الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ان يسر المولي زانت لو فوقه
…
لابد من يوم تشاعل ابروقه
نو علي حايل صدوق حقوقه
…
يضفي عليهم غيمة صب الأمطار
تم الجواب، وتم بدع القرايض
…
بازكاصلاة الله وعد الفرايض
أو عد ما سيقت جموع العرايض
…
على النبي محمدٍ سيد الأبرار
الانقلاب على الملك عبد العزيز:
استمر العوني مخلصًا للملك عبد العزيز ومعاديًا لآل رشيد، حتى حصل أن قبض الملك عبد العزيز آل سعود على صالح الحسن المهنا أمير بريدة، ومعه اثنان من إخوته أحدهما مهنا، وجعل بديلًا عنه ابن عمه محمد بن عبد الله المهنا أميرًا على بريدة والقصيم، وذلك لكون آل مهنا هم الذين كان الملك عبد العزيز اتفق معهم على محاربة ابن رشيد، وأن يتولوا الحكم الداخلي تحت حكمه.
وشيء آخر مهم وهو أن محمد بن عبد الله المهنا كان كثير السعي لدى ابن سعود وغيره للحصول على الإمارة لأن والده عبد الله بن مهنا كان هو المرشح أول الأمر لها عندما كانوا في الكويت، قبل أن يحل صالح الحسن محله.
ولكن الذين لا يعرفون نتائج الأمور على حقيقتها، أو لا يدركون الأوضاع الحربية للأقطار زينوا للأمير محمد بن عبد الله المهنا أن يسلخ القصيم عن نفوذ الملك عبد العزيز وأن يستقل بحكمه فاتفق مع صلطان الحمود بن رشيد على ذلك.
وأعلن استقلال القصيم في عام 1326 هـ.
وقد شايعه على ذلك شاعرا بريدة المؤثران آنذاك وهما محمد العوني، ومحمد الصغيِّر.
فنظم الصغير المقطعات الحماسية من شعر العرضة ومن أشهرها قوله:
من بريدة ظهرنا
…
دون خضر الرطايب
وقد ذكرتها في ترجمة الصغير.
ونظم العوني قصيدته التالية في ذلك بعد وقعة الصباخ:
هل الهلال وكلمن العلوم
…
وتمضحلت باقي جميع الحكايا
قول آه ما بجلي كثير الهموم
…
لي عاد ما نرث أوساع الهوايا
اخسوا خسيتوا كلكم يالرخوم
…
وش علمكم ما تبهجون الظمايا
حطوا بشذرة ما نقلتم تلوم
…
من قبل ما تدعون مثل الضحايا
ما ينقضب بالربق غير البهوم
…
ردوا لعوج ك نهن الحنايا
ينخنكم بيض تدق الرقوم
…
يبغن فرجهن من كبار الشرايا
انتم ذراهن عن لهيب السموم
…
وانتم فزعهن لا يخلّن عرايا
اخاف من سبع عليكم يهوم
…
متعوّد يفرس اكبار الليابا
من ناش واوما مخلبه ما يقوم
…
ما ناش بالكفين ماله سمايا
ابن سعود اقبل علينا بزوم
…
يبغي بلدنا ميردونه صبايا
دونه مناعير تثج الدموم
…
من دون بيض كنهن المهايا
يوم جري ليته علينا يدوم
…
بين النخل ما احلى تطيحس اعدايا
خلوهم الصبيان مثل الرجوم
…
بايمان ربع ما تهاب المنايا
من فوقنا طير المنايا يحوم
…
ومن بيننا ضرب الهوايا هدايا
يوم جرى ما بين بيع او سوم
…
دون النخل بانت افعول الطنايا
دون الغرايس زاهيات الرجوم
…
لو دونه احياض المنايا ملايا
مع ميمر عضل لضده صروم
…
حامي بريده مع جميع النحايا
محمد ابا الخيل عطب السهوم
…
حر مخاليبه بضدّه روايا
بظلال من كم القبايل عموم
…
الضيغمي صلطان مرذ السبايا
سمّ على العايل زعول غشومي
…
هيف السوري غيث لكل الرعايا
نلوذيه دام السما فيه حوم
…
زيزوم غلبا قايد للسرايا
واخر كلامي بالصلاة مختوم
…
على أحمد سيد جميع البرايا
يشفع بيوم به يبين الظلوم
…
يوم به العالم حفايا عرايا
وبعدما قام الزعيم الكبير بعقله ونفوذه وتدبيره لمعالجة هذا الأمر، وإرجاع الأمور في القصيم إلى ما كانت عليه قبل حركة محمد بن عبد الله المهنا وهو محمد بن عبد الرحمن بن شريدة كان من أهم ما اتفق عليه مع الملك عبد العزيز أن لا يمس الأمير محمد بن عبد الله المهنا ولا من شايعوه بسوء في رقابهم واموالهم.
وقد خص أناسًا في ذلك منهم (العوني) وابن صغير.
وذلك بأن يكونوا آمنين على رقابهم وأموالهم، سواء من أراد منهم أن يبقى في بريدة أو يغادرها.
كان العوني ممن شملهم هذا الاتفاق بين الملك عبد العزيز بن سعود وبين محمد بن عبد الرحمن بن شريدة ومن معه من أهل بريدة ومنهم الجربوع والربدي.
وبالفعل خرج الحاكم محمد بن عبد الله المهنا بأمواله وأسرته إلى العراق، وخرج العوني إلى حائل، وصار شاعر آل رشيد.
وطبيعي أن ذلك حدث بعد أن قتل عبد العزيز بن متعب آل رشيد في روضة مهنا عام 1324 هـ بسنين بل بعد عام 1326 هـ الذي انقلب فيه أمير القصيم محمد بن عبد الله أبا الخيل على حكم الملك عبد العزيز آل سعود وقرر الاستقلال بالقصيم.
حتى فتح حائل حيث اتفق الملك عبد العزيز آل سعود مع ابن سبهان على أن آل رشيد ومن التحق بهم ممن شايعهم أمنون على انفسهم وأموالهم لا يمسهم من الملك عبد العزيز شيء من الأذى وخص أناسا من غيرهم، ومنهم الشاعر محمد العوني آلا يمسه الملك عبد العزيز بأذى ويكون سالمًا برقبته وبماله.