الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكبيرة هيلة تزوجها عبد العزيز بن ناصر السالم، وطلقها ثم تزوجها فلان فطلقها وهي الآن مع عمر العمري، وهذا صحيح.
وقال: الثانية منيرة زوجها الآن عبد الله بن سليمان بن سيف، قلت له: أهي معه الآن لا تزال؟ فأجاب مبتسمًا: هو معها!
وهذا صحيح في كونها لا تزال معه وقد توفيت وهي معه.
ومن العجيب أن هذا الرجل الذي يحفظ أسماء نساء أهل بريدة ويعرف أصهارهم لم يتزوج قط، بل مات دون أن يتزوج، وبالتالي لم يخلف ذرية.
سألته مرة عن السبب في كونه لم يتزوج وعذلته وقلت له: أنت كبير السن، وربما ترزق بابن ينفعك بره في حياتك ويدعو لك ويتصدق عنك بعد مماتك.
فقال: أنت تعرف أني عندي أخوي سليمان في البيت وهو سقيم يحتاج إلى رعاية ولا تقبل امرأة أن تعيش في بيت هو فيه، ولا يمكن أن أخرجه من بيتي.
وقد مات عثمان العيدان هذا في عام 1403 هـ قبل أن أستفيد منه لأنه مات وهو كهل أظنه في حدود 60 سنة.
وقد وصف الأستاذ صالح بن عبد الكريم الطويان عثمان العيدان هذا في آخر حياته وصفًا شاعريًا، فقال:
المعاصرة حجاب
!
عاش حتى آخر يوم من عمره في بيته الطيني المتواضع، وسط أقدم الأحياء الشعبية، رحمه الله رحمة واسعة، لقد قابلته عند مدخل بيته قبيل وفاته بأسابيع كان رغم كفاف بصره ووحدته يحدثني بحديثه الشجي، الغني بمادته، الطلي بنغمته.
وكانت متعته الوحيدة وسلوى نفسه هي أن يقرأ ويحادث، وقد حال عمي عينيه دون تحقيق هذه المتعة، فطيبت خاطره يومها بأن عماه مرده إلى "الماء الأبيض الذي غشي عليهما بسبب الشيخوخة ما يسمى طبيًا (كتاركت) وأن علاجه سهل بحول الله.
لقد كان الأمل وحب الحياة يملأ عينيه الطافيتين وودعته فكان الوداع الأخير!
مات "وإذا مات رجل مسن فكان مكتبة عامرة قد أحرقت" ظاهرة هذا الإنسان تكمن في ذاكرته التي تحوي تاريخا لا تسعه المجلدات، يحادثك عن أي فرد فيقدم لك معلومات لا تتخيلها، ويسرد لك أحداثًا من التاريخ القديم والحديث مرتبة ومبوبة فكأنه يقرأ في كتاب، فتعجب أي رأس هذا الذي يسع كل هذه المعلومات! وظاهرة هذا الرجل هي أيضًا في تواضعه وبساطته وأنسه بالآخرين، كان يكسب قوت يومه لقاء بيعه (فناجيل الشاي) فكان يحمل أكبر عدد منها يضع جزءا فوق رأسه ويملأ يديه من الجانبين بأكبر عدد ممكن من الفناجيل، وينادي بصوت منغم - فناجيل - فناجيل وتطربك هذه المناداة حين يموسقها بقرعه الفناجيل بعضها ببعض!
كنت صغيرًا، وكثيرا ما اعترضت طريقه طمعا بضاعة ذاكرته لا ببضاعة بده، وكان أقرب الزبائن إلى نفسه هو من يسأل عن بضاعته الخفية تلك!
ثم هو من أجل يُسوِّق بضاعته لا يمل التطواف ولا يسأم المشي، وكان ينطلق من مركز البلد ليتوجه شمالا أو جنوبا إلى مسافة ينتصف بها البلدة، ثم بدأت هذه المسافة تقل مع الأيام حتى أمست عبارة عن عدة خطوات يخطوها من منزله ليلقي بجسمه المتهالك على عتبة أقرب دكان إليه يجلس ساهما خاليا من بضاعته.
