المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العوني في آخر أيامه في السجن: - معجم أسر بريدة - جـ ١٦

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌العمري:

- ‌رجال من العمريين

- ‌وفاة سليمان بن مبارك العمري:

- ‌وصية محمد بن سليمان بن مبارك العمري:

- ‌وصية سليمان بن محمد العمري:

- ‌الشيخ صالح بن سليمان العمري:

- ‌العمري والتعليم:

- ‌جوانب من أخلاق الشيخ صالح بن سليمان العمري:

- ‌(رحلة إلى وادي القرى)

- ‌بدء الرحلة:

- ‌وصف المروة:

- ‌الفرن:

- ‌قصر ثالث في وادي الجزل:

- ‌ المروة

- ‌القنوات الهندسية:

- ‌دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، للمنطقة وأهلها:

- ‌القصر الأثري الرابع في قرية الجديدة:

- ‌عود إلى وصف المنطقة:

- ‌ذو المروة في التاريخ:

- ‌الإمام مالك رحمه الله: مولود في ذي المروة:

- ‌وصف الموقع:

- ‌مستقبل المنطقة:

- ‌الطرق:

- ‌فرن رابع:

- ‌قصر عمودان الحجري:

- ‌وفاة الشيخ صالح العمري:

- ‌ الشيخ صالح العمري إلى رحمة الله:

- ‌رثاء الشيخ صالح العمري:

- ‌ سليمان بن عبد الله العمري

- ‌وثائق لأسرة العمري:

- ‌وقف بدل وقف:

- ‌وصية سلمى بنت محمد السليمان العمري:

- ‌عودة إلى وثائق العمري:

- ‌طهارة عرض:

- ‌العمير:

- ‌العْمَيْر:

- ‌ العمير

- ‌العْمَيري:

- ‌(العميري)

- ‌العْمَيِّر:

- ‌ العميريني

- ‌العميريني:

- ‌مبارك بن عبد العزيز بن محمد العميريني:

- ‌العْمَيْم:

- ‌ العميم

- ‌العَنْبر:

- ‌العنقري:

- ‌العِنَّه:

- ‌العَنَيْز:

- ‌العْنَيزان:

- ‌العودة:

- ‌طرائف عبد الكريم العودة المحيميد مطوع اللسيب:

- ‌أبناء مطوع اللسيب:

- ‌محمد بن مطوع اللسيب:

- ‌نكتة على أحد الوجهاء:

- ‌خط مطوع اللسيب:

- ‌العودة:

- ‌العودة:

- ‌العودة:

- ‌عودة العبد الله العودة:

- ‌عودة بن عبد الله بن عودة:

- ‌وصية عبد الله بن عودة الدِّخيل بعد الديباجة:

- ‌أنموذج لفكر الشيخ سلمان بن فهد العودة:

- ‌مسلمون وكفى

- ‌مؤلفات الشيخ سلمان العودة:

- ‌شعراء من العودة:

- ‌شاعرات من العودة:

- ‌العودة:

- ‌العودة:

- ‌العَوْدة:

- ‌العُوْس:

- ‌العَوَض:

- ‌العَوْمان:

- ‌العَوني:

- ‌والد العوني:

- ‌سيرة العوني:

- ‌كتاب المارك عن العوني:

- ‌طفولة العوني:

- ‌من بريدة إلى مكة المكرمة أو من أمير البحرين إلى أمير مكة:

- ‌من مكة إلى حائل:

- ‌العوني في الكويت:

- ‌الانقلاب على الملك عبد العزيز:

- ‌الأمان للعوني:

- ‌العوني عند آل رشيد في حائل:

- ‌عبد الله بن جلوي بين وفائه لصديقه وبين تنفيذه للأوامر:

- ‌العوني يستنجد بعبد الله بن جلوي وبابنيه:

- ‌شاعرية العوني لا ينازع فيها اثنان:

- ‌كتابة شعر العوني:

- ‌شعر العوني في المعارك والحروب:

- ‌قوله في وقعة جراب:

- ‌توبة العوني:

- ‌العوني في آخر أيامه في السجن:

- ‌شعر العوني في غير الحرب السياسة:

- ‌مقطعات للعوني:

- ‌العْوَيِّد:

- ‌أصل مجيء العويد إلى بريدة:

- ‌العْوَيِّد:

- ‌العويرضي:

- ‌العْوَيْس:

- ‌العويس:

- ‌العويسي:

- ‌العويشز:

- ‌العويشق:

- ‌العويصي:

- ‌العويصي:

- ‌العويضه:

- ‌جامع العويضة:

- ‌العْوَين:

- ‌‌‌العْيَاده:

- ‌العْيَاده:

- ‌العيَّاف:

- ‌العْيِد:

- ‌بريدة قبل سبعين سنة:

- ‌ اسماء عقيل

- ‌سليمان العيد الشاعر:

- ‌وثائق للعيد:

- ‌‌‌العيد:

- ‌العيد:

- ‌ العيد

- ‌العيدان:

- ‌المعاصرة حجاب

- ‌العِيدي:

- ‌العيدي وشراء ثمرة النخل:

- ‌وثائق متعلقة بدين العيدي:

- ‌العيسى:

- ‌وصية عيسى بن عبد الكريم العيسى:

- ‌أول من أدخل الآلة الرافعة للقصيم:

- ‌شعر لعبد الله السليمان العيسى:

- ‌وصية سليمان بن عبد الكريم العيسى:

- ‌ العيسى

- ‌نبذة عن أمراء بريدة وعهد الملك عبد العزيز آل سعود:

- ‌مسجد العيسى (1378 ه

- ‌ العيسى

- ‌‌‌العيسى:

- ‌العيسى:

- ‌العَيْش:

- ‌عيون الحْرّ:

- ‌العبيدي:

- ‌العييري:

- ‌صالح بن عبد الله بن أحمد العييري (أبو إياد):

الفصل: ‌العوني في آخر أيامه في السجن:

‌العوني في آخر أيامه في السجن:

قال الأستاذ فهد المارك:

كنت دائمًا وأبدًا شديد الحرص بأن أحصي كل شاردة وواردة مما له صلة بالشاعر العوني، وكم أجد لذة عندما أنقل أخباره ممن لهم به صلة مباشرة وتتضاعف عندي هذه اللذة عندما أثق في صحة حديث الراوي.

