الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوحيد، وكان السبب الأعظم في الاجتماع والتواصل - عادة - الأرحام
العاطف التي مدارها النساء، سميت "سورة النساء". لذلك.
ولأن بالاتقاء فيهن تتحقق العفة والعدل الذي لبابه التوحيد.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى أبو عبيد، عن حارثة بن مضرِّب لأم قال: كتب
إلينا عمر رضي الله عنه: - تعلموا سورة النساء، والأحزاب، والنور.
وروى الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنَّسائي، عن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ في القرآن، فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك، وعليك أنزل؟. قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت عليه سورة النساء، حتى جئت إلى هذه الآية:
(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) .
قال: حسبك الآن، فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان.
وفي رواية الترمذي: تهملان.
وفي رواية لمسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر اقرأ على، فذكر الحديث.
وروى الطبراني برجال - قال الهيثمي: ثقات -، وابن أبي الدنيا عن
محمد بن فضالة الظفري، وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد بني ظفر، فجلس على الصخرة التي في مسجد
بني ظفر اليوم، ومعه عبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأناس من
أصحابه، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم قارئاً، فقرأ حتى أتى على هذه الآية:(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) .
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اضطرب لحياه، فقال: أي رب شهدت على من أنا بين ظهرانيه، فكيف بِمَنْ لم أره.
وروى عن يحيى بن عبد الرحمن، بن لبيبة، عن أبيه، عن جده، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية بكى، وقال: يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه، فكيف بمن لم أر.
وروى الروياني - وذكره ابن رجب - عن حذيفة بن اليمان رضي الله
عنه قال: دخلت المسجد أنا وفلان وفلان حين هدأ الناس للمَقِيل، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلينا، قال: فيومئذ نزلت هذه الآية: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) ، وكان ابن مسعود رضي الله عنه حسن الصوت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا ابن مسعود سورة النساء، فقرأ حتى بلغ (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) . الآيات، فاشار النبي صلى الله عليه وسلم: اسكت ثم قال: حق والله لهم
إذا صافحتهم النار وصافحوها، أن يودوا لو تسوى بهم الأرض، وبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكينا، حتى كدنا نموت.
ثم قال: أرددها علينا، فقرأ حتى انتهى عند هذه الآية، قال: حق لهم إذا صافحتهم النار - مثل قوله الأول - ثم بكى وبكينا معه، ثم قال: ارددها، فرددها سبع مرات، كل ذلك يبكي ويقول: حق لهم - مثل قوله الأول - لم يسكت حتى اشتهينا أن يسكت من شدة حزنه وبكائه وما نراه صنع.
قال ابن رجب: وهذا سياق غريب، وفيه نكارة، وفيه أبو داود.
نفيع، وفيه ضعف شديد.
وروى ابن المبارك عن موسى بن عبيدة، عن خالد بن يسار، قال: لا قرأها ابن أم عبد علي النبي صلى الله عليه وسلم بكى فاشتد بكاؤه، ثم قام
مغطياً رأسه حتى دخل بيته.
قال ابن رجب: وهذا مرسل ضعيف.
وفي جامع الأصول - غير معزو - عن علي رضي الله عنه أنه قال: ما
في القرآن أحب إلي من هذه الآية: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: خمس آيات ما يسرني أن لي
بهن الدنيا وما فيها، إحداهن:(إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31)
و (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40) .
و (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) .
و (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) .
و (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) .
وروى البخاري في فضائل القرآن، عن يوسف بن ماهك "، أن
عراقياً سأل أم المؤمنين عائشة رضي الله عها أن تريه مصحفاً، فقالت:
لم؟. قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يُقْرَا غير مؤلَّف، قالت: وما
يضرك أيه قرأت قبل؟! إنما نزل ما نزل (منه) ، سورة من المفصل، فيها
ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الِإسلام، نزل الحلال والحرام،
ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا نَدَعُ الخمر أبداً، ولو
نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا نَدَعُ الزنا أبداً، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:(بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)
وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف، فأملت عليه آي السور.
