الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العويصي:
من أهل خب البريدي.
يرجع نسبهم إلى بني خالد.
منهم محمد بن صالح العويصي كان إمام جامع خب البريدي، ولم أعرف منهم أحدًا معرفة شخصية، فإما أن يكونوا انقرضوا أو أن يكون تغير أسمهم إلى اسم آخر، ثم عرفت بعد ذلك أنهم انقرضوا ولم تبق لهم ذرية من الذكور.
رأيت لهم كتابات في المبايعات والمداينات كثيرة مما يدل على شهرة لهم واسعة وأكثرها من منتصف القرن الثالث عشر وما بعد ذلك بقليل.
فمنهم محمد بن صالح العويصي من كتاباته، هذه الوثيقة التي كتبها في ربيع الأول من عام 1253 هـ وهي مبايعة بين ميثا بنت محمد السالم وبين عثمان بن مبارك الرميان والمبيع خو أثل وهو الصف المستطيل من شجر الأثل.
وميثا بنت محمد السالم ليست من أسرة (السالم) الكبيرة القديمة السكنى في بريدة كما قد يبدو في أول الأمر وربما هي زوجة عبد المحسن العميريني.
والشاهدان هما عبد الله بن ضبيب الذي هو مثل عثمان الرميان أصله من أهل الشماس القدماء وسكنت أسرته اللسيب وغيره من الخبوب، والشاهد الثاني عبد الله بن محمد ولا أعرفه.
والوثيقة التالية مبايعة قديمة إذ كتابتها في آخر يوم من شهر ربيع عام 1244 هـ.
ومؤداها أن خديجة بنت سليمان اليحيى باعت على حمد بن محمد المضيان أرضها إرثها من أبيها سليمان في الملك المعروف بالقويطعه.
أقول: القويطعة هي في خب حويلان، وصفت المبيع المذكور بأنه مقسوم ومحدود شماليه أرض خلف المروتي وجنوبيه نصيب محمد المضيان.
والثمن أربعة أريل والشاهدان دبيان بن دمنان ومطلق الدوسري والكاتب محمد بن صالح العويصي.
ومنهم عبد الله بن محمد العويصي كاتب للوثائق والتعاقدات والمبايعات.
ومن ذلك هاتان الوثيقتان اللتان كتبت الأولى منهما في آخر ذي الحجة عام 1273 هـ.
والثانية في التاريخ نفسه.
وكلتاهما شهادة منه بوقف أو نحوه.
وخطه جيد تمكن قراءته بدون صعوبة.
وعبد الله بن محمد العويصي المذكور هو ابن محمد بن صالح العويصي المذكور قبله، ونحن نعرف ذلك من أقوال الإخباريين من أهل خب البريدي، كما نعرف ذلك من تاريخ الكتابات التي كتبها بعد كتابات أبيه في الأكثر.
وكتب عبد الله بن محمد العويصي وثيقة أخرى بتاريخ 22 ربيع عام 1280 هـ ولم يذكر الصفر الأخير من جهة اليمين، لأن هذه عادة لبعضهم قديمة في الكتابة.
وهي وثيقة مهمة فيها ذكر بعض الأسر التي لم تذكر في غيرها في ذلك التاريخ، أو ذكرت في غيرها ولكن بوضوح أقل مثل المسلم أهل الحمر والطحيني أهل المريدسية وعبد الله بن ضيف الله العريني ووالده ضيف الله العريني معروف لنا من الوثائق العديدة التي ذكر فيها اسمه.
ودخيل الله بن سلامة العثيمين وهؤلاء أسلاف الدخيل الله الذي منهم الملقب جلوف، وقد ذكرناهم في رسم (الدخيل الله).
وهذه وثيقة أخرى كتبها عبد الله بن محمد العويصي في 9 رجب من عام 1278 هـ. ولم نطلع إلَّا على المهم منها وهو تاريخ كتابتها، ومع ذلك شيء مهم وهو معرفة الشاهدين فيها وهما محمد بن حمد بن منيع وهو من أسرة المنيع المعروفة حتى الآن من أهل الصباخ جنوب بريدة وفايز بن عليان حمد وهما من (العليان) أهل خب البريدي.
ووثيقة أخرى كتبها عبد الله بن محمد العويصي في جمادي الثانية من عام 1287 هـ وهي مبايعة بن خلف بن مسلم راع الحمر وسليمان بن راشد الطحيني وهو من أهل المريدسية، والمبيع نخلة شقراء أي من النخيل المعروف بالشقر.
والثمن ضئيل فهو 30 ربعا ويساوي ذلك ثلاثة ريالات فرانسه وثلث الريال، ومع ذلك أشهد على البيع شاهدًا معروفًا هو دخيل الله بن سلامة العثيمين الذي هو من أسرة الدخيل الله الذين منهم الشجاع الفاتك الملقب (جلوف) وتقدم ذكرهم في حرف الدال.
ومنهم وربما كانت آخرهم مُزْنة بنت الشيخ عبد الله العويصي، من أهل المريدسية، ذكرها الشيخ صالح السعوي بقوله:
وممن قام بتعليم القرآن الكريم في هذه البلدة: المرأة الصالحة: مزنة بنت
الشيخ عبد الله بن محمد العويصي.
وكان أبوها إمام مسجد جامع خب البريدي في حياته رحمة الله عليه، وكانت تقوم بتعليم البنات القرآن الكريم وتجويده وحفظ ما سهل عليهن حفظه من سوره عن ظهر قلب، حيث كانت تفتح باب بيتها في صباح كل يوم ما عدا يوم الجمعة.
تأتي البنات إليها وتقوم بتعليمهن القرآن وتتواصل هذه الفترة إلى ما قبل الظهر بساعة، وتأتي فترة ثانية بعد صلاة الظهر إلى دخول وقت صالة العصر.
وقد انتفع معظم النبات اللاتي تعلمن عليها، واكتسبن معرفة الحروف، وكيفية تلاوة كتاب الله عز وجل، مع الحفظ لبعض الأجزاء، وتخرّج على يدها مجموعة من البنات، واستفاد منها نساء ذلك الزمان التي عاشت فيه معهن.
توفيت هذه المرأة الصالحة رحمة الله عليها في عام 1381 هـ، وصلي عليها في مسجد جامع المريدسية ودفنت في المقبرة الجنوبية من البلدة (1).
عود إلى الوثائق التي كتبها عبد الله بن محمد العويصي:
الوثائق التي كتبها عبد الله بن محمد العويصي كثيرة منها هذه الورقات الثلاث، وهي مؤرخة في عام 1273 هـ. وعام 1274 هـ، وعام 1295 هـ على التوالي:
(1) المريدسية ماض وحاضر، ص 122 - 123.
ومن الطريف أن عبد الله بن محمد العويصي هذا الكاتب الذي ظل سوات عديدة يكتب المداينات بين الناس قد استدان هو نفسه دينًا كتبه عليه كاتب آخر وهو محمد آل حمود وهو بن سفيِّر.
والدائن هو سعيد آل حمد (المنفوحي).
والدين قليل فهو ثمانية أريل يحل أجل الوفاء بها طلوع عاشورا وهو شهر محرم مبتدأ سنة 1274 هـ.