن ما أحييتني.

قال الهيثمي: وروى الترمذي بعضه، ورواه أحمد، وفيه شهر بن

حوشب وهو ضعيف وقد وثق.

ص: 73

وللطبراني بسند فيه عمر بن المختار - قال الهيثمي: وهو ضعيف -

عن غالب القطان، قال: أتيت الكوفة في تجارة، فنزلت قريباً من

الأعمش، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر، قام فتهجد من الليل فمر بهذه

الآية: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) .

قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة، وهي عند الله وديعة، (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) قالها مراراً، قلت: لقد سمع فيها شيئاً، فغدوت إليه فودَّعته ثم قلت: يا أبا محمد، إني سمعتك تردد هذه الآية. قال: أو ما بلغك فيها؟.

قلت: أنا عندك منذ شهر لم تحدثني.

قال: والله لأحدثنًك بها سنة، فأقمت سنة فكتبت على بابه، فلما مضت السنة. قلت: يا أبا محمد قد مضت السنة، قال: حدثني أبو وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول الله تعالى: عبدي عهد إليَّ وأنا أحق من وفي بالعهد، أدخلوا عبدي الجنة.

وله - أيضاً - عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم

ص: 74

قال الهيثمي: وهو ضعيف - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين، يقولون: يا عباد الله، هذا

الطريق، واعتصموا بحبل الله جميعاً. قال: الصراط المستقيم: كتاب الله.

وللإِمام أحمد عن أبي يحيى مولى آل الزبير عن الزبير بن العوام

رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .

وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب.

ورواه الطبراني، إلا أنه قال: وسمعت رسول الله يكبر ويقول حين قرأ

هذه الآية ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

(قال: وأنا أشهد أن لا إله إلا أنت العزيز الحكيم.

قال الهيثمي: وفي إسناديهما مجاهيل.

ولصاحب الفردوس عن أنس رضي الله عنه، وأبي الشيخ بن حيان

عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) إلى قوله: (الِإسلام)

قال أنس رضي الله عنه: عند منامه -، خلق الله منه سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة (1) .

(1) حديث أنس، مداره على مجاشع بن عمرو، وهو منكر الحديث.

ص: 75

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: قال: وأنا أشهد بما شهد الله به

وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة، جيء به يوم القيامة.

فقيل: عبدي هذا عهد إليّ عهدا، وأنا أحق من وَفي بالعهد.

ولأبي الشيخ ابن حبان، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة البقرة وآل عمران، إيماناً واحتساباً، جعل الله له يوم القيامة جناحين منظومين بالدر والياقوت، يطير بهما على الصراط أسرع من البرق.

ولأبي عبيد في الفضائل والغريب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله

عنه قال: من قرأ سورة آل عمران، فهي غنى.

وله فيهما عنه رضي الله عنه: نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران.

يقوم بها الرجل من آخر الليل.

وللطبراني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذاً فقال: يا معاذ مالي لم أرك؟.

فقال: يارسول الله ليهودِيٍّ عَلَيَّ وقية من تبر، فخرجت إليك، فحبسني

عنك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به، فلو كان

ص: 76

عليك من الدَّين مثل. صَبِر أداه الله عنك - وصبر، أي بالمهملة. وزن كتف:

جبل باليمن - قال في القاموس: مطل على ثغر - فادع الله يا معاذ، قل:

(اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .

رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما، وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك.

وفي رواية بعده: اللهم أغنني من الفقر، واقض عني الدين، وتوفني في

عبادتك، وجهاد في سبيلك.

ورواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد، عن أنس رضي الله عنه قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاذ بن جبل: ألَا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل دَيْنا لأداه الله تعالى عنك؟.

(قل اللهم مالك الملك - فساقه - إلى: كل شيء قدير) ، رحمن الدنيا، ورحيم الآخرة، تعطيهما من تشاء، وتمنعهما من تشاء، بيدك الخير، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك.

قال العلائي: وأخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ آخر.

ص: 77

وروى البزار - قال الهيثمي: برجال الصحيح - عن أبي هريرة رضي

الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله تعالى: (وجنة عرضها السماوات والأرض) ، فأين النار؟.

قال: أرأيت الليل يطمس كل شيء، فأين النهار؟.

قال: حيث شاء الله، قال: فكذلك حيث شاء الله.

وعند ابن حبان في صحيحه من طريق عبيد بن عمير أنه قال لعائشة

رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فسكتت ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال: يا عائشة ذريني أتعبد الليلة

ص: 78

لربي، فقلت: والله إني أحب قربك، وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر

ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي حتى بَل حجره، قالت: وكان جالساً

فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى حتى بل الأرض، فجاء بلال

يُؤْذِنُه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما

تقدم من ذنبك وما تأخر؟.

قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟.

لقد نزلت عليَّ الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها:(إن في خلق السماوات والأرض) الآية كلها.

ورواه ابن مردويه في التفسير، وابن أبي الدنيا في كتاب "التفكر" من

وجه آخر.

وفيه: أتاني في ليلته حتى مس جلده جلدي، ثم قال: ذريني حتى

أتعبد لربي.

وفيه: فقام إلى القِرْبَةِ فتوضأ منها، ولم يكثر صب الماء، وقال بعد

البكاء في السجود: ثم اضطجع على جنبه يبكي، حتى أتاه بلال يؤذنه بصلاة

الصبح.

