الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبحروف الطباعة:
وصية عبد الله بن عودة الدِّخيل بعد الديباجة:
أوصى عبد الله العودة بن دخيل في بيته المعروف الكائن في قبلي بريدة قبلي بيت الفيروز بينهن السوق يُجعل وقفًا بعد موته، والبيت شاملًا جميع ما
ملك عبد الله من البيوت الداخلة في بيته والخارجة عنه، وهي بيت بن عمر والصفة اللي عن بيت ابن عمر جنوب تابعات البيت، وفي البيت قادم صبرة ربع ريال لحمد البصيلي، صبرة صفة والدته، وأثله جميعه معرفته بدفتره، الجميع وقفًا بعد موته سوى أثل ملكه بالمنسي، وهو الذي تابع الملك خارج عن سبالة الأثل، ريعهن يصرف في أبواب البر، وأوصى أيضًا بعشر شقر من ملكهـ الدارج عليه من الذياب المعروف بالمنسي على البركة متواليات محدودات يحدهن من جنوب الحلوة ومن شرق ملك الذياب ومن شمال المكتومية الذي على الراقود، ومن قبلة النبوت الصقر قادم بريع جميع سبيله ثلاث حجج كل حجة عشرين ريال، وحده له بنفسه ولوالديه كلّ وحدة وأضحية قادمة في كل سنة له ولوالديه، وقربة تروى وقت الحاجة أربعة أشهر قادمة، ولمساجد البصر مسجد الشيخ ومسجد المحيميد كل واحد نصيف ودك وقت الشتاء، وما بقي عن ذلك فهو للمحتاج من الذرية يأكل ويكتسي ولا حرج، ومع الغني ينفذون وما دخل عليهم فهم في حل، والباقي من الريع في أعمال البر من إطعام جائع أو كسوة عاري والأثل ما يقطع منه شيء لما يرشد والقادم تحصينه والوكيل على ذلك أخوي سليمان وعلى العيال وكيل حتى يرشدون على مالهم، ونفقتهم لا اعتراض عليه، والذي يرى سليمان من عيال الذكور فيه صلاح نية للوصية فهو يوكله بعد رشده.
شهد على ذلك عبد الرحمن الحمد الرسيني وشهد به كاتبه عبد العزيز المحمد بن سليم وصلى الله على محمد وسلم، والذي يحتاج سُكني لبريدة من الذرية فهو يسكن البيت، وإن احتاج البيت إلى عمارة فالسبيل تعمره ولا يعارض، شهد به من ذكرنا وكاتبه آنفا، 3 صفر سنة 1331 هـ.
وفي أسفل الورقة:
حضر عندي عبد الله العودة وفسخ وكالة أخيه سليمان ووكل ابنه عبد الرحمن على تنفيذ الوصية، جميع ما ثبت في أعلى الورقة شهد على ذلك إبراهيم (
…
) وشهد به وكتبه سليمان بن عبيد الخ.
ومن العودة هؤلاء الشيخ الشهير والواعظ البليغ والمربي النشط (سلمان بن فهد العودة) ولد في بريدة.
وقد لمع نجمه بسرعة إذْ كان جم النشاط في إلقاء الدروس وفي تربية التلاميذ من الشبان الذين لديهم حماس للدعوة الإسلامية وإقبال على التفقه في مقاصد الشرع.
وقد أصبح له تلاميذ كثير وأتباع كثير.
وكان قد جعل ديدنه انتقاد بعض الأعمال الحكومية وما يراه تقصيرًا منها وانتقاد تقاعس المجتمع المسلم عن العمل الفعلي للإسلام، ومن ذلك إنكار المنكر على الحكومة ورجالها وأهم ذلك عندهم عدم تطبيق ما أمر الله به ورسوله في مجال الإدارة وفي مجال التعامل بين الناس.
وقد انقسم الناس فيه بين معظم له مفرط في تعظيمه، وبين شاكٍ من شدته (من الشكوى) أما الحكومة فإنها رأت أنه يؤسس لحزب جديد من شبان مندفعين متحمسين وإن ذلك قد تنشأ عنه ما لا تحمد عاقبته.
ووصل الأمر ببعض الناس إلى استفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة وهو بطبيعته يميل إلى الآمرين بالمعروف الذين يحاولون إبعاد النقائص عن الدين في الجهات الحكومية وغيرها.
