الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد جمع ثروة طائلة حتى عد من الأغنياء، وكان متدينًا بنى مسجدًا في غربي بريدة عرف بمسجد عيسى، على اسمه لفترة طويلة من الزمن إلى أن سكن آل مشيقح إبان ثروتهم العظيمة بجانب المسجد وصاروا يصلون فيه ويؤمون الناس ثم هدموه وأعادوا عمارته فسمي من ذلك الوقت (مسجد المشيقح) ونسي الناس تسمية بانيه الأول عيسى.
وهو عيسى بن عبد الكريم العيسى هذا.
حدثني والدي رحمه الله قال: كان عيسى العيسي مرة مسافرًا في سفراته الكثيرة للتجارة ما بين القصيم والمدينة المنورة، وكان عائدًا من المدينة ومعه عبيد قد اشتراهم من المدينة ليبيعهم في نجد جريًا على العادة التي كانت شائعة في الرق آنذاك.
فلما صار في منتصف الطريق رأى عبدًا هو أحسنهم عنده وأغلاهم قيمة قد عصب رأسه بعصابة وهو يقول: وآ رأسي يا عم، يشكو من ألم شديد في رأسه.
فقال عيسى: وآ رأس عيسى، أنت يا وليدي إلى مت دفنت بالقبر ورحت لكن أنا إذا مت أنت راح رأس مالي يريد ماله الذي اشترى به العبد!
وصية عيسى بن عبد الكريم العيسى:
ولعيسى بن عبد الكريم العيسى وصية حافلة متصلة كتبها ناصر بن سليمان بن سيف وشهد عليها الشيخ صالح بن سليمان، وسليمان بن ناصر السيف، وكتبها بتاريخ 15 صفر سنة 1339 هـ، ولكن النسخة هذه هي منقولة عن النسخة الأصلية بخط سعد العامر.
وأهم ما في أولها أن عيسى ذكر أنه سبق أن أوقف من ثلث ماله ملكهـ أي نخله المسمى ملك العلي الغانم وهو مشتراه من سابق بن فوزان من (بيرحا) وبيرحا نخيل معروف في الصباخ عرفناه بهذا الاسم معرفة شخصية،
ومن جار الله بن عبد العزيز - ولم يذكر اسم أسرته، وثلاث نخلات من بنت مهنا وهو مهنا بن صالح أبا الخيل الذي كان أميرًا للقصيم وسيأتي ذكره مفصلًا في آخر حرف الميم، ثم قال: ومقطره الذي شرى من محمد النصار من ملك النصار يعني في الصباخ.
قال: ويصرف منه مائة وخمسون وزنة تمر للإمام المسجد الذي هو بني، وثمانون وزنة للمؤذن، وبعد ذلك يقوم للحسو وما يحتاج - المسجد من سراج، وبعد ذا ما فضل من الريع فهو للأقارب، الأقرب فالأقرب، والأحوج فالأحوج.
قال: وما احتاج المسجد من تعمير فهو مقدم على الجميع وهو يريد المسجد الذي بناه الذي عرف بمسجد العيسى، ثم بمسجد الشميقح، ثم تفاصيل ما أوصى، وقال: وقد وكل عيسى - يعني نفسه على ما ذكر أخاه سليمان بن عبد الكريم العيسى، وعلى أولاده الذكر والأنثى، ومن بعده الصالح من ذرية عيسى.
وهذه صورتها:
ومنهم الشيخ فهد بن عيسى بن عبد الكريم العيسى والده عيسى الملقب عيسى (الطمل) كان نشأ في نعمة ورفاه في حياة والده، فانصرف إلى طلب العلم والتفرغ له وحفظ القرآن عن ظهر قلب وبرز في طلب العلم، ولكن أحواله المالية مثل أغلب الناس قد تدهورت، وصار يعاني الفقر والعوز بعد الثروة التي كانت لوالده.
عرفت فهد العيسى زميلًا في طلب العلم إلا أنه لم يكن يقرأ معنا لأنه كان أسن منا، فلم يقرا على شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد ولا على شيخنا الشيخ أحمد الخريصي لأنه كان أسن منهما، وهو أي فهد عالم مثلهما وإنما كان يلازم الدرس مستمعًا.
