الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فروى عبد بن حميد في مسنده، والبزار -
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خبَّاب وهو ثقة - عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نزلت: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له، فرفع بها صوته، حتى دأب إليه أصحابه، فقال: أتدرون أي يوم هذا؟. (قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك) يوم يقول الله عز وجل لآدم عليه السلام: يا آدم، قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحد في الجنة، فكبُرَ ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا، وأبشروا، فوالذي نفسي بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإن معكم لخليقتين ما كانا
مع شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس
والجن.
وقال ابن رجب: وروى الجورجاني في كتاب "النواحين" عن النضر
ابن عربي، عمن حدثه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، إذ قال:
يا بلال أنصت الناس، فأوحى إِليه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا) إلى آخر الآية.
قال: فخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقعت أعِنَّة الخيل على أعناقها من أيديهم.
وروى أبو عبيد عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين.
وروى أبو عبيد، وأبو داود، والترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، أفي الحج
سجدتان؟. قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما.
وقال أبو عبيد: فلا يقرأها.
وهذا الحديث إنما ضعفوه بابْنِ لهيعة، ومشرح بن هاعان، وليس
ضعفهما فاحشاً، بل هما ممن يحسن لهما، فقد أثنى على كل منهما غير واحد.
وقال شيخنا في تقريبه - وهو لا يذكر إلا زبدة الأقوال - قال في ابن
لهيعة: صدوق، وفي مشرح مقبول، وبين في خطبة كتابه: أن من يقول
فيه ذلك لا يطلق عليه ضعيف، فحديثهما حسن، وأقل ما فيه أنه مقوٍّ
لحديث عمرو بحيث يصير صحيحاً لغيره، أو قريباً من ذلك جداً.
ولأبي داود، وابن ماجة، والحاكم - قال النووي في شرح المهذب:
بإسناد حسن - عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: أقرأني رسول
الله صلى الله عليه وسلم خمس عشر سجدِة في القرآن، منها ثلاثة في المفصل وفي سورة الحج سجدتان.
وروى عبد الرزاق في جامعه، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، أن
عمراً وابن عمر، رضي الله عنهما، كانا يسجدان في الحج سجدتين.
قال: وقال عمر رضي الله عنه: فضلت بسجدتين.
وروى عبد الرزاق - أيضاً - عن الثوري، وأبو عبيد بن مروان بن
معاوية كلاهما عن عاصم بن سليمان، عن أبي العالية، عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: فضلت سورة الحج بسجدتين.
وروى أبو عبيد في الفضائل، فقال: حدثنا هشيم، أنا منصور.
عن ابن سيرين، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سجد في الحج سجدتين
وقال: إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين.
ولأبي عبيد عن الزهري قال: أول آية نزلت في القتال: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) ، ثم ذكر القتال في آي كثيرة. انتهى.
ومثله لا يقال من قبل الرأي.