فأصدر الشيخ ابن باز كتابًا غير موجه لأحد يقرظ فيه عمل الشيخ سلمان العودة وأمثاله مثل الشيخ سفر الحوالي والشيخ عايض القرني وتاريخ كتابة هذا في 10/ 4/ 1414 هـ.
ثم كتب الشيخ عبد العزيز بن باز بصفته رئيس هيئة كبار العلماء كتابًا بتاريخ 3/ 4/ 1414 هـ أكثر وضوحًا إلى وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وذلك بعد أن أخذت الوزارة على سلمان العودة أشياء محددة في تشويه سمعة الحكومة والحث على بيان ما يعتبره تقصيرًا من الحكومة في الأمور الدينية، وأن ذلك مما ينبغي إنكاره عليها وايضاح أمر الشرع فيه.
قال:
سري
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير المكرم نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية - وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشير إلى كتاب سموكم الكريم رقم (م/ ب/ 4/ 192/ م ص) وتارخ 22، 21/ 3/ 1414 هـ، المتضمن توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعرض تجاوزات كل من سفر بن عبد الرحمن الحوالي وسلمان بن فهد العودة، في بعض المحاضرات والدروس على مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الحادية والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 18/ 3/ 1414 هـ، ضمن ما هو مدرج في جدول أعماله.
وأفيد سموكم أن مجلس هيئة كبار العلماء اطلع على كتاب سموكم المشار إليه ومشفوعه ملخص لمجالس ودروس المذكورين من أول محرم 1414 هـ ونسخة من كتاب سفر الحوالي (وعد كيسنجر) وناقش الموضوع من جميع جوانبه واطلع كذلك على بعض التسجيلات لهما، وبعد الدراسة والمناقشة رأى
المجلس بالإجماع: (مواجهة المذكورين بالأخطاء التي عرضت على المجلس - وغيرها من الأخطاء التي تقدمها الحكومة - بواسطة لجنة تشكلها الحكومة ويشترك فيها شخصان من أهل العلم يختارهما معالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فإن اعتذرا عن تلك التجاوزات والتزما بعدم العود إلى شيء منها وأمثالها فالحمدلله ويكفي، وإن لم يمتثلا مُنعًا من المحاضرات والندوات والخطب والدروس العامة والتسجيلات حماية للمجتمع من أخطائهما هداهما الله وألهمهما رشدهما).
وقد طلب إليَّ المجلس إبلاغ سموكم رأيه هذا، وأعيد لسموكم برفقه كتابكم المشار إليه ومشفوعاته.
وأسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسموكم لما يحبه ويرضاه وأن يعين الجميع على كل خير إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء
ثم كتب الشيخ سلمان بن فهد العودة وزميله الشيخ سفر الحوالي كتابًا إلى الشيخ عبد العزيز بن باز يشيران فيه إلى ما كتبه لوزير الداخلية ويوضحان ما جرى بعد ذلك.
وقد سردا رأيهما في بعض المسائل، ووجهة نظرهما فيها ووجهة نظر الحكومة أيضًا.
ونصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء - حفظه الله.
السلام عليكم وحمة الله وبركاته، وبعد:
بناء على طلب سماحتكم أن نكتب لكم ما جرى بيننا وبين وزارة الداخلية حول موضوع إيقافنا عن الدروس والمحاضرات وفصلنا عن العمل نضع بين يدي سماحتكم بإيجاز ما يلي:
1 -
دعينا مساء الأحد الموافق 1/ 4/ 1414 هـ للِّقاء مع وزير الداخلية وذهبنا إلى جدة فوجدنا أن اللقاء هو مع وكيل الوزارة ومعه مدير عام المباحث وبحضور مندوبين من وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية هما فضيلة الدكتور / عبد الكريم اللاحم وفضيلة الدكتور / إبراهيم أبو عباة.
