الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العمير:
من أهل بريدة وهم من البدارين الدواسر وليسوا من الذين قدموا إلى بريدة من الشماس، وقد قدموا إلى بريدة من النبقية كما سبق ذكر ذلك في رسم (الحجيلان) في حرف الحاء، وهم أسرة اسمها "الحجيلان" فيقال لها الحجيلان العمير تمييزا لها عن الأسر الأخرى التي تسمى الحجيلان، وقال لي أحدهم: إنه الآن يتسمون بالحجيلان العمير وليس بالعمير وحده.
وردت شهادة عمير آل حجيلان في وثيقة مداينة بين إبراهيم بن عبد العزيز راعي المريدسية (مستدين) وعبد الرحمن بن حسين الصالح بثمانية عشر ريالا فرانسه يحلن في دخول ذي الحجة 1298 هـ شهد على ذلك (عمير الحجيلان) وشهد به كاتبه عبد الله آل علي بن عمرو.
والكاتب هو الشيخ الشهير الذي كان مع الشيخ ابن جاسر وقتل في الرياض عام 1326 هـ
وهذه الوثيقة التي تدل على ما لدى حسن بن حجيلان العمير من مال ونخل إذ أقر بأن في ذمته لحمد بن إبراهيم الجاسر وهو والد الشيخ الشهير إبراهيم الجاسر الفين وزنة تمر وثلاثة عشر ربع وتفلسية وثمان وثلاثين غازي
مجيدي ثمن ناقة، والجميع يحل مع حلول التمر في ذي الحجة سنة 1297 هـ وذلك آخر محاسبة بينهما، وهي بخط الكاتب المعروف بل الشهير في وقته ناصر السليمان بن سيف في 15 شعبان سنة 1297 هـ.
وهذه صورتها:
ووثيقة أخرى فيها ذكر مدالله آل حجيلان آل عمير مكتوبة في عام 1270 هـ بخط محمد بن عبد العزيز بن مفد وهو والد الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد الفدا، ووالد جد زميلنا وصديقنا الشيخ عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد هذا الذي كتب هذه الوثيقة.
وجاء ذكر عبد الكريم العمير في وثيقة مساقاة، وهي أن يعطي صاحب نخل نخله لمن يسقيه ويتعهده بجزء من ثمرته، وهي شبيهة بكدِّ النخل، أي: أخذه من صاحبه مع تحمل العامل كل المصاريف والتكلفة المالية، وصاحب النخل هنا هو الثري المعروف في وقته غصن بن ناصر السالم، والكاتب هو علي العبد العزيز بن سالم، والشاهد إبراهيم بن ناصر السالم، فكل الذين ذكروا في الوثيقة هم من (السالم) ما عدا عبد الكريم العمير.
وهذه صورة الوثيقة:
ونصها بحروف الطباعة:
يعلم من يراه بان غصن الناصر بن سالم ساقي عبد الكريم العمير على مكانه حمزة والسديس وأصلهن ثلثهن والمساقاة أربع سنين أولهن دخول 1282 هـ
وآخرهن يعرف من ذا الحال شهد على ذلك إبراهيم الناصر بن سالم وشهد به علي العبد العزيز بن سالم، وأيضًا أقر عبد الكريم بان عنده في ذمته لغصن الناصر ثلاثة وخمسين ريالًا حالات، وأرهنه في ذلك عمارة مكان علي الناصر ومكان غصن وعمارة الجميع (
…
) وأربع نياق ثلاث مجاهيم وشقح وحمارة خضرا الخ.
ويلاحظ قولها مكان حمزة فربما كان ملكا لشخص اسمه حمزة وانتقل إلى ملك غصن، هذا إذا كانت قراءتنا للنص صحيحة، قوله: وأصلهن ثلثهن، الأصل هنا هو ثمرة النخل التي تعطي للمالك، ومفهومه أن الذي يقوم على النخل ثلثي الثمرة.
ومكان (علي الناصر) أي نخله الذي يملكه وعلي الناصر هو أخو غصن الناصر السالم.
وقوله: نياق ثلاث مجاهيم يعني ثلاث نياق - جمع ناقة سود، لأن المجاهيم هي السود من الإبل، وواحدة شقحا أي بيضاء بياضًا غير ناصع.
والحمارة الخضراء يراد بها التي بين السوداء والبيضاء في اللون، وإلا فإنه لا توجد حمير خضر الألون كما تكون خضرة أوراق الشجر أو خضرة الطيور.
قال الشيخ إبراهيم العبيد:
وكثيرًا ما يجري على العقيلات مخاوف ومهالك فقد سار أناس من عقيل في زمن أسفارهم إلى مصر والشام والعراق فلما أن كانوا في الصمان، وكانت إذ ذاك مهلكة ومقطعة لا ماء فيها ذهبوا لبعض حوائجهم وخلفوا أحد الرفقة وهو إبراهيم بن عمير الحجيلان في رحلهم ليحفظه وجعلوا بين يديه بريقًا من الماء لأن الصمّان مضماة في لغة العامة فمر به راكب بعير يحمل ماء كثيرًا فاعترض له إبراهيم وسأله قليلًا من الماء في إناء كان يحمله وقال له: انظر الحالتي في هذه الأرض المهلكة فرد عليه ردًّا قاسيًا وأبى أن ينعشه بشيء من
الماء، فقال: أحسن إليَّ فقد ذهب رفقتي ولا أعلم متى يرجعون فلم يعره اهتمامًا، بل ذهب وتركه فرجع إلى رحله مكسوف البال، ولما أن وصل وجد كلبًا قد خلفه واحتفر حفرة يتمرغ في الثرى من شدة العطش فعلم ما أصابه ورق لحالته وصب له من الإبريق رحمة له وثقة بالله بأنه لا يضيعه، فقدر أن غمامة ساقها الله عز وجل إلى المخيم فصبت ماءها بقدر منزلهم وجعل يغترف من الماء حتى ملا جميع ما بين يديه من الأوعية ثم نشفت الأرض.
أما عن صاحب الجمل فقد عثر جمله بعد ذهابه ورجع إلى إبراهيم يقول اشتروا الجمل فقد عثر وانكسرت بعض قوائمه، فقال إليك عني فلا رغبة لنا بالجمل وإنك معاقب بتركك رحمتي بهذه الأرض المهلكة.
فلما أيس الأعرابي من حياة الجمل تركهـ مسيبًا وذهب لعلمه أنه سيهلك ولما أن رجع الرفقة من آخر الليل وجدوا الجمل بآخر رمق فنحروه وأكلوه وفي ذلك عبرة لمن كان له قلب وأن المسلم ينبغي له مساعدة أخيه إذا احتاج إليه ونظرًا إلى أن الله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملًا (1).
ووجدت ورقة فيها ذكر عبد العزيز العلي العمير وهي ورقة مداينة بين المذكور وبين سعيد الحمد (المنفوحي).
والدين: ثمانون صاع حب أي قمح وأربعة أريل.
والشاهدان محمد بن دبكل من أهل الصباخ، وعبد العزيز السليمان القفاري، والكاتب عبد العزيز الفوزان.
ولم تؤرخ الورقة ولكن عصر سعيد الحمد المنفوحي معروف لنا ومدايناته في عام 1262 هـ تقريبا إلى سنة 1292 هـ على وجه التقريب أيضًا.
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 5، ص 210 - 211.