قال ابن رجب: وخرَّجه عبد بن حميد بسياق مطول، من طريق أبي

جناب الكلبي، وهو متكلم فيه.

ص: 79

وروى ابن أبي الدنيا عن سفيان يرفعه: من قرأ آخر آل عمران، ولم

يتفكر فيها ويله، فعد بأصابعه عشراً.

وروى ابن أبي الدنيا - أيضاً - أن الأوزاعي سئل: ما أدق ما يخرج

عن العهدة في التفكر؟. (فأطرق هنيهة)، فقال: يقرؤهن وهو يعقلهن.

وللطبراني في الكبير - بسند فيه يحيى الحماني وهو ضعيف - عن ابن

عباس رضي الله عنهما قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بم جاءكم موسى؟.

قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين. وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان

عيسى؟. قالوا: كان يبرىء الأكمه والأبرص، ويحي الموتى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً، فنزلت هذه الآية:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)

ليتفكروا فيها.

ص: 80

وللبيهقي في الشعب، عن عثمان رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ آخر آل عمران في ليلة، كتب له قيام ليلة.

ورواه الدارمي موقوفاً على عثمان رضي الله عنه.

وللشيخين، وأبي داود في السنن، والنَّسائي، وابن ماجه، وعبد بن

حميد والبيهقي في الدعوات، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رقد عند

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآه استيقظ فتسوك وتوضأ، وهو يقول:(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) .

حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات: ست ركعات، كل ذلك يستاك ثم يتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، ثم أتاه المؤذن، فخرج إلى الصلاة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اجعل في قلبي نوراً. . . الحديث.

ص: 81

ورواه أبو بكر الشامي في الخامس من "الغيلانيات"، عن الفضل بن

العباس رضي الله عنهما قال: بتّ ليلةً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف من العشاء الآخرة، انصرفتُ معه، فلما دخل البيت ركع ركعتين خَفِيفَتَيْن، ركوعهما مثلُ قعودهما، وسجودهما مثل قيامهما، وذلك في الشتاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة، وأنا في البيت، فقلتُ: والله لارْمُقَن الليلةَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم

ولأنْظُرَ كيف صَلَاتُهُ، قال: فاضطجع في مُصَلَاّهُ حتى سمعت غطيطه.

قال: ثم تَعَارَّ، فنظر في أفق السماء وكبَّر، ثم قرأ العشر الآيات من سورة

ص: 82

آل عمران، ثم أخذ سواكاً فاستن، ثم خرج فقضى حاجته، ثم رجع إلى

شَنٍّ مُعلَّقةٍ فصبَّ على يده، ثم توضأ ولم يوقظ أحداً، وصلى ركعتين.

ركوعهما مثل سجودهما، وسجودهما مثل قيامهما، وقال: فأراه صلى مثل ما رقد، ثم اضطجع مكانه، ورقد حتى سمعت غطيطه.

وللدارمي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: إن أخاً لكم أُري في

المنام: أن الناس يسلكون في صدع جبل وَعْرٍ طويل، وعلى رأس الجبل

شجرتان خَضْرَوَانِ تَهْتِفان: هل فيكم مَنْ يقرأ سورة البقرة، هل فيكم من

يقرأ سورة آل عمران؟.

فإذا قال الرجل: نعم. دنتا بأعذاقهما - أي أغصانهما - حتى يتعلق بهما فتخطو به الجبل.

وله عن مسروق قال: قرأ رجل عند عبد الله رضي الله عنه البقرة وآل عمران

ص: 83

فقال: قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعى به

أجاب، وإذا سُئِل به أعطى.

وله عن كعب قال: من قرأ البقرة وآل عمران، جاءتا يوم

القيامة تقولان: يا رب لا سبيل عليه.

وله عن عبد الله رضي الله عنه قال: نعم كنز الصعلوك سورة آل

عمران يقوم بها في آخر الليل.

وله عن أبي السليل قال: أصاب رجل دما، فأوى إلى وادي مجنة.

وَادٍ لا يمشي فيه أحد، إلا أصابته حية، وعلى شفير الوادي راهبان، فلما

أمسى قال أحدهما لصاحبه: هلك - والله - الرجل.

قال: فافتتح سورة آل عمران، فقالا: قرأ سورة، لعله سينجو قال:

فأصبح سليماً.

ولابن السنى عن السيد الجليل - قال النووي: المجمع على جلالته -

ص: 84

أبي عبد الله: يونس بن عبيد الله، بن دينار البصري، التابعي المشهور.

قال: ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) .

إلا وقفت بإذن الله تعالى.

ورواه البيهقي في كتاب "الدعوات" عن ابن عباس رضي الله عنهما من

قوله. -

ولفظه: إذا استصعبت دابة أحدكم، أو كانت شموساً، فليقرأ هذه

الآية في أذنها: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) .

وروى أبو داود، والترمذي، والنَّسائي، عن عوف بن مالك رضي

الله عنه قال: قمت مع النبي صلى الله عليه وسلم (فبدأ فاستاك، وتوضأ ثم قام فصلى، فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة، إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء والعظمة ثم سجد بقدر قيامة، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة، سورة.

وفي سورة طه عن أبي أمامه رضي الله عنه حديث في فضل القرآن.

ص: 85