2 -
افتتح الجلسة وكيل الوزارة بقراءة خطابكم إلى وزير الداخلية المتضمن أن هيئة كبار العلماء درست الموضوع المحال إليها بشأننا ورأت إحالته إلى الجنة يكون فيه مندوبان عن الشئون الإسلامية، ثم شرع في قراءة أوراق كثيرة تحتوي على عشرات الفقرات دون أن يسمح بأي مناقشة لها ولا أن يعطي مندوبي وزارة الشؤون الإسلامية أي مجال للمشاركة أو للتأكد من وجود هذه الأخطاء من عدمه، وقال بكل توكيد وإصرار إن مهمتي هي القراءة فحسب، ومهمة المندوبين من الشؤون الإسلامية هي الشهادة فحسب.
3 -
هذه النقاط التي سموها تجاوزات تنقسم إلى أربعة أقسام:
(أ) أشياء مختلقة لا حقيقة لها، ودعاوي عارية عن الوثيقة والدليل وهي كثيرة.
(ب) أشياء ثابتة عنا ولكنها حق لا يجادل فيه أحد، وذلك مثل:
- القول بأن السياسة جزء من الدين؟
- القول بأن ما أصاب أمريكا هو بسبب بعدهم عن الله.
- بيان خطر (الدش) وأضراره.
- القول بحرمة المساهمة في البنوك الربوية.
- نقد بعض برامج التلفزيون.
- القول بأن العالم الإسلامي يتعرض لهجمة صليبية.
- القول بوجوب الجهاد ضد اليهود.
- حث بعض الشباب أن يذهبوا للدعوة في ألبانيا وغيرها.
- دعوة الناس لإخراج الزكاة والإنفاق في وجوه الخير.
- الحديث عن القومية العربية.
وعلى هذا النمط أشياء كثيرة هي حق لا شك فيه ولا يتبرأ منه مسلم فضلًا عن داعية أو طالب علم فهي جزء من ميثاق الكتاب الذي أخذه الله على من أوتوه:
وعيرني الواشون أني أحبها
…
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
(ج) مسائل وهمية ألصقت بكلامنا من فعل بعض مرضى القلوب أو المخالفين الذين لا بضاعة لديهم إلا التقول على النيات والإحالة على ما لا يطلع عليه إلا خالق الأرض والسموات مثل (يقصد كذا) و (يريد كذا) و (يشير إلى كذا) فهم يسقطون على كلامنا مفاهيم غريبة مدهشة ومضحكة في الوقت نفسه، ويحملون الكلام ما لا يحتمل ومن ذلك مثلًا أن الكتاب الذي فرضتموه وقرأتموه (العزلة والخلطة) حظي بنصيب الأسد من هذه التجاوزات والملاحظات واعتبر كاتب التقرير أن الكلام عن (العزلة) هو دعوة إلى (عزل الحاكم)، أو إلى الخروج عليه وإقامة دولة الخلافة في (أرض الحرمين) وأمطر كاتب التقرير الجامعة الإسلامية وجامعة الإمام
ورسائلهما العلمية بسيل من التهم لا ينقطع دون أدنى إشارة للنفع العظيم لهاتين الجامعتين اللتين تشرفت إحداهما برئاسة سماحتكم لها، ولا يخفى عليكم ولا على أي منصف ما أجرى الله بهما من نشر للعقيدة الصحيحة والعلم النافع.
(د) وهناك مسائل عديدة في مجال للمناقشة والتأمل، والنظر وهي قابلة للأخذ والرد، ونحن فيها كغيرنا نخطئ ونصيب ولم ندَّع العصمة لأنفسنا ولا ادعاها أحد لنا ونحمد الله أننا مستعدون للرجوع عن كل قول قلناه أو رأي ذهبنا إليه إذا تبين لنا أنه خلاف الصواب وخلاف الدليل من الكتاب والسنة، والذي علمناه من سماحتكم أن مهمة اللجنة هي المناقشة لهذا اللون مما يسمى أخطاء أو تجاوزات ولذلك أوصيتنا بأن نلين معهم ونياسرهم رغبة في علاج الأمر جزاك الله خيرًا، ولكن لم يحدث من ذلك شيء، ولم يأذن وكيل الوزارة بأي مناقشة محتجًا بأنه لم يكلف بهذا وأن مهمته أن يقرأ الأوراق التي أمامه فقط.
4 -
وبعد ذلك قرأ علينا الوكيل (إقرارًا وتعهدًا) يتضمن ما يلي:
(أ)(الاعتذار عن جميع التجاوزات السابقة).
