الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السورة سنة ست من الهجرة، فنقص بقتله رضي الله عنه كثيراً، وتفرقت
الكلمة، وانحل - بعد - النظام، فقام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في جمع شمله، فكان كلما رتق رتقا، فتُقِ من ناحية أخرى فَتْقُ، واستمر الأمر
متماسكاً، ألى أن مضت خلافة النبوة ثلاثون سنة، لنزول أمير المؤمنين
الحسين بن علي رضي الله عنهما عن الأمر للِإصلاح بين الناس في ربيع
الأول، سنة إحدى وأربعين، ثم ظهر النقصان، وجاء الملك العضوض كما
أخبر به الصادق، وحكم به الخلائق، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى القعنبي، وأبو مصعب، في موطأيهما.
والبخاري في الصحيح من رواية القعنبي عن مالك، عن زيد بن أسلم عن
أبيه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسأله عن شيء فلم يجبه، فقال عمر رضي الله عنه ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك
قال عمر رضي الله عنه: فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس، فخشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن فما نشبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت، فقال: لقد أنزلت في الليلة سورة، لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) .
وروى الإِمام أحمد في المسند عن مخفَع بن جارية الأنصاري رضي الله
عنه وكان أحد القراء الذين قرؤوا القرآن، قال: شهدنا الحديبية، فلما
انصرفنا عنها، إذ الناس ينفرون - ولا رواية: يوجفون - الأباعر، فقال
الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟.
قالوا: أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا مع الناس نوجف، حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عند كراع الغميم، واجتمع الناس إليه، فقرأ عليهم:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) .
فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله أو فتح هو؟.
قال: أي والذي نفس محمد بيده إنه لفتح.
وللنسائي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية، فذكر أنهم نزلوا دهاساً من الأرض - يعني بالدهاس: الرمل - فذكر قصة نومهم عن الصبح، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين استيقظوا، ثم قال: فركب، فسرنا وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي، اشتد عليه وعرفنا ذلك منه، فتنحى منتبذاً خلفنا.
فجعل يغطي رأسه، فيشتد عليه، حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنه قد أنزل عليه:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) ..
وروى محمد بن نصر المروزي في كتاب "قيام الليل" عن هشام بن
عروة عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحى إليه وهو على ناقة وضعت جرانها (1) فما تستطيع أن تتحرك حتى يسري عنه.
وقد مضى في سورة المائدة ما يشبهه.
وللشيخين - وهذا لفظ مسلم - وأحمد، والترمذي، والنَّسائي، عن
أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) .
إلى آخر الآية مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطوا الحزن والكآبة، قد
حيل بينهم وبين مناسكهم ونحروا الهدى بالحديبية، فقال: نزلت عليّ آية
(1) قال في النهاية. 1 / 263: الجران: باطن العنق.
هي أحب إليَّ من الدنيا، فلما تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل من أصحابه: قد بين الله عز وجل لك ما يفعل بك - وفي رواية: هنيئاً مريئاً لك يا رسول الله، هذا لك - فماذا يفعل بنا؟.
فأنزل الله عز وجل الآية التي بعدها:
(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) .
وروى البيهقي في الدلائل، من طريق ابن إسحاق، عن المسور
ومروان في قصة الحديبية قالا: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، فلما كان بين مكة والمدينة، نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) .
وروى عبد الرزاق عنِ معمر، عن ابن إسحاق، عن أبي برزة رضي
الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح:(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) .