الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورويها أحد عشر حرفاً: "قلّ من سعد بفره"، وبعد كلّ ألف
التنوين، إلا الراء من (البصير) أول آيها.
مقصودها
ومقصودها: الإقبال على الله وحده، وخلع كل ما سواه، لأنه وحده
المالك لتفاصيل الأمور، وتفضيل بعض الخلق على بعض.
وذلك هو العمل بالتقوى، التي أدناها خلع الأنداد، واعتقاد التوحيد.
على ما دعا إليه افتتاح النحل. وأعلاها: الإحسان، الذي اختتمت به، وهو الفناء عما سوى الله.
وذلك شرح ما أشار إليه آخر التي قبلها، من قوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) .
وكل ما أسمائها واضح الدلالة على هذا:
أما سبحان - الذي هو علم للتنزيه - فمن أظهر ما يكون فيه، لأن من
كان على غاية النزاهة عن كل نقص، كان جديراً بأن: (لا تعبدوا إلا
إياه) وأن يعرض كل مخلوق عن كل ما سواه، لكونه متصفاً بما ذكر.
وأما الإِسراء: فمن عرف أموره كلها في السّرى
بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام، إلى المسجد الأقصى، ثم العروج من المسجد الأقصى، إلى السماوات العلي، إلى سدرة النتهي، ثم إلى ما شاء العليُّ الأعلى، ثم التردد بين موسى عليه السلام، وبين من أسرى به من السماء السادسة إلى ما وصل إليه في المرة الأولى من الحد الأسمى، والحضرة الشماء، والمحل الأقدس الأنهى، الذي وصل إليه دون غيره من الخلائق وهو فوق السماء السابعة، بما لا يعلمه إلا الله تعالى، مرة بعد أخرى ثم الرجوع إلى المسجد الأقصى، ثم إلى الكعبة العظمى، قبل فجر تلك الليلة، علم أن الفاعل لذلك متصف بكل ما ذكر، فأقبل بكليته، وانقطع دائماً إليه.
وكذا تسميتها بالأقصى، فإنه مشير إلى قصة الإِسراء.
وأما بنو إسرائيل، فمن أحاط - أيضاً - بتفاصيل أمرهم في مسيرهم إلى
الأرض المقدسة، الذي هو كالِإسراء، وإيتائهم الكتاب، وما ذكر مع ذلك
من شأنهم في هذه السورة، الذي هو معروف بالفرق بين الإسراءين والفرق
بين الإيتاءين، عرف ذلك.