الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون) ، (ما على المحسنين من سبيل) .
(من المهاجرين والأنصار) ، (وتفريقاً بين المؤمنين) ، (فيقتلون ويقتلون) .
(أن يستغفروا للمشركين) ، (أنهم يفتنون) .
وعكسه موضع:
(ويشف صدور قوم مؤمنين) .
رويها خمسة أحرف: برنمل.
اللام: قليل. والباء: الغيوب.
مقصودها
ومقصودها: معاداة من أعرض عما دعت إليه السور الماضية، من اتباع
الداعي إلى الله في توحيده، واتباع ما يرضيه، ومولاة من أقبل عليه.
وأدل ما فيها على الإبلاع في هذا المقصد: قصة المخلفين، فإنهم -
لاعترافهم بالتخلف عن الداعي بغير عذر في غزوة تبوك المحتمل على وجه
بعيد منهم رضي الله عنهم للإعراض بالقلب - هجروا وأعرض عنهم بكل
اعتبار، حتى بالكلام، حتى بالسلام، إلى أن تيب عليهم، فذلك معنى
تسميتها بالتوبة، وهو يدل على البراءة. لأن البراءة منهم بهجرانهم حتى في رد السلام، كان سبب التوبة، فهو من إطلاق المسبب على السبب. وتسميتها ببراءة واضح أيضاً فيما ذكر من مقصودها.
وكذا الفاضحة: لأن من افتضح كان أهلًا للبراءة منه.
والبحوث: لأنه لا يبحث إلا عن حال البغيض.
والمبعثرة، والنفرة، والمثيرة، والحافرة، والمخزية، والمهلكة والمشردة.
والمدمدمة. لأنه لا يبعثر إلا حال العدو. وكذا ما بعده.
والمشردة: عظيمة المناسبة مع ذلك، لما أشارت إليه الأنفال في:
(فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) .
وكذا سورة البعوث سواء.
وسورة العذاب أيضاً: واضحة في مقصودها، وكذا المقشقشة: لأنهم
قالوا: إن معناه: المبرئة من النفاق، من تقشقشت قروحه: إذا تقشرت
للبراء.
وتوجيهه: أن من عرف أن الله برىء منه ورسوله والمؤمنون لأمر، فهو
جدير بأن يرجع عن ذلك الأمر.
وعندي: أنه مضاعف القش الذي معناه الجمع، لأنها جمعت أصناف
المنافقين، وعليه خرّج ما ورد في وصف أبي جهم بن حذيفة رضي الله عنه
لمن أراد نكاحها: "أخاف عليك قشقاشته"، أي تتبعه لمداق الأمور أخذا من
القش الذي هو تطلب المأكول من ههنا وههنا، أو عصاه التي هي غاية
ذلك.
ومادة " قش "، ومقلوبها "شق"، ومضاعفها " قشقش، وشقشق": تدور
على الجمع وتلازمه الفرقة، فإنه لا يجمع إلا ما كان مفرقاً، ولا يفرق إلا ما
كان مجتمعا.
وقد برهنت على تطبيق ذلك على الجزئيات المذكورة في كتب اللغة، في
كتاب "نظم الدرر" الذي هذا الكتاب فرع منه.