الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجال من العمريين
رغم كون (العمريين) يرفعون نسبهم إلى آخر من يعرفونه من أجدادهم وهو (محمد أمين) فإن معلوماتنا سواء منها الموثقة بوثائق والمعلومات الشفهية التي يتداولها الناس لا يذكرون شيئًا من ذلك إلَّا ما يتعلق بسليمان بن مبارك العمري كما سيأتي.
أما والده (مبارك بن عبد الله العمري) فإنه ليست لدينا عنه أخبار، ولم نقف له على أية وثائق.
ولا أشك في أن سبب فقد ذلك هو سبب فقد كثير من الأوراق والوثائق لأهل بريدة القدماء.
فخزن الأوراق والوثائق كان سيئًا جدًّا لا سيما إذا عرفنا أن بيوتهم من الطين، والطين لا يصبر على ماء المطر أو السيل، إضافة إلى عدم العناية بالأوراق إذا تقادم عهدها وبدأ بها التلف.
ولذلك نراهم إذا خشوا التلف على وثيقة أو ورقة فيها كتابة مهمة أسرعوا ينسخونها نسخة جديدة، ولو لم يكن مضى على الأولى كثير وقت.
وهذه حال أكثرهم أو كثير منهم.
ولم أقف على ذكر مكتوب لمبارك العمري جد الأسرة إلا ما جاء في وصية حفيده الشيخ محمد بن سليمان العمري من أن جده قد أوصى له بمائة وزنة وسماها جُعْلًا لأنها مقابل تنفيذ وصيته كما فهمنا ذلك، وهذا يدل على أنه ثري أيضًا.
أول من رأينا أسماءهم في الوثائق والمبايعات والمداينات من أسرة العمري سليمان بن مبارك العمري وهو جد والد صديقنا الشيخ صالح بن سليمان العمري وقد سُمِّيَ والده سليمان العمري على اسم جده سليمان بن مبارك العمري هذا.
وهو جد جد عدد من الدكاترة الأساتذة في الجامعات في الوقت الحاضر
مثل الدكتور عمر بن صالح العمري والدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العمري والدكتور عبد الله بن ناصر العمري، وعرفنا من الأوراق التي وصلت إلينا أنه صاحب ثروة كان يداين منها الفلاحين.
ولكنني وجدت اسم شخص من أسرة (العمري) اسمه مطابق لاسم والده وهو مبارك بن عبد الله العمري، وسوف يأتي إيراد نماذج من خطه، وهو ليس جد العمري مبارك والد سليمان بن مبارك لأنه متأخر في الزمن عن سميه الأول (مبارك بن عبد الله العمري).
ومن الوثائق المهمة التي ورد فيها اسم المذكور وهو سليمان آل مبارك والمراد ابن مبارك لأن العلماء وطلبة العلم ينفرون من التعبير العامي الذي يستبدل بكلمة (ابن) آل
…
فيقول مثلًا في اسم محمد بن علي: محمد العلي بل وأحيانًا يفضي ذلك إلى تحريف شنيع، إذا أخذ على ظاهره، مثل محمد العبد الرحيم فهي تعني بالمعنى الحرفي أن محمدًا ذلك هو عبد رحيم، أو صالح العبد اللطيف تعني أنه عبد لطيف، فلو كتب اسمه (محمد المبارك) لكان معنى هذا نعته بأنه مبارك، وليس تعريفه بأن مبارك اسم والده.
وقد كتب الوثيقة التالية قاضي القصيم الشهير الشيخ سليمان بن علي المقبل وأشهد عليها أخويه مقبل بن علي وإبراهيم بن علي المقبل.
وتاريخ كتابتها في 16 جمادى الأولى من سنة 1283 هـ وتحتها ختم القاضي.
وتتعلق بمبايعة بين محمد البداح الذي هو التويجري من البداح الذي تفرعوا من أسرة التويجري الكبيرة وبين سليمان بن مبارك (العمري) هذا.
وهذه صورتها بخط الشيخ سليمان بن علي المقبل الذي هو واضح لا يحتاج إلى النقل بحروف الطباعة.
وأوراق المداينات التي تدل على كثرة ثروة سليمان بن مبارك العمري موجودة لدينا ذكرنا بعضها مفرقًا في أماكنه من هذا الكتاب ومن بعده، أسر سائر القصيم.
ونكتفي هنا بهذه الوثيقة التي كتبها الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل بتاريخ 4 شعبان سنة 1284 هـ.
