الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضلها
وأما فضلها: فروى أبو عبيد في الفضائل عن عون بن عبد الله بن
عتبة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مَلُّوا، فقالوا: يا رسول الله حَدِّثْنَا، فأنزل اللة تعالى:(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)، قال ثم نعته فقال:(كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) الآية.
قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، حَدِّثنا شيئاً فوق
الحديث، ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله جل ثناؤه:
(الر تلك آيات الكتاب المبين، إلى قوله: نحن نقص عليك أحسن القصص) .
قال: فإن أرادوا الحديث، دلهم على أحسن الحديث، وإن أرادوا
القصص، دلهم على أحسن القصص.
وروى إسحاق بن راهويه، وابن مردويه في تفسيره من طريقه وأبو يعلى
الموصلي في مسنده، عن سعد - هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه في قوله:
(نحن نقص عليك أحسن القصص) . الآية، قال: أنزل الله القرآن على
رسوله صلى الله عليه وسلم، فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى:(الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) إلى (نحن نقص عليك أحسن القصص) الآية، فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا؟. فأنزل الله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً) الآية، كل ذلك يؤمرون بالقرآن.
قال خلاد: وزاد فيه آخر، قالوا: يا رسول الله لو ذكرتنا؟. فأنزل الله
تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) .
قال شيخنا البوصيري: هذا حديث حسن.
وروى ابن إسحاق: أن الأنصار لما بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة ورجعوا، قام رافع بن مالك في المدينة بسورة يوسف، بعث بها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وكانت أول سورة دخلت المدينة.
وروى أبو داود والدارمي، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
تعلقت بقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أقرئني سورة هود وسورة يوسف عليهما السلام، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عقبة إنك لن تقرأ من القرآن أحب إلى الله، ولا أبلغ عنده من (قل أعوذ برب الفلق) .
ولفظ أبي داود: قلت يا رسول الله أقرئني من سورة يوسف، ومن
سورة هود، عليهما السلام، قال: يا عقبة اقرأ بأعوذ برب الفلق، فإنك لن تقرأ بسورة أحب إلى الله، وأبلغ عنده منها، فإن استطعت ألا تفوتك
فافعل.
هذا القول - مع أنه حق في نفسه، لأن كل القرآن بالنسبة إلى حب
الله تعالى ليس واحدا، لأن المراد به: لازمه، وهو الإثابة - ترغيب في الفلق، لا تزهيد في السورتين. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ المعوذتين أول ما أنزلتا على عقبة رضي الله عنه، فلم يرهما وقعتا عنده بما يليق بهما، كما يأتي إن شاء الله تعالى عند ذكرهما.