الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصُباً، فجعل يطعنها بعود كان في يده ويقول:(جاء الحق وزهق الباطلُ، إن البَاطِلَ كان زَهُوقاً)(جاء الحق وما يُبدئ الباطلُ وما يُعيدُ) .
وفي السير: أن الأصنام كانت مشدودة بالرصاص، وأنه ما أشار إلى
صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار إلى قفاه إلا وقع لوجهه، حتى مما بقي منها صنم إلا وقع، فقال تميم بن أسد الخزاعي:
وفي الأصنام معتبر وعلم. . . لمن يرجو الثواب أو العقابا
وروى أحمد في المسند، والطبراني في الكبير، عن ابن عباس رضي الله
عنهما، أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ: ما هو، أرجل، أم امرأة، أم أرض؟.
قال: بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة، وسكن
الشام منهم أربعة. فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة والأزد، والأشعريون.
وأنمار، وحمير. وأما الشاميون: فلخم: وجذام، وعاملة، وغسان.
قال الهيثمي: وفي سندهما ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما
ثقات.
ورواه الطبراني من طريق أخرى فيها شيخ الطبراني لم يعرفه
الهيثمي، وبقية السند رجال الصحيح.
وروى عبيد الله بن محمد العَيْشِي في جزءيه، عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: كان لكل قَبِيل من الجن مقعد من السماء يستمعون فيه
الوحي، وكان الوحي إذا نزل، سمع له صوت كإمرار السلسلة على
الصفوان - قال العيشي: يعني على الحجر - فلا ينزل على سماء إلا صُعقوا:
(حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) .
ثم يقال: يكون العام كذا، ويكون العام كذا، فتسمع الجن
ذلك فتخبر به الكهنة، فتخبر الكهنة الناس، فيجدونه كما قالوا، فلما
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحروا. فقالت العرب: هلك من في السماء، فجعل صاحب الإِبل ينحر كل يوم بعيراً وجعل صاحب البقر ينحر كل يوم بقرة، وصاحب الشاة يذبح كل يوم شاة، حتى أسرعوا في أموالهم، فقالت ثقيف وكانت أعقل العرب: يا آيها الناس عليكم أموالكم، فإنه لم يهلك من في السماء، وإن هذا ليس بانتشار، أليس ترون معالمكم من النجوم كما هي؟
فقال إبليس: لقد حدث اليوم حدث، ائتوني من تربة الأرض، فأتوه من
تربة كل أرض، فجعل يشمها، حتى أتى من تربة مكة، فشمها فقال: من
ههنا حدث الحدث، فنظروا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث.
وروى الطبراني في الكبير عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح - قال
الهيثمي: وقد وثق، وتُكلم فيه بغير قادح، وبقية رجاله ثقات - عن
النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يوحي بأمره، تكلم بالوحي، أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجداً، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمهم الله من وحيه بما أراد فينتهي به جبريل على الملائكة عليهم السلام، كلما مر بسماء سأله أهلها، ماذا قال ربنا يا جبريل؟
قال الحق وهو العلي الكبير، فيقول كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام.
فينتهي به جبريل حيث أمر من السماء والأرض.