الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الدارمي عن طاووس قال: فضلت حم السجدة
وتبارك على كل سورة في القرآن بستين حسنة.
وروى عبد بن حميد في مسنده، والبيهقي في الدلائل، عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال أبو جهل والملأ من قريش: لقد انتشر
علينا أمر محمد، فلو التمستم رجلًا عالماً بالسحر والكهانة والشعر فكلمه، ثم أتانا ببيان من أمره؟ ، فقال عتبة: لقد سمعت بقول السحر والكهانة والشعر، وعلمت من ذلك علماً، وما يخفي في أن كان كذلك، فأتاه فلما أتاه قال له عتبة: يا محمد أنت خير أم هاشم، أنت خير أم عبد المطلب، أنت خير أم عبد الله؟
فلم يجبه.
قال: فيم تشتم آلهتنا، وتضلل آباءنا، فإن كنت إنما بك
الرياسة، عقدنا ألويتنا لك، فكنت رأسنا ما بقيت، وإن كان بك الباءة
زوجناك عشر نسوة تختار من أي أبيات قريش شئت، وإن كان بك المال.
جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك؟.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم، فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) .
حتى بلغ: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ) فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم أن يكف عنه، ولم يخرج إلى أهله واحتبس عنهم.
فقال أبو جهل: يا معشر قريش، والله ما نرى عتبة إلا قد صبأ إلى محمد وأعجبه طعامه، وما ذاك إلا من حاجة أصابته، فانطلقوا بنا إليه فأتوه
فقال أبو جهل: والله يا عتبة ما حَسِبْنَا إلا أنك قد صبوت إلى محمد وأعجبك أمره، فإن يَك بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد؟. فغضب
وأقسم بالله أنه لا يكلم محمداً أبدا، وقال لقد علمتم أني من أكثر قريش
مالًا، ولكني أتيته - فقص عليهم القصة - فأجابني بشيء والله ما هو بسحر، ولا شعر، ولا كهانة، قرأ:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا "لقوم يعقلون" لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) .
قال يحيى: كذا قال: لقوم يعقلون - حتى بلغ: (فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) .
فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكف، وقد علمتم أن محمداً
إذا قال شيئاً لم يكذب، فخفت أن ينزل بكم العذاب.
وروى البيهقي في الدلائل - أيضاً - من طريق ابن إسحاق قال: حدثني
يزيد بن زياد مولى بني هاشم عن محمد بن كعب قال: حُدِّثتً أن عتبة
ابن ربيعة - وكان سيداً حليماً قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش ألا أقوم إلى هذا فأكلمه فأعرض عليه أموراً لعله أن يقبل منا بعضها، ويكف عنا؟.
قالوا: بَلَى يا أبا الوليد، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فيما قال له عتبة، وفيما عرض عليه من المال والملك وغير ذلك حتى إذا فرغ عتبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد؟
قال نعم، قال فاستمع مني، قال: أفعل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسمِ الله الرحمن الرحيم
(حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) ، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤوها
عليه، فلما سمعها عتبة أنصت لها، وألقى بيديه خلف ظهره معتمداً عليها.
يستمع منه، حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة، فسجد فيها ثم قال: سمعت أبا الوليد؟ قال: سمعت قال: فأنت وذاك، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال " بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي. ذهب به، فلما جلس إليهم، قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد؟.
قال: ورائي: أنِّي - والله - قد سمعت قولاً ما سمعت بمثله قط، والله
ما هو بِالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني، واجعلوها بي، خَلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، واعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب، فقد كفيتموه بغيركم، وأن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك - والله - يا أبا الوليد بلسانه؟ ، فقال هذا رأي، فاصنعوا ما بدا لكم.
وروى البيهقي في الأسماء والصفات عن الحاكم، عن جبير بن نفير.
عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا:(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه يعني: القرآن.
ورواه أيضاً من هذا الوجه عن جبير، عن أبي ذر الغفاري رضي الله
عنهما، وقال: قال أبو عبد الله: هذا حديث صحيح الإِسناد -
وقال البيهقي: ويحتمل أن يكون جبير رواه عنهما جميعاً، ورواه غيره
عن أحمد بن حنبل، دون ذكر أبي ذر.