الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمري:
بإسكان العين وضم الميم ثم راء مكسورة فياء نسب.
وهذه النسبة إلى اسم (عْمَر) كما تنطق به العامة بإسكان العين وفتح الميم.
وهي (العُمَري) الفصيحة بضم العين وفتح الميم وكسر الراء فياء نسبة.
أسرة كبيرة من أهل بريدة ولهم أبناء عم في عدد من بلدان القصيم، أما في هذا الكتاب فإننا لن نذكر منهم إلا أهل بريدة وما قرب منها، وهم في بريدة أكثر منهم في أية بلدة أخرى.
جاء أوائل (العمريين) هؤلاء من الموصل في شمال العراق إلى الشقة في الشمال من بريدة.
وهذا ما كنا نعرفه وسمعناه من عدة أشخاص لهم عناية بهذه الأمور، بل رويناه بسند صحيح عن بعض المشايخ المعروفين بالورع والبعد عن ذكر ما هو غير صحيح كالشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي المتوفى عام 1358 هـ.
حدثني الأستاذ محمد بن سليمان السليم، وكان مساعدًا لي في المدرسة المنصورية في بريدة إبان أن كنت مديرًا لها من عام 1368 هـ إلى عام 1372 هـ أنه سمع الشيخ عبد العزيز العبادي يقول: العمريين جاءوا من الموصل وسكنوا منطقة الشقة.
وقد حدثني محمد بن سليم بذلك أكثر من مرة مكررًا نسبته إلى الشيخ العبادي وقال لي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الغصن آل سالم إنه سمع الشيخ العبادي أو قال: قال لي الشيخ العبادي: إن أوائل حمولة العمري جاءوا من الموصل وسكنوا في الشقة.
عندما كنت أسمع هذا الكلام في أول الأمر كنت اعتبره بمثابة الثقافة
العامة، ولم أكن أعرف بأنني سوف أكتب كتابًا عن الأسر في بريدة وأنني سوف أعود إلى ذكره، إضافة إلى ما أحصل عليه من معلومات جديدة لأسجل منه ما يصلح للتسجيل في هذا الكتاب.
ولكن إفادات المشايخ ليست كإفادة غيرهم، لأنهم معروفون عند الناس بالصدق في القول والورع عن كل ما ليس واضحًا.
وعلى أية حال فلم يكن مثل هذا الأمر يسترعي انتباهي مثل كثير غيره في الزمن القديم.
ولكن صديقنا وزميلنا الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير تعليم المنطقة القصيم قد اهتم بهذا الأمر لأنه مثقف باحث فسافر إلى الموصل واطَّلع على ما لدى العمريين فيه، وهم أسرة عريقة معروفة هناك، واطلع لديهم على أوراق وكتابات ذكر أنه ثبت عنده أن (العمريين) أهل بريدة الذين هو منهم هم من (العمريين) أهل الموصل أولئك.
و(العمريون) أهل الموصل فيهم علماء ومؤرخون معروفون لذلك اعتنوا بأحوال أسرتهم، قال: وجدت عندهم أن ثلاثة إخوة أحدهم اسمه مدحت والثاني عبد الله والثالث محمد أمين ولهم أوراق مكتوبة منها دفتر مشترك بينهم وقد ذكروا ذرية الأخوين مدحت وعبد الله وذكروا أن محمد أمين سافر للحج ولم يعد منه إلى الموصل، ولا يعرفون عنه شيئًا بعد ذلك.
قال الشيخ صالح: وهذا هو جدنا الذي ينتهي إليه نسبنا فأنا صالح بن سليمان بن محمد بن سليمان بن مبارك بن عبد الله بن محمد أمين العمري.
وقد اعترف بعض العمريين أهل الموصل بأنهم منهم وسجل في كتاب الأستاذ الدكتور (أكرم العمري) الأستاذ المنتدب للتدريس بالجامعة الإسلامية
في المدينة المنورة لعدة سنوات وهو من العمريين أهل الموصل سجل ذلك في المقدمة التي كتبها لكتاب الشيخ صالح بن سليمان العمري (علماء آل سليم وتلامذتهم)(1).
وكتب إليَّ صديقنا الشيخ صالح بن سليمان العمري عن العمريين:
"العمريون في بريدة وعنيزة والرس ورياض الخبراء والمذنب والشقة وأثال ويوجد منهم عدد كبير في الرياض الآن انتقلوا إليه من القصيم وقد سكنوا الشقة قبل مائتي عام، ويوجد من العمريين عدد كبير في العراق أكثرهم في الموصل كما يوجد عدد كبير منهم في الشام وخاصة في دمشق، ويكثر في هذه الأسرة الصلاح والعبادة وقل أن تجد منهم من ليس في ذريته أحد من طلبة العلم - أو الورع - حتى ولو لم يكن عالمًا وقد وجد من شباب العمريين عدد يميلون إلى الزهد والورع منذ سن الصبا، وهذه ظاهرة لها معناها.
وكان فيهم علماء تولوا القضاء فمن أبرزهم الشيخ محمد السليمان العمري الذي كان مفتي أمير القصيم حسن المهنا في مغازيه على رأس القرن الثالث عشر وهو قارئ جامع بريدة في زمن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وقد توفي قتيلًا في غزوة المليدا عام 1308 هـ.
والشيخ محمد بن عمر العمري قاضي الخبرا، مع رأس القرن الثالث عشر، وكان لا يأخذ راتبًا ولا غيره مقابل قيامه بالقضاء لما كان عليه من الزهد والورع والعفاف وحفيده الشيخ سليمان العبد الرحمن العمري قاضي المدينة المنورة في عهد الملك عبد العزيز ثم قاضي الأحساء إلى أن توفي رحمه الله سنة 1375، انتهى.
(1) علماء آل سليم، ص 6.
ومنهم عبد العزيز بن محمد العبد الله العمري كان ضابطًا في الجيش برتبة قائد، توفي عام 1390 هـ.
وقد بقي من (العمريين) في الشقة أناس إلى عهد ليس بعيد ومنهم إبراهيم بن عمر المبارك (العمري) الذي استدان من ابن عمه محمد السليمان المبارك دينًا يحل أجل وفائه في ذي الحجة سنة 1283 هـ وجاء في ورقة الدين أنه أرهنه بذلك الدين المذكور زرعه في مكانه بالشقة والمكان هنا المراد به النخل والفلاحة، ثم أوضح ذلك أنه في حوطة الجو بالشقة وزاد في الرهن أن قته وهو البرسيم الموجود في نخله أو ما حوله داخل في الرهن أيضًا.
وهي بخط إبراهيم العبادي والد الشيخ الشهير عبد العزيز العبادي أرخ كتابتها في دخول رمضان سنة 1283 هـ.