الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فقال أبو عبيد في الفضائل، حدثنا إسماعيل بن مجالد.
عن هلال الوزان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم عليها
السلام حتى انتهى إلى السجدة (خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا) ، فسجد بها.
فلما رفع رأسه قال: هذه السجدة قد سجدناها، فأين البكاء؟.
رضي الله عنهما - وقد اختلف ناس في ورود النار - فأهوى بأصبعه إلى أذنيه
وقال: صمَّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الورود: الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر، إلا دخلها، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم عليه السلام، حتى إن للنار - أو قال: لجهنم - ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا.
وروى الإِمام أحمد من حديث أم سلمة رضي الله عنها في قصة
هجرتهم إلى الحبشة والنجاشي، وفيه: أنه دعا أساقفته، فنشروا مصاحفهم
حوله وقال لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: هل معك مما جاء به - يعني
النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟
قال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي فاقرأه عليّ، فقرأ عليه صدراً من "كهيعص"، قالت: فبكى والله النجاشي، حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته، حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم.
ثم قال النجاشي: والله إن هذا والذي جاء به موسى عليه السلام ليخرج
من مشكاة واحدة.
وروى ابن المبارك، عن عباد المنقري، عن بكر المزني قال: لما
نزلت هذه الآية: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) ، ذهب ابن رواحة إلى
بيته، فبكى فجاءت امرأته فبكت، وجاءت الخادم فبكت، وجاء أهل
البيت فجعلوا يبكون، فلما انقضت عبرته قال: يا أهلاه ما يبكيكم؟
قالوا: لا ندري، ولكنا رأيناك بكيت فبكينا، قال: آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبئني فيها ربي أني وارد النار، ولم ينبئني أني أصدر عنها.