فالمستمعون الحريصون شغلتهم الحياة، وكؤوس الشاي امتلأت بها المجلات وتكدست بها بيوت الناس! كل أولئك الرفاق الذين سامرهم، والأصحاب الذين
حادثهم وأضحكهم لم يعد يذكرونه، ألهتهم الدنيا فنسوه ضمن ما نسوه!
هو عثمان العيدان شخصية متميزة (1).
ومنهم اللواء المتقاعد في الشرطة منصور بن عبد الله بن عبد الكريم العيدان.
كنت أعرفه صغير السن عندما كان في سن الدراسة الأولية في بريدة.
ولكنه غادرنا إلى الرياض وترقى في وظائف الشرطة والأمن، حتى وصل إلى مدير شرطة الرياض.
ثم تقاعد تقاعدًا مبكرًا.
وأخوه اللواء المتقاعد عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الكريم العيدان.
وقد عرفت والدهما عبد الله بن عبد الكريم العيدان كان صاحب دكان في سوق (قبة رشيد) غربي بريدة، وكان ثقة صدوقًا محبوبًا من الجميع.
ومنهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله العيدان تولى إمامة مسجد العقيلي الواقع على شارع الحبيب لمدة سبع سنين.
ذكره الدكتور عبد الله الرميان، وقال: كان يخطب في جامع الراشد، أثناء إمامته في هذا المسجد، ثم انتقل إلى مسجد في (حي المالك).
وقال: كان الناس يزدحمون في ليالي رمضان في صلاتي التراويح والقيام على مسجده، لجودة قراءته وحسن صوته، ولد في بريدة عام 1364 هـ وتخرج من معهد المعلمين في بريدة سنة 1383 هـ وعين مدرسًا حيث درس في مدرسة طارق بن زياد، ثم مدرسة تحفيظ القرآن ثم استقر في مدرسة الإمام ابن حجر في دار الملاحظة.
(1) من أفواه الرواة، ص 170 - 171.
أصيب سنة 1406 هـ بمرض في حلقة منعه من القدرة على مواصلة القراءة ورفع الصوت، وقد أجرى عملية لم يكتب لها النجاح، فترك الإمامة فترة ثم عاد يصلي في مسجده بجوار بيته، ومع سن القراءة التي عرف بها تميز كذلك بجودة الخطابة وجزالة الألفاظ وحسن الإلقاء ظهر هذا أثناء خطابته في جامع الراشد، وهذا لا يكاد يعرفه عنه إلَّا القِلَّة، وله خُطب مسجلة (1). انتهى.
وبعد كتابة ما سبق وقفت على وثيقة فيها ذكر (عثمان بن محمد بن عيدان) الذي هو أول من جاء منهم إلى بريدة هو وأخوه إبراهيم.
وذلك في وثيقة مؤرخة في 29 رمضان سنة 1284 هـ.
وهي ورقة مداينة بين عثمان بن محمد بن عبدان وبين سليمان المبارك (العمري) جد طائفة من أسرة العمري المشهورة.
والدين: خمسون ريالًا مؤجلات يحل أجلهن طلوع رمضان سنة 1284 هـ.
والشاهد عبد العزيز بن شيبان.
والكاتب الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا.
وهذه الوثيقة المبسوطة الواضحة الخط المؤرخة في 15 جمادي الثانية سنة 1315 هـ فيها شهادة (عبد الكريم بن عثمان بن عيدان).
وهي مداينة بين إبراهيم بن يحيى الكردا وبين عثمان بن عبد الله بن معارك.
والدين كثير فهو خمسة آلاف وسبعمائة وسبعون وزنة تمر سَلم مائتين وعشرين ريالًا فرانسة.
والسَّلم بفتح السين واللام هو شراء ثمرة النخل ونحوه قبل وقت إدراكها بثمن يكون أرخص مما تباع في وقت المبايعة.
والكاتب عبد العزيز الحمد بن سيف.