الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والثاني عشر: (ولا شَهِيدُ (، وغلط من عزاها إلى المكي.
وفيها مما يشبه الوسط، وهو آيتان اثنتان.
(كن فيكون) ، (ليكتمون الحقَّ وهم يعلمون) .
رويها: سبعة أحرف، يجمعها قولك: قم لندبر.
القاف: (من خلاق)، واللام:(السبيل) .
مقصودها
والمقصود من هذه السورة: إقامة الدليل على أن الكتاب هدى ليُتَّبَع في
كل حال، وأعظم ما يهدي إليه الإيمان بالغيب، ومجمعه: الِإيمان
بالآخرة، ومداره: الإيمان بالبعث، الذي أعربت عنه قصة البقرة، التي
مدارها الِإيمان بالغيب، فلذلك سميت بها السورة، وكانت بذلك أحق من
قصة إبراهيم عليه السلام، لأنها في نوع البشر، ومما تقدم في قصة بني
إسرائيل من الِإحياء بعد الِإماتة بالصعق، وكذا ما شاكلها. لأن الإِحياء في
قصة البقرة عن سبب ضعيف في الظاهر، بمباشرة من كان من آحاد الناس.
فهي أدل على القدرة، ولا سيما وقد اتْبعتْ بوصف القلوب والحجارة، بما
عم المهتدين بالكتاب والضالين، فوصفها بالقسوة الموجبة للشقوة، ووصف
الحجارة بالخشية الناشئة في الجملة عن التقوى المانحة للمدد المتعدي نفعه إلى
عباد الله.
وفيها إشارة إلى أن هذا الكتاب فينا كما لو كان فينا خليفة من أولي
العزم من الرسل عليهم السلام يرشدنا في كل أمر يحزبنا، وشأن ينوبنا، إلى
صواب المخرج منه، فمن أعرض خاب، ومن تردد كاد، ومن أجاب أتقى
وأجاد.
وسميت بالزهراء: لا يجابها إسفار الوجوه في يوم الجزاء لمن آمن
بالغيب ولم يكن في شك مريب، فيحال بينه وبين ما يشتهي. ولأنها سورة
الكتاب الذي هو هادٍ، والهادي يلازمه النور الحسي المدرك بالبصر، أو
المعنوي المدرك بالبصيرة.
وبالسنَام: لأنه ليس في الِإيمان بالغيب - بعد التوحيد الذي هو
الأساس الذي ينبني عليه كل خبير، والتاج الذي هو نهاية السير.
والعالي على كل غير أعلى ولا أجمع من الِإيمان بالآخرة.
ولأن السنام أعلى ما في الطية الحاملة، والكتاب الذي هي
سورته، هو أعلى ما في الحامل للأمة في مسيرهم إلى دار القرار، وهو
الشرع الذي أتاهم به رسولهم صلى الله عليه وسلم.
وبهذا علم - أيضاً - سر التسمية بالذروة وبالفسطاط، والفسطاط: هو
الخيمة، والمدينة، والجماعة، ولا شك أن الكتاب من الدين بتلك المنزلة.
ولا سيما وفي سورته الدعائم الخمس الخطيرة، وهو: الجهاد، وغير
ذلك.