وباحثته فوجدته ذكيًّا فطنًا مطلعًا على الفنون العلمية وبخاصة ما يتعلق بالعقيدة والأمور العويصة منها.
من ذلك أنه كان يشكوا إليَّ من عدم فهمه للقدر ويقول: كما قال بعض العلماء: أموت وفي نفسي من القدر شيء.
كيف يخلق الله سبحانه وتعالى ابن أدم ويخلق الخير والشر ويقدر على كل شخص أن يكون سعيدًا أو شقيًا طائعًا له أو عاصيًا ثم يعاقبه على معصية قدرها عليه؟
فقلت له: ينبغي أن تقرأ (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن القيم رحمه الله فهذا الكتاب كله في هذا الموضوع فقال: لقد قرأته وقرأت بحوثًا كثيرة في بابه فلم تجل ما في خاطري.
ثم قال: أنا اعتقد بما يعتقد به أهل السنة ولكن ذلك من باب التسليم.
وكان يبحث معي كثيرًا في مثل هذه المسائل التي يقول إن الذين يفهمونها من طلبة العلم قليل.
ولفهد العيسى نكت وأخبار لطيفة من ذلك أنني كنت في عام 1365 هـ أقرأ
على شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في المسجد الجامع في بريدة، في كتاب (مروج الذهب) للمسعودي، وذلك أن الشيخ عبد الله كان يدرسنا درسًا يوميًا في الفرائض والنحو في حلقة في المسجد بعد المغرب، ثم يبقى وقت قبل أذان العشاء، أو مع أذان العشاء أقرأ عليه في كتاب المسعودي من باب تنويع المعرفة والترويح النفسي بأخبار الأولين، وكنت أفرغ عادة بعد الأذان بخمس دقائق أو ثلاث فيبدأ الشيخ عبد الله الرشيد الفرج القراءة على الجماعة حتى الإقامة.
وكان المسعودي يذكر في أول كتابه ملوك الأمم القديمة ويبالغ في طول أعمار ملوكهم، فبعضهم يكون عمره حسبما يقول ألف عام، وبعضهم ستمائة عام وبعضهم خمسمائة أو أقل من ذلك قليلًا.
هذا والناس يسمعون، وفهد العيسى يأتي مستمعًا للدرس على الشيخ عبد الله بن حميد ويظل حتى انتهاء صلاة العشاء.
فقال لي مرة بعد الصلاة: يا محمد، كيف الأولين أعمارهم بها الطول ونحن أعمارنا ستين، سبعين؟ وش السبب؟
فقلت له صادقًا: لا أدري.
فقال: أنا الذي أدري، أنت ما سمعت المثل الذي يقول:(الأول لاعب والتالي تاعب) الناس الأولين جوا والأعمار كثيرة غضف فصارت أعمارهم كثيرة والتالين جَوْا والأعمار قليلة وهم كثير فصارت الأعمار عليهم ورار! ! !
غضف: كثيرة، والورار توزيع الشيء القليل على العدد الكثير.
وقد تكلم بالعامية هنا من باب تمليح النكتة وإلا فإنه عليم باللغة كما هو معروف.
وقال لي مرة: يا فلان، والله ما قعِدَ له.
وهذا مثل يقال في المشكلة أو المسألة التي لم تجد من يبحثها ويجد حلًا لها.
قلت له: كيف؟
قال: علمك بالرجَّال عليه ملابس زينة وعزيز عند الناس يمشي بسوق بريدة وهو رافع رأسه، ثم ما تاعي إلَّا قالوا: مات.
وراح، صار ما أحد يشوفه، والله (ما اقعِدِ له).
عينه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد مرشدًا دينيًا لأهل قرية الشبيكية ومن يكون كذلك يؤم الناس في الصلاة ويرشدهم في أمور دينهم ويفصل بينهم إذا تنازعوا، إلا إذا لم يرض أحد المتنازعين بذلك فإنه يحال إلى قاضي بريدة لأن الشيخ فهدًا وأمثاله ليسوا من القضاة الرسميين.