ورواه أبو عبيد عن يوسف بن ماهك، قال: إني لعند عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها، إذ جاء أعرابي فقال: يا أم المؤمنين أريني
مصحفك؟.
قالت: لم؟ ، قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنَا نقرؤه غير
مؤلَّف - فذكره.
وقال في آخره: فأمليت عليه آي السور.
وروى الِإمام أحمد في المسند، عن مسلم بن مِخْرَاق، عن عائشة رضي
الله عنها، قال: ذُكر لها: أن ناساً يقرؤون القرآن في الليلة مرة أو مرتين.
فقالت: أولئك قرأوا، ولم يقرأوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان يقرأ بالبقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذه، ولا يمر بآية فيها استبشار، إلا دعا الله، ورَغِبَ إليه.
وروى أبو عبيد في الفضائل والغريب، عن حذيفة رضي الله عنه قال:
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح.
ولفظه في الغريب: أنه كان يصلي من الليل، فإذا مر بآية فيها ذكر
الجنة سأل، وإذا مر بآية فيها ذكر النار تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله
سبح.
وقال: يعني ما ينزه عنه تبارك اسمه، من أن يكون له شريك.
أو ولد وما أشبه ذلك.
وأصل التنزيه: البعد مما فيه الأدناس، والقرب مما فيه الطهارة
والبراءة ثم كثر استعمال الناس النزهة في كلامهم حتى جعلوها في البساتين
والخضر ومعناه راجع إلى ذلك الأصل.
وله في الفضائل عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قمت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه فاستفتح البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم قرأ آل عمران، ثم قرأ سورة النساء، أو قال: ثم قرأ سورة، سورة يفعل مثل ذلك.
وله عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة التمام، فيقرأ بسورة البقرة، وآل عمران، والنساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ.
وله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه رضي الله عنه قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى، فإذا مر بآية فيها ذكر النار قال: أعوذ باللُّه من النار.
وللدارمي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من قرأ آل عمران فهو
غني والنساء مُحَبِّرة.
قال أبو محمد: أي مُزَيِّنة.
وروى مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: صليت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح سورة البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت:: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام قياماً طويلاً، قريباً مما ركع، ثم سجد
فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده، قريباً من قيامه.
ورواه أبو داود وهذا لفظه، والترمذي، والنَّسائي: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل، فكان يقول: الله أكبر ثلاثاً، ذو الملكوت والجبروت، والكبرياء والعظمة، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحواً من قيامه، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه من الركوع، فكان قيامه نحواً من ركوعه، يقول: لربي الحمد، ثم سجد، فكان سجوده نحواً من قيامه، فكان يقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحواً من سجوده، وكان يقول: ربي اغفر لي، فصلي أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء والمائدة.
قال أبو داود: أو الأنعام، شك شعبة.
ورواه عبد الرزاق في جامعه، ولفظه: عن حذيفة رضي الله عنه، أنه
مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالمسجد في المدينة، قال: فقمت أصلي وراءه، يخيل إلى أنه لا يعلم، فاستفتح سورة البقرة، فقلت: إذا جاء مائة آية ركع، فلم
يركع، فقلت: إذا جاء مائتي آية ركع، فجاءها فلم يركع، فقلت: إذا
ختمها ركع، فختم فلم يركع، فلما ختم قال: قال: اللهم لك الحمد.
اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد، وقرأ ثم افتتعآل عمران، فقلت: إن
ختمها ركع فختمها فلم يركع، وقال: اللهم لك الحمد ثلاث مرات، ثم
افتتح سورة المائدة فقلت: إذا ختم ركع، فختمها فركع، فسمعته يقول:
سبحان ربي العظيم ويرجِّع شفتيه فاعلم أنه يقول غير ذلك فلا أفهم
غيره، ثم افتتح سورة الأنعام فتركته وذهبت.
