الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان مسعود العومان مشهورا بمعرفته الطريق، وبالهداية في الصحراء، قليل النظير في ذلك، حتى إن حجاج الكويت كانوا يأخذونه معهم من أجل هدايتهم للطريق.
حدثني سليمان بن عبد الله العيد، قال: كنت أنا ومسعود العومان في الصَمَّان قادمين من بريدة قاصدين للجبيل كما هي عادتنا.
قال: وكنا في الليل وأنا راكب على بعيري وإذا بحية تعترض طريق بعيري، قال: أو هذا ما اعتقدناه وإلا فنحن في الليل، ولم نر الحية، ولكن هذه العادة فتجفل الناقة، ثم تعود إلى هدوئها بعد ذلك.
قال: ولما أصبحنا ونزلنا نسوي القهوة لم نجد يد النجر، فقال مسعود العومان يخيل إليَّ أنني سمعت وقعتها البارحة يا الله نرجع مع دربنا.
قال سليمان العيد: فرجعنا ونحن كنا في الصمان حيث تتشابه أرضه حتى وصلنا إلى المكان الذي جفلت فيه المطية في الليل وليس ثم علامة ولو كانت له علامة لم نستطع أن نراها في الظلام، قال: فوجدنا يد النجر وهي التي يدق بها النجر فأخذناها.
قال سليمان العيد: وقد طال عجبي من (صحارة) فكره واهتدائه إلى طريقنا في الصمان حتى وجد يد النجر التي هي مهمة لهم من أجل دق القهوة بها.
العَوني:
بفتح العين وإسكان الواو بعدها نون مكسورة على لفظ النسبة إلى (عَوْن) أو العون، ولا أعرف أصل هذه التسمية، ولم أجد بعد طول بحث وسؤال واستجواب من يعرف أصلها، وربما لا يستغرب ذلك من حال أهل بريدة الذين كانوا يعولون على حاضر الأسر، أكثر مما يعولون على معرفة ماضيها.
وهم أسرة صغيرة من أهل بريدة القدماء، انتقل منهم أناس قليل في وقت غير مبكر من بريدة إلى الربيعية، ثم عادوا إلى سكنى بريدة للعمل حتى قبل محمد العوني، لأن والده كان في أكثر أوقاته يعمل في بريدة كما سيأتي ذلك عند ذكر والد الشاعر محمد العوني.
أخبرني أكثر من واحد ممن يهتمون بمثل هذه الأمور بذلك مثل عبد العزيز بن عبد العزيز المعارك، وهو إخباري مجيد، ومتتبع بان أسرة العوني من أهل بريدة القدماء انتقل بعضهم أو قال: انتقلوا إلى قرية الربيعية فولد فيها الشاعر محمد العوني وربما يستدل على ذك بتشوق الشاعر محمد العوني في أشعاره لمدينة بريدة دون أن يتشوق إلى (الربيعية) أو حتى يذكرها في شعره مثل قوله في بريدة:
أبكي على دار ربينا بعزِّها
…
معلومة خشم الرعن هو شمالها
هي امنا وآ حلو مطعوم درها
…
غذتنا وربتنا وحنا عيالها
بروربنا ما مثلها يكرم الضنا
…
وصول بنا لكن نسينا وصالها
ولا أحد جزع من صيحته يوم سلبت
…
ولا حد نشد من بعد ذا وش جرى لها
قلت: آه وأو يلاه يا خيبة الرجا
…
كيف امنا تهضم وحنا قبالها
وقال في آخر القصيدة التي أنشأها في الكويت يتشوق فيها إلى (بريدة)، ودعا لها بالمطر الكثير موضحًا حدودها، قال:
عسى، عسى يمحلتم يطرب البال
…
متراكم مزنه بركنه قناديل
معنٍّ مرن للرعد فيه زلزال
…
متربع يومر بسقيه مكائيل
يسقي من الرخم إلى السيح ووثال
…
وبمطر على قصر الحويطي تنافيل
يسقي القصيم بمزنة عقب الامحال
…
ويخص دار ضدها يسهر الليل
دار المهنا متعبة كل مشوال
…
دار الثنا دار السخا والمشاكيل
وجدي عليها والتوجد ردي الحال
…
وجد الخليل لشوفة ابنه إسماعيل