ولذلك كان فهد العيسى يقول لي ويكرر قوله عندما عين في الشبيكية مازحًا ولكن كلامه جد: يا محمد أنا ضعت أنا أكبر من المطوع ودون من الشيخ، أنا مثل الذي قال فيه الصوفية:
مقام النبَّوة في برزخ
…
فويق الرسول ودون الولي
فأنا فويق المطوع، ودون القاضي.
وقد ترجم له الشيخ إبراهيم بن عبيد وهو من زملائه، فقال:
وفيها وفاة الأخ في الله فهد بن عيسى رحمة الله تعالى عليه وهذه ترجمته.
هو الحافظ المتعفف النزيه ذو الأصل العظيم والاكباب على طلب العلم.
ولد في سنة 1320 هـ فنشأ في الزهد وقلة ذات يد من الدنيا، بل كان فقيرًا محتسبًا وأخذ في تعلم القرآن ودراسته حتى حفظه عن ظهر قلب، وكان تاليًا لكتاب الله وحسن الصوت خفف الله عليه تلاوة القرآن وسهلها، فكان يدارس في القرآن
ويلهج فيه وفي حال حفظه، آلى على نفسه أن يحفظ كل ليلة ورقة من كتاب الله فكان لا يتعشى حتى يحفظ تلك الورقة عن ظهر قلب وربما جاءت والدته بطعام العشاء إليه فيأبى أن يتناول شيئًا حتى يحفظ الورقة ولقد بلغت الساعة في السابعة ليلًا بالعربي وهو لم يتعش ووالدته عنده بالطعام فيأبي ويقول سلي الله أن يلهمني حفظها فلا أكل حتى أنال ذلك، ولو طلع الفجر.
ثم إنه لزم الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأكثر الأخذ عنه والتردد على حلق الذكر بين يديه ولحسن رعاية الشيخ عمر كان يقدر له جهوده.
وكان المترجم صبورًا على المحن والشدائد وابتلاه الله فصبر لأنه كان ممتحنًا بأنواع المصائب ويرجى أن يكون له ثواب الصابرين، ولقد جرى له أن توفي أقرباؤه من زوجة وابن وأم مع ما يكابده من الحاجة، وكان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة في المنام فقال: يا رسول الله ادع الله لي فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه ودعا له ثم قال مع بلوى تصيبك.
ولقد كان يجري بينه وبين أحبابه وزملائه مجاوبات حسنة من ذلك أنه بعث إليه الشيخ عبد المحسن بن عبيد يسليه ويخفف عنه بقصيدة طويلة من أبياتها قوله:
إليك إله العرش أشكو بلابلا
…
أناخت بقلبي فاستبدت بفكرتي
ففرج إلهي كربتي بتفضل
…
وكن بي رءوفًا يا مليكي وبغيتي
فقد حل بي ما قد علمت وماله
…
سواك إله العرش فاكشف لغمتي
وإلا فجد بالصبر يا منتهى المني
…
واجزل ثوابي واغفرن لزلتي
انخت ركابي عند بابك سيدي
…
فكن راحمًا فقري وذلي وعبرتي
ويسر إلهي كل صعب قضيته
…
ويسر حسابي يوم حشري وبعثتي
إلى أن قال:
ففي كل حين يطرق القلب قادح
…
من الغم فافرج يا إلهي لكربتي
فلا والد أرجو سواك ولا أخا
…
ولا عميَ الأدني وخالي وعترتي
إلهي وخلاقي وسولي ومالكي
…
تعطف بفضل منك باري البرية
فأجابه الشيخ فهد بن عيسى رحمه الله بقصيدة يقول فيها:
وقفت على نظم لبعض أحبتي
…
بصير بأحوال لدينا وخبرة
يخاطب به من كان الله عاصيا
…
على علمه لا عن غرور وغفلة
وينهاه بل يزجره عن كل حالة
…
يخالف فيها الفعل قولًا بلفظة
وينصحه بالرفق مع لين جانب
…
وهذا لعمري فعل أهل المودة
ويخبر أن الصبر أجمل للفتى
…
إذا وقع المقدور فينا بعسرة
كما جاءنا نص بذاك مبشر
…
بما عوض الله المصاب بنكية
إذا كان عن صبر جميل وعن رضا
…
بما قدر الباري علينا بحكمة
له الحمد اذ كل الأمور جميعها
…
محيط بها علمًا وحلمًا وقدرة
ولولا الرجا كادت تطير قلوبنا
…
من الحزن اذ لا نستطيع الرزية
الخ وهي حسنة جميلة.