ورواه الحارث بن أبي أسامة عن حذيفة رضي الله عنه، أنه صلى مع
النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فاستقبل القبلة، وأقامني عن يمينه، ثم قرأ فاتحة الكتاب، ثم استفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية خوف إلا استعاذ ولا بِمَثَلٍ إلا فكَّر، حتى ختمها، وقال في الركعة الثانية: قرأ بفاتحة الكتاب ثم استقبل آل عمران، لا يمر بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية خوف إلا استعاذ ولا بمثل إلا فكر، حتى ختمها.
وروى أحمد، عن عائشة رضي الله عنها، أنه ذكر لها: أن ناساً يقرأون
القرآن في الليل مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرأوا، ولم يقرأوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار، إلا دعا الله ورغب إليه.
وروى أبو عبيد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال: من قرأ
البقرة وآل عمران والنساء في ليلة، كان - أو كتب - من القانتين.
وروى الطبراني عن إبراهيم، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه
قال: إن في القرآن لَآيتَيْن، ما أذنب عبد ذنباً، ثم تلاهما واستغفر الله، إلا
غفر له فسألوه عنهما، فلم يخبرهم، فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، وقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا سورة البقرة، فقالا: ما
رأيناهما، ثم أخذا في سورة النساء، حتى انتهيا إلى هذه الآية:(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) .
فقالا: هذه واحدة، ثم تصفحا آل عمران، حتى انتهيا إلى قوله:(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) .
قالا: هذه أخرى، ثم أطبقا المصحف، ثم أتيا عبد الله فقالا: هما هاتان الآيتان؟ ، قال: قال: نعم.
قال الهيثمي: وإسناده جيد، إلا أن إبراهيم لم يدرك ابن مسعود.
ورواه أبو عبيد في الفضائل من وجه آخر، ولفظه: أن عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه قال: في القرآن آيتان، ما قرأهما عبد مسلم عند ذنب
إلا غفر له قال: فسمع بذلك رجلان من أهل البصرة، فأتياه، فقال: أئتيا
أبي بن كعب فإني لم أسمع فيهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد سمعه أبي، فأتيا أبي بن كعب فقال لهما: اقرأا القرآن، فإنكما ستجدانهما، فقرأا حتى إذا بلغا آل عمران (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) .
وقوله: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) .
فقالا: قد وجدناهما، فقال أبي: أين؟.
فقالا: في آل عمران والنساء. فقال: هما هما.
وروى أبو نعيم في الحلية، في ترجمة حماد بن سلمة، عن عاصم بن
بهدلة عن زر بن حبيش قال: إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قائماً
يصلي، فلما بلِغ الآية من النساء، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، فقال: اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى الخلد.
والآية تنتهي إلى قوله: (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) .
وروى الطبراني - قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح - عن
عبد الله - يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن في النساء لخمس آيات، ما يسرني الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
(إن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَوْنَ عنه نُكَفرْ عنكم سَيئَاتِكُمْ ونُدْخِلْكُمْ
مُدْخَلاً كريماً) .
وقوله: (إن اللَّه لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَةٍ وإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْها ويُؤتِ
مِنْ لَدُنْهُ أجراً عظيما) .
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) الآية.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64) .
هذه أربع آيات، لم أر الخامسة في النسخة التي نقلت منها.
ورواه أبو عبيد في الفضائل، فذكره كما هنا.
ثم قال: وقوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) .
وقال عبد الله: ما يسرني أن لي الدنيا بها ومافيها.
وللبزار - قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، غير أبي عبيدة بن
حذيفة وقد وُثق - عن حذيفة رضى الله عنه قال: نزلت آية الكلالة على
النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له، فوقف النبى صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بحذيفة وإذا رأس ناقة حذيفة رضي الله عنه عند مؤتزر النبي صلى الله عليه وسلم فلقَّاها إياه، فنظر
حذيفة، فإذا عمر رضي الله عنه فلقَّاها إياه، فلما كان في خلافة عمر رضي
الله عنه، نظر عمر في الكلالة، فدعا حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة: لقد
لقَّانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقَّيْتُكَها كما لقَّاني واللهِ إني لصادق، ووالله لا أزيد على ذلك شيئاً أبداً.
وروى أبو عبيد، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: آخر آية
نزلت: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ) .