الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقد كان وقع الخبر عليَّ في هذه البقعة النائية أليمًا، إذ كنت قابلته قبيل سفري إلى إندونيسيا وكان يبدو في صحة جيدة.
ولكنه أصيب بما يسمى بالجلطة، ولم يمهله ذلك طويلًا.
وكان نعيه في جريدة الرياض بعددها 8216 الصادر يوم السبت 5/ 6/ 1411 هـ 22/ 12/ 1990 م وقد نشرت الصحف الأخرى بعد ذلك خبر وفاته غفر الله له.
ورثاه صديقنا الأستاذ إبراهيم بن عبد الله الصالح المديفر بالمرثية التالية فقال:
رثاء الشيخ صالح العمري:
أشح بوجهك فالسراء راحلة
…
مع الفقيد فلا أنس ولا سعدُ
وقف أمام بنيه مظهرًا جلدًا
…
والأصدقاء وجمع للعزا حشدوا
أخف الجهامة في عينيك من سهر
…
كي لا يقال: بدا في عينه الرمد
ولا تفه بكلام مبديًا ضجرًا
…
خوف انتحابك في الخلوات يرتصد
فصالح العُمَري في عُمْره مثل
…
إلى الريادة يرقى ثم يستند
جم المكارم والآراء صائبة
…
فقد تَفُوقُ خيالًا عندما ترد
يسعى إلى نهضة الأوطان مرتديًا
…
ثوب النضال وللإصلاح يعتمد
ركن المعارف أفنى من شبيبته
…
وللمدارس من آثاره مدد
دور اليتامى لها في جهده صلة
…
أمدهم بسمات كم بها سعدوا
فات الصديق خلافيه - مرافقه
…
وعاد مستثمراه المال والولد
عاد الرفاق فماذا يصنعون به
…
إلا الدعاء له إن هم له اعتمدوا
موت الرفيق به الأشجان قادمة
…
دون المنازل منها الهم والكمد
موت العميد به تنشال أسرته
…
والتابعون وكم أضناهم البدد
موت المفيد له وقعٌ يحس به
…
من في المعيشة أضحى منه يرتعد
ينعاه أبناؤه كم كان عودَّهم
…
حسن الرعاية للخيرات قد رفدوا
وإخوة عرفوا فيه الكمال وما
…
تأخرت منه عن إيثارهم بُنُد
وفتية زقَّهم للعلم فابتدروا
…
نحو الوظيفة في التدريس واجتهدوا
والسائرون على درب له عرفوا
…
وعر الطريق الذي يرقاه من سَمَدوا
إن الخسارة في من فقده ترة
…
على ذويه ومن من ماله ارتغدوا
ونخبة سهروا في رفع أمتهم
…
إلى ذرا المجد للأقلام تمتسد
كالبدر يفقده من قد يسير دُجى
…
والغيث يحرمه من ناله الجهد
هذا وقد حظي الشيخ صالح بن سليمان العمري بأقل مما يستحقه بعد وفاته من التنويه بجهوده، وذكر ما قام به من أعمال، وما تتصف به شخصيته من صفات نادرة.
وممن نوه به الشيخ إبراهيم بن محمد بن ناصر السيف في كتابه "المبتدأ والخبر العلماء في القرن الرابع عشر" فترجم له ترجمة مبسوطة نقل فيها بعض ما كنت كتبته عن الشيخ صالح العمري في جريدة الرياض.
قال بعد أن ذكر كتابه (علماء آل سليم وتلامذتهم) إنه في جزئين:
الجزء الأول يحوي سيت تراجم منها أربع تراجم لعلماء آل سليم واثنتان، الأولى للشيخ عبد العزيز العبادي، والثانية للشيخ سُليمان المقبل.
أما الجزء الثاني فيحتوي على مائة وسبعة وسبعين ترجمة بقية التراجم.
وذكر الدكتور عمر ابن المتُرجم له أن لوالده كتابًا لا يزال مخطوطًا باسم (التعليم في القصيم بين الماضي والحاضر).
ثم نقل الشيخ إبراهيم بن سيف بعض ما كنت كتبته عن الشيخ صالح العمري في صحيفة الرياض، إلى أن قال:
توفي الشيخ صالح العمري يوم الجمعة الرابع من جمادى الآخرة فنعاه