وللمترجم قصائد حسنة من ذلك أنه طلب من أخيه في الله عبد المحسن بن عبيد أن ينظم قول الشافعي رحمه الله صحبت الصوفية مدة ودهرًا طويلًا فما استفدت منهم إلا كلمتين (الوقت سيف قاطع فان قطعته وإلا قطعك، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) فقال عبد المحسن:
فوقتك سيف قاطع إن قطعته
…
بجد وتشمير وإلا سيقطعك
وبالحق إن لم تشغل النفس جاهدًا
…
فبالباطل الأردى سريعًا ستشغلك
كذا قاله الحبر ابن إدريس ناقلًا
…
عن السادة العباد قادة من سلك
فأجابه المترجم مذيلًا عليهن بهذه الأبيات:
فقال صحبت القوم دهرًا ومدة
…
فلم أستفد منهم سوى ما ذكرت لك
هما كلمتا حق لمن كان قامعًا
…
هواه الذي يورده مورد من هلك
فمن جاهد النفس استقامت وبادرت
…
وسارت به حقًّا إلى طاعة الملك
ومن لم يجاهدها فسوف يلومها
…
اذ اللوم لا يجدي وهيهات لو ملك
رجوعًا وقد فات الرجوع واحضرت
…
صحائف أملاها قديمًا على الملك
فاحصاه رب العرش حين نسيته
…
وكان شهيدًا عالمًا حين امهلك
فغفرانه والحلم قد وسع الوري
…
ولولاهما زل السماء مع الفلك
فوحده بالأفعال جل جلاله
…
كما أنه الخلاق والرب قد ملك
وقل ناطقًا بالحق لا مترددا
…
ولا معرضًا أو مبغضًا: لا شريك لك
بكل الذي نأتي من الخوف والرجا
…
كذا الحب مع أنواع ما يستحق لك
فأنواعها أعني العبادة كلها
…
سنبذلها من غير ند يكون لك
فمعبودنا فرد فنفرده بها
…
وأنواعها هذي طريقة من سلك (1)
مات الشيخ فهد بن عيسى العيسى عام 1372 هـ في رجب، في حادث سيارة بين بريدة والشبيكية، انقلبت به السيارة وهو عائد إلى بريدة، ومعه أسرته فسلموا كلهم ومات هو.
ومنهم عبد الله بن سليمان العيسى قصة حياته جديرة بالتسجيل، ولو كتب مذكرات أو أملاها عن حياته لكانت شيقة جديرة بذلك.
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 4، ص 335 - 335.
إذ كان يعيش عند أبيه سليمان العيسى الذي تقدم ذكره، وكان أبوه قد أثري، وله حائط من النخل المزدهر في الصباخ وكان الابن يسهر مع فتيان أصدقاء له يتناشدون الأشعار، وكان عبد الله لا يعود من مجالسهم إلَّا في ساعة متأخرة من الليل، وقد نهاه أبوه عن ذلك فلم يقلع عنه.
وفي ليلة من الليالي سأل زوجة له ليست أمّا لعبد الله عن (عبد الله) متى جاء البارحة للبيت فذكرت أنه تأخر في المجيء ربما قالت نصف الليل.