(ب)(التعهد بعدم تكرارها).
(ج)(عدم الإجابة عن أي سؤال مهما كان وإحالة ذلك للجهات المختصة).
(د)(التعهد بعدم الاتصال بالخارج لا بالهاتف ولا بالفاكس ولا بأي إنسان له نشاط (! ! )
…
الخ).
وقال لابد من التوقيع بدون أي نقاش لكن إما أن توقعوا على أنكم ملتزمون بذلك أو توقعوا على أنكم غير ملتزمين ولا خيار غير ذلك ولا تحفظ ولا مفاهمة مطلقًا.
وبعد نقاش طويل أبدينا فيه تحفظاتنا على هذا الإقرار وما فيه اعتذرنا عن التوقيع مطلقًا، لأن التوقيع بعدم الإقرار والالتزام قد يفسر بأنه تحد وعناد،
ولم يسمحوا لنا بكتابة أي تحفظ أو استدراك أو إضافة على ذلك الإقرار، أما الشاهدان فقد وقعا على أنهما سمعا قراة الملاحظات المنسوبة إلينا، ولذلك خرج الوكيل ليعود إلينا ويخبرنا بأن الوزير قد منعنا من الدروس والمحاضرات والخطب اعتبارًا من هذه اللحظة، ثم تبع ذلك تبليغ مؤكد من قبل الإمارة والشؤون الإسلامية والجامعة بأن الأمر السامي صدر بمنعنا من الدروس والمحاضرات والخطب وإمامة المساجد والندوات والتسجيلات والنشرات والكتب، وأمر آخر بفصلنا عن العمل في الجامعة.
5 -
وكما يعلم سماحتكم نحن من قبل تحت طائلة مجموعة من الأذايا والمضايقات لا مبرر لإلحاقها بنا فكيف يحدث ذلك من دون أي مناقشة؟ ونحن إذ نعرض لسماحتكم ما جرى نسأل الله أن يختار لنا ما فيه الخير وأن يهدينا لأرشد أمرنا، ونعلم أن دعوة الله ماضية، وأن دين الله منصور (وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) إلا أننا نعلم - كما تعلمون - ما يترتب على هذا الإيقاف من الفتن والبلبلة والتشويش لدي الخاصة والعامة في الداخل والخارج ولاسيما حين يأتي متزامنًا مع توقيع ما يسمى السلام مع اليهود وبدون أي سبب ظاهر ونذكِّر سماحتكم بما سطرنا لكم قبل عقد الجلسة وفصَّلنا فيه هذه الأمور ونحوها، ونسأل الله تعالى أن ينصر بكم الحق ويجري على أيديكم الخير ويرفع الحيف إنه سميع مجيب، ونحمد الله تعالى أن هيئة كبار العلماء لم تكن الجهة التي باشرت مثل هذه القرارات، هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابناكم
سلمان بن فهد العودة
…
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
- صورة لصاحب الفضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى.
- صورة لكل عضو من أعضاء هيئة كبار العلماء.
هذا وقد سجن الشيخ سلمان بن فهد العودة وسجن معه بعض تلامذته الفترة ليست بالقصيرة، لأنه لم يمتثل للأمر المذكور، ثم أفرج عنهم على أساس أنه يمتنع هو وتلامذته من ذكر الأشياء التي أخذت الحكومة عليهم ذكرها، وأن يكف عن إثارة الكراهية والبغضاء للحكومة في نفوس العامة عن طريق انتقاد الحكومة ورجالها وأنظمتها، ووضعوا تحت المراقبة إلى أن تحققت الحكومة أنهم لم يكفوا عما كانوا عليه.
فعادت إلى وضعهم وعلى رأسهم شيخهم سلمان العودة في السجن فبقي في السجن هذه المرة بضع سنين، قال لي: إنها خَمْسٌ.
وأخرج معظم الذين كانوا معه من السجن حتى لم يبق معه فيه إلا القليل.
وبعد ذلك خرج من السجن لأنه التزم بأن ينزع عن كل ما كان عليه، وألا ينتقد الحكومة.
