الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فروى البخاري في فضائل القرآن، عن ابن مسعود
رضي الله عنه قال: بنو إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، إنهن
من العتاق الأول، وهن من تلادي.
ورواه أبو عبيد، فأسقط سورة الأنبياء، وقال: هن من تلادي، وهن
من العتيق الأول.
وقال: إن معناه: من أول ما أخذت من القرآن، شبهة بتلاد المال
القديم، ومعناه: أن ذلك كان بمكة.
وروى الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب، والبيهقي في
الدعوات، من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ - وفي رواية البيهقي: كان يقرأ كل ليلة - بني إسرائيل والزمر.
ولأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً، وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا، فقيل له: إن شئت أن تستأني بهم، وإن شئت أن تؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم. قال: لا، بل أستأني بهم، وأنزل الله
هذه الآية: (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا) .
وفي رواية: فدعا، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن ربك يقرئك
السلام ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا، فمن كفر منهم بعد
ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب
التوبة والرحمة، قال: بل افتح لهم باب التوبة والرحمة.
قال البيهقي: ورجال الروايتين رجال الصحيح، إلا أنه وقع في أحد
طرقه عمران بن الحكم، وفي بعضها: عمران أبو الحكم، وهو ابن
الحارث - وهو الصحيح - وهو من رجال الصحيح.
ورواه البزار بنحوه.
وروى ابن رجب من طريق الطبراني، عن أبي الدرداء رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يهبط الله عز وجل آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له، ألا سائل يسألني فأعطيه، ألا داع يدعوتي فأستجيب له، حتى يطلع الفجر، قال: فقال: "إن قرآن الفجر كان مشهوداً"، فيشهده الله وملائكته ".
وروى أبو طاهر المخلص عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا عز وجل " كل ليلة إلى السماء الدنيا نصف الليل الأخير، أو الثلث الأخير، فيقول - فذكره نحوه - وقال: حتى يطلع الفجر أو ينصرف القارىء من صلاة الصبح.
وروى الطبري في الصغير بسند - قال الهيثمي: فيه ابن إسحاق
وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات - عن عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، قد شد لهم إبليس أقدامها بالرصاص، فجاء ومعه قضيب فجعل يهوي به إلى كل صنم منها، ليخر لوجهه، فيقول:(جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) حتى مر عليها كلها.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في سبأ حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند
الشيخين بنحوه.
ولأبي عبيد، عن خيثمة قال: قال عبد الله: عليكم بالشفاءين:
القرآن والعسل، قال أبو عبيد: يريد عبد الله هذه الآية: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)، والآية التي في النحل:(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) .
ولأحمد في المسند، والطبراني، عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله
عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: آية العزة - وفي رواية: العز - (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) إلى آخر السورة.
وللطبراني والبيهقي في الدعوات، والحاكم وقال: صحيح الإسناد عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كربني أمْرٌ إلا تمثل لي جبريل عليه السلام، قال: يا محمد قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) .
وللطبراني في الدعاء، وأبي يعلى - قال الهيثمي: وفيه موسى بن عبيدة
الربذي وهو ضعيف - عن أبي هريرة - أيضاً رضي الله عنه قال: بينا أنا
أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقبله رجل رث الثياب رث الهيئة، مستقام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فلان ما الذي بلغ بك ما أرى؟.
قال: الفقر والسقم.
قال: أفلا أعلمك كلمات إذا قلتهن ذهب عنك الفقر والسقم؟.
فقال: لا، ما يسرني بهذا إني شهدت معك بدراً وأحداً، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع؟.
قال أبو هريرة: فقلت: يا رسول الله فعلمنيهن.
قال: قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد للهِ الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً. قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بعد أيام فقال: يا أبا هريرة، ما الذي أرى من حسن حالك؟.
فقال: يا رسول الله ما زلت أقرأ الكلمات منذ علمتنيهن.
وروى عبد الرزاق في جامعة عن جعفر بن سليمان، عن سعيد
الجريري قال: بلغني أنه من قرأ الآية: (الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم
يكن له شريك في الملك) إلى آخر السورة، لم يصبه سرق.
ورواه الأستاذ أبو عثمان الصابوني في كتاب "المائتين" موصولاً عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي - يعني (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الآية - أمان من السرق.
قال: وكان رجل من المهاجرين تلاها حين أخذ مضجعة فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت، ثم حمله والرجل ليس بنائم، حتى انتهى إلى الباب، فوجد الباب مرذوماً، فوضع الكارَّة، وفعل ذلك ثلاث مرات، فضحك صاحب البيت وقال: إني قد حصنت بيتي، قال: فذهب اللص.
قال الصابوني: هذا حديث غريب الإسناد والمتن، لم أكتبه إلا من هذا
الطريق.
وفي الفردوس عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ في مصبح أو مسمى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ) ، الآية. لم يمت قلبه في ذلك اليوم، ولا تلك الليلة.
وروى الأصفهاني في ترغيبه، عن إبراهيم - يعني ابن الأشعث -
قال: سمعت الفضل يقول: إن رجلًا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أسره العدو، فأراد أبوه أن يفديه، فأبوا عليه، إلا بشيء كثير لم يطقه فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أكتب إليه فليكثر من قوله: (توكلت على الحي الذي لا يموت) .
و (الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً) إلى آخرها، قال: فكتب بها الرجل إلى
ابنه، فجعل يقولها، فغفل العدو عنه، فاستاق أربعين بعيراً، وقدم بها إلى
المدينة.
قال المنذري: وهذا معضل (1) .
وسيأتي في الطلاق مما يمكن أن يتصل بهذا.
(1) الحديث المعضل: هو ما سقط من إسناده - في أي موضع كان - راويان فأكثر على التوالي، فهو حديث غير متصل السند، وعدم الاتصال يجعله من قبيل الحديث الضعيف، ومن العلماء من يلحقه بالمرسل، ومنهم من يلحقه بالمنقطع، مع أنه أسوأ حالاً منهما ما لم يات متصلا من طرق أخرى.
ومثاله: قول الإمام مالك في الموطأ 2/ 980: بلغني أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل إلا ما يُطيق "، فهذا الحديث معضل لكنه جاء متصلاً عند مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه: عن مالك بن أنس، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فالإعضال كان في إسقاط محمد بن عجلان وأبيه.
راجع: دكتور محمد أديب الصالح، لمحات في أصول الحديث ص 237.
239