فقال: كيف يتأخر وأنا ناهيه؟ لكن ان كان هو تأخر الليل فنبهني أوريك ويش أسوي به، وقيل: أعَدَّ عصا غليظة أو ما هذا معناه، وكانت أخت له تسمع ما دار بين والدها وزوجته فلم تنم حتى جاء عبد الله فأخبرته بما حدث وخوفته من مغبة ذلك فأسرع إلى (مراح) الإبل في ملكهم، والملك حائط نخل وزرع فشد عليها الشداد وأخذ بندق والده ومعها بعض الرصاص وتوجه بها إلى جهة الحجاز وحيدًا، ليس معه إلا هذه البندق.
ولما أصبح والده سليمان العيسى جاء إليه العامل الذي يسوق إبل السانية وأخبره أن الناقة الفلانية ماهيب ماجودة فأسرع إلى مكان القهوة فوجد البندق ليست فيها فعرف أنه ابنه عبد الله.
فلما جلس أمير بريدة آنذاك وهو عبد الله بن جلوي ذهب إليه وطلب منه أن يرسل رجاله ليردوا ابنه فأرسل الأمير ثلاثة من رجاله وهم مسلحون فلحقوه بعد البدائع وهو يستريح بعد سرى الليل، فلما أقبلوا عليه عرف قصدهم فتترس بالذلول، أي جعلها بينه وبينهم، وجهز البندق وقال لهم: حدكم يا رجال ابن جلوي.
اسمعوا: الذلول ذلول ابن عيسى والشداد شداد ابن عيسى والبندق بندق ابن عيسى، والولد ولد ابن عيسى، وش دخلكم أنتم؟ أنا ما سرقت ولا نهبت ولا جنيت جناية على أحد.
لكن إن كان تبون الحياة أرجعوا لمعزبكم وخبروه باللي قلت.
وتراكم إن قربتم أنا معي أربعة مشوط رصاص والله ما يروح منكم أحد سالم إلا إن ذبحتوني، والعافية ازين لكم!
قالوا: وكان ابن جلوي يبحث مع ابن عيسى في كيفية مجيئه فابن جلوي يعرف رجاله، قال: يجيبونه، أما ابن عيسى، فقال: إن كان هو ولدي ما يجيبونه.
أما رجال الأمير فتراجعوا الأمر فيما بينهم، وقالوا: هل أمركم الأمير بقتله؟
ثم قالوا: لا، قال تجيبونه، ولكن الرجَّال ما رضى إلَّا بقتل ولا أمرنا بقتله.
ثم رجعوا إلى الأمير وأخبروه.
أما عبد الله العيسى فإنه واصل سيره حتى وصل إلى مكة، والتحق بخدمة الشريف حسين أمير مكة قبل أن يفتحها الملك عبد العزيز، وبقي هناك أظنه في جيش الهجانة، أو في مكان آخر من الجيش.
وقد حضر وقعة تربة بين الإخوان المتدينين من أهل نجد وبين قائد جيش الشريف عبد الله بن الشريف حسين وكان ابن عيسى في جيش الشريف.
وقد سألت عبد الله العيسى عن وقعة تربة لأنه كان من جند الشريف فيها ماذا صنع؟ فقال: شفت الهزيمة وهجيت على حصاني لأن الجيش كله هج، وكانت وقعة تربة عام 1337 هـ.
هذا وقد بقي في الحجاز حتى دخل الملك عبد العزيز إلى الحجاز، فعين في وظائف مهمة تنقل فيها كما في هذه الأوراق.
فمن الوظائف التي تقلدها (عبد الله بن سليمان بن عيسى) في مكة المكرمة (معاون مدير شرطة العاصمة) وهي مكة المكرمة، وقد صدر مرسوم ملكي بذلك في 14 ربيع الأول عام 1346 هـ وبلغها النائب العام للملك
عبد العزيز آل سعود في الحجاز وهو الأمير فيصل الذي صار بعد ذلك الملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية.
ثم صدرت إدارة ملكية بنقله من تلك الوظيفة إلى وظيفة (رئيس قلم الاستخبارات العامة).
وقد أبلغه (الأمير فيصل) النائب العام لجلالة الملك (في الحجاز) ذلك بكتاب مؤرخ في غرة ربيع الثاني سنة 1347 هـ.
هذه صورته: