الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الجماعة: مالك، والشيخان، والأربعة، وابن
جرير في مقدمة التفسير، وأبو عبيد في كتاب الفضائل، عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما يقرأ
سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختلفت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية أبي عبيد: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة
الفرقان على غير ما أقرؤها، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟.
قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقْرَأنِيهَا على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسله، أقرأ يا
هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، آه هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا
ما تيسر منه.
قال أبو عبيد في رواية: قال ابن شهاب في الأحرف السبعة: هي في
الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه.
فيا له من حديث ما أشرفه وأجله، وأرفع قدره ومحله، فرق به الفاروق
في سورة الفرقان بين الحق والباطل.
وقد تقدم في سورة النحل ما مضى في الفضائل العامة كثير مما ينضم
إلى هذا الحديث.
وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمع عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير ما سمع
من النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف، كلها
كاف شاف.
وروى الإمام أحمد، وابن جرير، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة عن أبيه، عن جده أبي طلحة قال: قرأ رجل عند عمر رضي الله عنه
فغير عليه فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير عليَّ، قال: فاجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أحسنت. قال: فكان
عمر رضي الله عنه وجد في نفسه من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر إن هذا القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذاباً، أو عذاباً مغفرة.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
ولفظ ابن جرير: فاختصما عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألم تقرئني آية كذا وكذا؟.
قال: بلى، فوقع في صدر عمر شيء عرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه.
قال: فضرب صدره وقال: أبعد شيطان، قالها ثلاثاً، ثم قال: يا
عمر إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل آية رحمة عذاباً، أو عذاباً
رحمة.
قال أبو عبيد: فقد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة
إلا حديثاً واحداً يروي عن سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنزل القرآن على ثلاثة أحرف.
قال: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة، انتهى.
وقد تقدم في الفضائل العامة تأويل الحديث المذكور بما لا يخالف
أحاديث السبعة.
قال ابن رجب: وروى ابن أبي الدنيا عن ابن أبي ذؤيب قال: حدثني
من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، وقرأ عنده:(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) فبكى عمر حتى غلبه البكاء.
وعلا نشيجه، فقام من مجلسه، ودخل بيته، وتفرق الناس.