الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائلها
وأما فضائلها:
فروى الطبراني في الكبير - قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، غير
شيخ الطبراني محمد بن عبدوس - عن ميمونة رضي الله عنها قالت: قرأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم "حم عسق"، فقال: يا ميمونة نسيتُ ما بين أولها إلى آخرها، قالت: فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى الترمذي في القدر من جامعه وقال: حسن صحيح غريب.
والنسائي في التفسير، والبغوي من طريق الِإمام أحمد وهذا لفظه: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قابضاً على كفيه ومعه كتابان فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ ، قلنا: لا يا رسول الله.
فقال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين بأسماء
أهل الجنة، وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم قبل أن يستقروا نطفاً في
الأصلاب، وقبل أن يستقروا نطفاً في الأرحام، إذ هم في الطينة
منجدلون، فليس بزائد فيهم، ولا بناقص، إجمال من الله عليهم إلى
يوم القيامة، ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب من رب العالمين، بأسماء أهل
النار، وأسماء آبائهم وعشائرهم وعدتهم، قبل أن يستقروا نطفاً في الأصلاب، وقبل أن يستقروا نطفاً في الأرحام، إذ هم في الطينة منجدلون، فليس بزائد فيهم ولا بناقص منهم إجمال من الله عليهم إلى يوم القيامة.
فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ففيم العمل إذن يا رسول الله؟. فقال: اعملوا وسَدِّدوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيّ عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيّ
عمل. ثم قال: فريق في الجنة فضل من الله وفريق في السعير، عدل
من الله عز وجل.
وروى البغوي في تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ) الآية، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن الله عز وجل قال: من أهان لي وليًّا فقد بارزني بالمحاربة، وإني لأغضب لأوليائي كما يغضب الليث الحَرِد، وما تقرب إليَّ عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليها وما يزال عبدي المؤمن يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً، إن دعاني أجَبْتُه، وإن سألني أعطيته، وما ترددت في شيء أنا فاعله، تردُدِي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين لمن يسألتي الباب من العبادة فأكفُه عنها لا يدخله العجب فيفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانَه إلا الفقر، ولو أغنيتُه لأفسده ذلك.
وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانَه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك. وذلك أني أدبر أمر عبادي بعلمي بقلوبهم وإني عليم خبير.
التردد له بداية ونهاية، فبدايته الجهل، وغايته اللطف والرفق.
فبدايته مما يتعالى الله سبحانه وتعالى عنه، والمراد هنا غايته، وهو أنه
فعل فعل المتردد فيما يكره حبيبه ولا بد له منه، وذلك أنه يتطلف حتى يكون ذلك المفعول على أرفق الوجوه بحبيبه كمن يريد أن يسقي من يعز عليه جداً دواءً، فهو يجتهد في أقل ما يجد من الأدوية كراهة حتى إنه إن قدر أن يجعله في مشموم أو ملموس لا يجد له كراهة أصلاً، فعل.
وهو موافق للأحاديث الأخر: "موت المؤمن بعرق الجبين ".
"من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه ".
فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عند الغَرْغَرَة، يرى مقعده من الجنة، فيهون ذلك عليه ما يلقى من الألم، ويُحبُّ أن يموت ليصل إلى ما رأى من الخير
مثل ما يجد الشهيد من ألم القتل، إلا ما يجد غيره من ألم القرصة.
وإذا علم هذا وحفظ، دفع كل إشكال يمكن أن يورد في هذا المقام.
والله أعلم.
وهذه اللفظة التي أزيل إشكالها، وحل - ولله الحمد - عقالها، رواها
البخاري في الرقاق من صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه، ولئن استعادني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت، وأنا أكره مساءته.
وهذا الحديث انفرد به البخاري، وهو وإن كان من رواية خالد بن
مخلد القطواني وقد قال الِإمام أحمد: إن له مناكير. فهذا الحديث ليس
منها، كما قال شيخنا الحافظ أبو الفضل ابن حجر، في مقدمة شرح
البخاري: إن أبا أحمد بن عدي تتبعها وأوردها في كامله، وليس فيها
شيء مما أخرجه البخاري.
قال: وروى له الباقون، سوى أبي داود.
وروى البغوي، والإِمام أحمد، وأبو يعلى - قال الهيثمي: وفيه أزهر بن
راشد وهو ضعيف - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه قال:
ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله، حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) ، وسأفسرها لك يا علي، ما أصابكم من مرض، أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، والله عز وجل أكرم من أن يثني عليكم - وفي رواية أحمد: عليهم - العقوبة في الآخرة، وما عفى الله عنه في الدنيا، فالله أجل من أن يعود بعد عفوه ".
ونقله ابن رجب من تفسير سفيان بن عيينة عنه بلفظ: ألا أخبركم
بأرجى آية؟. والباقي بنحوه.
وروى الترمذي، واللفظ له وقال: حسن، وابن ماجة، وابن حبان
في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح الِإسناد، والبيهقي في الزهد،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ) الآية، ثم قال: يقول الله عز وجل: ابن آدم تفرغ لعبادتي، أملأ صدرك غني، وأسد فقرك، وإن لا تفعل، ملأت صدرك شغلًا، ولم أسد فقرك.