الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فكأنه قال: إنك يا ياسين - الذي تأويله محمد، الذي عدد أسماء
حروفه بعدِّهم - لأصلهم. فصار رمزاً في رمز، وكنزاً نفيساً تحت كنز، وسراً من سر، وخفاء من وراء ستر، وهو ألذ في مناداة الأحباب، من صريح الخطاب.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى أبو داود، والنَّسائي، وابن ماجة، وأبو يعلى
الموصلي والإِمام أحمد في مسنديهما، وابن حبان في صحيحه، والطبراني، عن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البقرة سنام القرآن -
الحديث كما مضى في البقرة، إلى أن قال: - ويس قلب القرآن، لا يقرؤها
رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، اقرؤوها على موتاكم.
وأخرجه البيهقي في الشعب عن معقل رضي الله عنه، ولفظه: من قرأ
يس ابتغاء وجه الله، غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرأوها عند موتاكم.
ورواه أبو داود في السنن، والبيهقي في الدعوات عنه، ولفظهما: اقرأوا
على موتاكم يَس.
ورواه أبو عبيد ولفظه: اقرأوها على موتاكم. يعني: يس.
قال شيخنا البوصيري: وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه، رواه البزار في مسنده.
ولأحمد. وأبي داود، والنَّسائي، وابن ماجة وابن حبان، والحاكم عن
معقل بن يسار - أيضاً رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرأوا على موتاكم يس.
وروى ابن رجب في كتابه "الاستغناء بالقرآن" عن أسد بن وداعة
قال: لما حضر غضيف بن الحارث رضي الله عنه الموت، حضره إخوانه،
فقال: هل فيكم من يقرأ سورة يس؟.
قال رجل من القوم: نعم. قال: اقرأ ورتل وأنصتوا. فقرأ ورتل واستمع القوم، فلما بلغ:(فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون) ، خرجت نفسه.
وللترمذي وقال: غريب، والدارمي، عن أنس رضي الله عنه، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء قلباً، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات.
زاد في رواية: دون يس.
وعند الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأيس في ليلة الجمعة، غفر له.
ورواه أبو يعلى ولفظه: من قرأ يس في ليلة، أصبح مغفوراً له.
ورواه الطبراني من رواية الحسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ولفظه: من قرأ يس في يوم أو ليلة ابتغاء وجه الله، غفر له
ورواه الدارمي من هذه الطريق، ولفظه: من قرأ يس في ليلة
ابتغاء وجه الله غفرله تلك الليلة.
ورواه أبو يعلى والطيالسي بهذا اللفظ، عن ابي هريرة - أيضاً - رضي
الله عنه.
وللطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دام على قراءة يس كل ليلة، ثم مات، مات شهيداً.
وعند مالك، وابن السنى، وابن حبان في صحيحه، عن جندب بن
عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ لس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له.
وتقدم في براءة حديث علي رضي الله عنه في فضلها.
وفي طه مرسل عن شهر بن حوشب كذلك.
وروى أحمد بن منيع عن أمامة، عن أبي بن كعب رضي الله عنهما؟
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ يس يريد بها وجه الله غفر له. ومن قرأ يس فكأنما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة. ومن قرأ يس وهو في سكرات الموت،
جاء رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة حتى يسقيه وهو على فراشه
حتى يموت ريان، ويبعث ريانا.
وروى الِإمام أحمد في المسند عن سماك بن حرب عن رجل من أهل
البادية رضي الله عنه أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعه يقرأ في صلاة الفجر (ق والقرآن المجيد) و (يس والقرآن الحكيم) .
وللدارمي عن عطاء بن أبي رباح قال: بلغني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس في صدر النهار، قضيت حوائجه.
ورواه أبو الشيخ ابن حيان عن ابن عباس، والبراء بن عازب، رضي
الله عنهم مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ومن قرأها في صدر النهار، وقدمها بين يدي حاجته قضيت.
ورواه القاضي أبو عبد الله المحاملي في الخامس من أماليه عن عبد الله
ابن الزبير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جعل يس أمام حاجته قضيت له.
وذكر ابن هشام في السيرة في مقدمة الهجرة، اجتماع قريش في دار
الندوة، ومعهم إبليس في هيئة شيخ نجدي للمشاورة قيماً يصنعونه برسول
الله صلى الله عليه وسلم، وأن أبا جهل أشار بأن يقتلوه، وصوب رأيه الشيخ النجدي.
ثم قال: قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب
القرظي قال: اجتمعوا له - يعني ليقتلوه - وفيهم أبو جهل بن هشام، فقال - وهو على بابه -: إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره، كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم جنان كجنان
ْالأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ريح، ثم بعثتم من بعد موتكم.
فجعلت لكم نار تحرقون فيها، قال: وخرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال: نعم، أنا أقول ذلك أنت أحدهم، وأخدذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات من:(يس والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين، على صراط مستقيم - إلى قوله -: وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ، حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل، إلا وقد وضع على رأسه تراباً، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال: ما تنتظرون ههنا؟.
قالوا محمداً.
قال: خيبكم الله، قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلًا إلا وقد وضع على رأسه تراباً، وانطلق لحاجته، فما ترون ما بكم؟.
قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم
جعلوا يطلعونه، فيرون علياً على الفراش متسجياً بِبرْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائماً عليه برده، فلم يبرحوا كذلك حتى
أصبحوا فقام علي عن الفراش، فقالوا: والله لقد كان صَدَقَنَا الذي حَدَثَنَا.
وللدارمي عن الحسن رحمه الله قال: من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه
الله، ومرضاة الله غفر له، وقال: إنها تعدل القرآن كله.
وله عن ابن عباس رضي الله عنهما قالت، من قرأ يس حين يصبح.
أعطى يسر يومه حتى يمسى ومن قرأها في صدر ليلة، أعطى يسر ليلته حتى
يصبح.
وروى الأصبهاني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة، غفر له:
وروى عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت رجلًا يحدث: إن لكل
شيء قلباً، وقلب القرآن يس ومن قرأها فإنها تعدل القرآن، أو قال: تعدل
قراءة القرآن كله، ومن قرأ "قل يا أيها الكافرون" فإنها تعدل ربع القرآن.
و"إذا زلزلت" شطر القرآن.
ولأبي بكر الشافعي في الجزء السابع من "الغيلانيات"، عن عبد الله بن
سمحج الجني، رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مريض تقرأ عنده يس، إلا مات ريان، وأدخل قبره ريان، وحشر يوم القيامة ريان.
هكذا في نسختي: ابن سمحج.
(وفي "تجريد الصحابة" للحافظ شمس الدين الذهبي: أنه كان
اسمه سمجح فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وكذا ذكره شيخنا في كتاب "الِإصابة"، وضعف عبد الله بن الحسين
المصيصي شيخ الطبراني، أحد رواة الحديث.
وفي الفردوس عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
سورة يس، تدعى في التوراة: المعمة.
ولأبي الشيخ عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ في ليلة (الم تنزيل السجدة) ، و (يس) ، و (اقتربت الساعة) .
و (تبارك) ، كن له حرزاً من الشيطان وشركه، ورفعه الله في الدرجات يوم القيامة.
وروى البزار من طريق الفضل بن عيسى الرقاشي - قال الهيثمي: وهو
ضعيف - عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة. فذلك قول الله تعالى: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) .
قال: فينظر إليهم، وينظرون إليه، لا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره في ديارهم.
هذا وجَعْلُ هذه السورة مرة كالقرآن يتلوه في الليلة مرة واحدة، وتارةً
كالقرآن عشر مرات، وأخرى كالقرآن ثنتي عشرة مرة، لا تعارض فيه، ولله الحمد، بل هو بالنظر إليه بحسب جهات متنوعة.
فالأول ناظر إلى: أن قلب الشيء لما كان هو المصرف له ولا يمكن
عادة تفكره بدونه كان عديلاً له بدون قلب.
والثاني وهو العشر، ناظر إلى: أن القلب كالشيء من غير قلب عشر
مرات، لأن منافع البدن وهي أعوان القلب، تابعة للقلب، ولما كان يعدم
تمام الانتفاع بعدم واحدة منها، عد الباقي عَدَماً.
وبتلك المنافع يكون تمام المعارف، التي هي المقصودة منه. وهي قسمان: أعيان، ومعان.
الدماغ، والرئة، والكبد والطحال، والكليتان، والحواس الخمس
الظاهرة، فإن في كل حاسة الدية كاملة.
أو يقال: إن ذلك بالنظر إلى الحواس الظاهرة والباطنة من غير نظر إلى
الأعيان، وللثالثة بالنظر إلى الحواس العشر الظاهرة والباطنة واليدين
وللرجلين، فتلك اثنتا عشرة، لأن اليدين والرجلين عضوان فقط، ولهذا قوبلا بديتين. ومهما نقص من هذه الأشياء. نقص من بيان المدركات بحسبه.
فكأن سورة يس مع القرآن بدونها بهذه المنزلة في البيان، والله أعلم.
وروى الحافظ ابن رجب في كتابه "الاستغناء بالقرآن" من طريق أبي
الطيب عبد المنعم بن غلبون، عن مُجَّاعة بن الزبير، قال: دخلت على
حمزة الزيات فوجدته يبكى، فقلت: ما يبكيك؟. فقال: فكيف لا أبكي وقد رأيت ربي تبارك وتعالى الليلة في منامي، كأني عُرضت على الله،؟ فقال لي: يا حمزة اقرأ القرآن كما علمتك، فوثبت قائماً، فقال لي: يا حمزة اجلس فإني أحب أهل القرآن. ثم قال لي: يا حمزة اقرأ، فقرأت حتى بلغت سورة طه فقلت:"طوى وأنا اخترتك" فقال: بين طوى وأنا اخترناك.
ثم قال لي:
اقرأ، فقرأت حتى بلغت سورة يس، فقلت:"تنزيل العزيز الرحيم".
فقال: جل وعز: قل: "تنزيل العزيز الرحيم"، يا حمزة كذا قرأت، وكذا أقرأت حملة العرش، وكذا يقرؤه المقربون، ومضى في الأعراف منام له حسن
أيضاً.