وهكذا كان، فقد صار يبتعد عن الانتقاد المباشر للحكومة، وصار يفتي بضد ما عليه قاعدة الجيش الإسلامي التي أنشأها أسامة بن لادن، وصار يكتب في الصحف وبخاصة في صحيفة الجزيرة التي تصدر في الرياض في موضوعات عامة، ولكن ذلك جعل بريق الهالة التي أضفاها عليه وضعه الأول يخبو.
أقول: نظم الشيخ سلمان العودة في سجنه هذه القصيدة، ولكني أظن أنه لم يطلع عليها إلَّا خواص من إخوان عندما كان في السجن، وبعد خروجه بفترة، إلا أنها عرفت بعد ذلك.
قال:
في الزنزانة:
القصيدة التالية لفضيلة الشيخ سلمان بن فهد بن عودة:
أنا في السجن في نعيم دان
…
ليس تسطيعه يد السّجان
إن حرمت الرياض خضرًا فعندي
…
بين جنبي روضة القرآن
أو حرمت البيت العتيق فيا رب
…
صباح مسحت بالأركان
أو حرمت الحديث للناس حينًا
…
فحديثي يرن في الآذان
أو حرمت التطواف شرقًا وغربًا
…
إن روحي تقوى على الطيران
سابح في الأفلاك أشهد فيها .... صنعة الله مبدع الإتقان
كل شيء فيها يسبح جهرًا
…
ويطيل النجوى بغير لسان
إنني عنك ملته يا صديقي
…
بالمعاني عما ترى بالعيان
إن للحق في ضميري بناء
…
ليس تقوى عليه كف جبان
* * * *
ربما حنت الطبيعة يومًا
…
الفراخ أودى بهم فقداني
فاتهم مني الحنان لعمر الـ
…
ـله إني عليهمُ ذو حنان
ولقد آدني وآلم قلبي
…
(ها قد جئت بابا من بعد طول
ولأنتن في الفؤاد بناتي
…
ولأنتم في القلب يا غلماني
دمدمات السما تلاحق من
…
فرق بين الآباء والولدان
* * * *
إيه يا أم ياعيون عيوني
…
إيه يا أم يا جنان جناني
لم تغيبي عن ناظري فمحياك
…
أمامي أراه رأي العيان
تمسحين الآلام بالدمع يهمي
…
كيف يحمي الأحزان بالأحزان؟
رب فجر ينشق والقلب في زفرة
…
شكوى للواحد الديان
صعدت لا يردها عن سراها
…
الديان كيد باغ ولا ضجيج جبان
أحكم الباب ما استطعت فهذا
…
قدر الله جاء والموت داني! !
يا لزوج في قلبها حسرات
…
تتلظى ما أعقب الملوان
جدد الدهر شجوها فهي
…
لا تنفك ترنو بمدمع هتان
وإذا الباب صر هبت تنا
…
جيه خيالًا للشائق الولهان
كل شيء في الدار يذكرنيه
…
فله فيه لمسة الفنان
يا سقى الله أزمنًا حلوة الذكـ
…
رى ورجعي رجعي لذاك الزمان
* * * *
في الزنازين نحن جيران صدق
…
لهف نفسي لرؤية الجيران
حجبتنا عنكم حوائط صمّ
…
وقلوب في قسوة الحيطان
قد ألفنا فيها المذلة لكن
…
هل يسيغ الأحرار طعم الهوان؟ ؟
ولأجل الكبير يغدو قليلًا
…
كل ما تستطيعه قوى الإنسان
هذه دورنا ركنًا إليها
…
نحن فيها كأسعد السكان
لا نرى شمسًا ولا زمهريرًا
…
فلنا في الحالين وصف الجنان
ولأجل الكبير يصبح عذبًا
…
ما تناهي مرارة باللسان
يالصوت الأذان من كل بابِ
…
لحن خلد ينساب في الآذان
* * * *
ولنا هجعة من النوم فيها
…
من أعاجيب ما ترى العينان
نتراءى فيها النبيين حقًّا
…
وطيوف الأصحاب والخلان
ونلاقي الأموات قد نشروا فيها
…
وألقوا بوالي الأكفان
إيه يا والدي الحبيب سلام
…
يتلقاك من أعالي الجنان
كم رأينا أئمة الحق والصبـ
…
ـر وأهل الجهاد في الميدان
* * * *
خالد في السجن الطويل رفيقي
…
يا رفيقي صبرًا على الحدثان