وهي مداينة بين سليمان آل مبارك وبين عبد الله بن محيسن.
والدين كثير بالنسبة إلى ما يعرفه الناس من الثروات في تلك الأزمان فهو ثلثمائة وثمانية وعشرون ريالًا، وهي دين حالّ في ذمته لسليمان آخر حساب بينهما.
ثم ذكر الرهن وكتب الشيخ ابن مقبل تحتها وثيقة أخرى إلحاقية أوضح منها تبين أن عبد الله بن محيسن أرهن سليمان آل مبارك بالدين المذكور الذي هو 338 ريالًا زرعه الكائن في البئر المسماة الهَدَّاجية قليب ابن ضَبَّاح.
والهداجية منسوبة بلا شك إلى (هَدَّج) في تيماء التي هي قليب مشهورة بكثرة مائها، وذلك على التمثيل والتشبيه كما عرفنا بئرًا في غرب العكيرشة، في بريدة كانت تسمى (هَدَّاج).
والشاهدان محمد العمر آل مبارك من أسرة الدائن ومحمد الناصر المقبل من أسرة الكاتب.
والتاريخ: 15 ذي القعدة 1284 هـ.
وفي أسفل هذه الوثيقة ورقة قد نستدل منها على سنة وفاته، وأنها فيما بين 1284 هـ و 1286 هـ، إذ تقول تلك الوثيقة إن إبراهيم اليوسف الملقب العسكري أقر بأن في ذمته لورثة سليمان المبارك أربعة أريل فرانسة يحلن في صفر عام 1287 هـ وهن من طرف ابن محيسن.
شهد به عبد الكريم الحمد العليط، وكاتبه: عثمان الراشد بن مضيان، وتاريخه في 15 ذي الحجة عام 1286 هـ.
والورقة التالية تتضمن قيودات سليمان العمري والقيودات هي ذكر المبالغ التي يكتبها الرجل نفسه لتذكير أو نحو ذلك، وليس عليها شهود، وبيان لكاتبها غيره.
وهذه الورقة تتضمن أيضًا بعض الكتابات التي تسميها العامة شرعية وهي التي تكتب بطريقة الوثائق المعتادة من حيث ذكر اسم الكاتب وتاريخ الكتابة ومن ذلك كتابة لعبد الله بن ناصر الرسيني ذكر فيها وقت أداء مبلغ من المال للعمري، وقال:(تِرْمه) والترم هو الوقت الزمني بمعنى وقته وقد شرحت هذه الكلمة في (معجم الألفاظ العامية) قال: تِرمه طلوع شهر ذي الحجة سنة 1249 هـ.
وأسفل منها أخرى ذكرت التاريخ وأنه 1249 هـ أيضًا.
وسليمان بن مبارك العمري كاتب للوثائق من المداينات والمبايعات وغيرها كتب بخطه الكثير اطلعت من ذلك على عشرات.
وكنت مهتمًا بمعرفة كتابته لاسمه الكامل فرأيته يكتبه مرة سليمان آل مبارك فقط، وأخرى سليمان بن مبارك آل عمر، وسليمان بن مبارك بن عمر و (ابن عمر) في ظني ليس اسمًا لوالده، وإنما هو اسم لأسرته كما في هذه الورقة التي كتبها في شهر شعبان سنة 1262 هـ.
وهذه الوثيقة المختصرة التي كتبها سليمان بن مبارك العمري وكتب اسمه فيها (سليمان بن مبارك بن عمر) وابن عمر تعني العمري عند النسبة والوثيقة إقرار من عبد الله آل غانم، وهو من الغانم الذين هم من آل أبو عليان بأن عنده وفي ذمته لعيال حمد العدوان (من بني عليان أيضًا) سبعة وثلاثين ريالًا مؤجلات يحل أجلها في طلوع شهر رمضان أي في خروجه وانقضائه من سنة 1258 هـ.
والشاهد عبد الله الحمد الباحوث.
ورأيت ورقة كتبها الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه ذكر فيها اسمه (سليمان بن مبارك آل عمر) و (آل عمر) معناها العمري عند النسبة، وذلك أن الشيخ ذكره في هذه الوثيقة المؤرخة في شهر شعبان سنة 1252 هـ، وذلك في ورقة مبايعة بينه (مشتر) والبايع هو مسعود آل محمد.
والمبيع دار علي.
والثمن خمسة وثلاثون ريالًا فرانسة.
الشاهد محمد بن عبد العزيز بن سويلم، وهو ابن الشيخ القاضي عبد العزيز بن سويلم.