وذكر من ذلك حديثًا له مع الدرازي الذي سجن مع العوني في سجن واحد.

قال الدرازي:

سجنت المرة الأولى ثم خرجت وسجنت بسب الدين أيضًا شهر وست أيام.

وهل تعرف مقدار المدة التي قضاها العوني بالسجن في الرياض أولًا وفي الأحساء أخيرًا؟

نعم سجن في مصمك الرياض شهرين وسجن في دباب الأحساء اثنين وعشرين شهرًا.

هل أنشد العوني قصائد عندما كان في السجن غير قصيدتيه الاثنتين اللامية التي بعبد الله بن جلوي والميمية بابني عبد الله فهد وسعود - والقصيدة الثالثة التي كلها توبة ورجوع إلى الله؟

نعم، أنشد العوني قصائد كثيرة غير القصيدتين اللتين تشير إليهما وغير قصيدته المسماة بالتوبة.

هل تحفظ شيئًا من قصائده التي أنشدها في السجن؟

أحفظ القليل والكثير ضاع مني.

هل يمكن أن توافيني بما تحفظه من قصائده؟

ص: 342

قلت لك: إنني لا أحفظ جميع القصائد التي أنشدها عندما كان في الحبس، وإنما أحفظ أبيات من قصيدة أنشدها بعبد الله بن جلوي خلاف القصيدة اللامية المشهورة - كما أحفظ أبيات من ثلاث قصائد كل معانيها رجوع إلى الله وابتهال إليه خلاف قصيدته المعروفة بالتوبة - فخذ أولًا ما أحفظه من قصيدته بابن جلوي التي جاء منها قوله:

يا أبو فهد مالي بنجد محبين

عادون كل الناس من غير عله

من اول بالامس ربعي كثيرين

واليوم كل قال: للنار خله

من يوم شافوا غيظ زين المخلين

كل جرد سيفه على العرض سله

ما منهم اللي رجحه بالموازين

اورد عني عند شيخ لعله

يا أبو فهد يا ذخرتي لا تخلين

مهجور في دار العنا والمذله

أرجيك ترضي لي إمام السلاطين

اعز من فوق الوطا داج كله

رجواي بالله ثم بك وانت تكفين

عن كل من ورد ذراعه وشله

نجم الذخيرة يوم عافون الادنين

خزن لقيته يوم جا وقت حله

حامي أوقام بكل درب لنا زين

وبالله وعونك كل درب تحله

يا لولب القالات غش المعادين

يا سور سور الشرف انته هل له

بمهندات برقهن يبهر العين

للدم من الهامات وبل تهله

واسلم ودم بالعز والنصر والدين

لازلت حيد نلتجأ حدر ظله

وأختم صلاتي عد ما خطت السين

علي نبي فضل الله محله

عندما انتهى السيد الدرازي من تلاوته لهذه القصيدة التي نقلتها منه قلت له - وافني بالقصائد الثلاث التي ذكرت أن فيها ابتهال إلى الله - فقال لم احفظ إلا أبيات قليلة من كل قصيدة فقلت هات الذي تحفظه - فذهب وأنشدني ما يحفظه باديًا أولًا بقصيدة ينادي الشاعر بها الله تعالى فيقول:

يا حي غيرك ما بقي لي رجا حي

تقطعت عنا العرى والعنايا

ص: 343

ما غير عروتك الوثيقة بقى شي

متمسك به عن شرور البرايا

العايذ اللائد بجالك تحت في

عفوك ولطفك يا جميل العطايا

مولاي زبني مقصدي من ترى في

اليا عاد مالي بالخلايق دنايا

اليا عاد عبد مذنب والعمل سي

من ذا الذي غيرك يغفر الخطايا؟

وقد مضى الدرازي وقال هذا ما أحفظه من قصيدته التي على هذه القافية والمتضمن معانيها استنجاده بالله تعالى - أما القصيدة الثانية التي خلاف هذه القاقية وهي على هذا المنوال فهي الآتية:

بالله يا سامع نبأ صوت ذا النون

وهو في بطن الحوت والموج غاطيه

اسمع دعا عبد غريب ومسجون

في ظلمة ماله صديق يحاكيه

بين الرجا واليأس بالسجن مرهون

ما حد رحم حاله ولا احد يواسيه

تقطعت، ماله رفيق بذل عون

الا انت يا مناع الادراك تنجيه

ناس لهم ناس وناس يداعون

وانا بلا داع ولا حد نظر ليه

غير انت ياللي دبر الملك والكون

انت الرجا وانت حجا من لجا فيه

لي منهم قاموا لبعضهم ينادون

اقوم انا له وارفع الراس وادعيه

ويختم السيد الدرازي محفوظاته من قصائد رفيقه في السجن بالقصيدة التي يزعم الراوي أنها آخر قصيدة أنشدها العوني عندما كان بالسجن والأصح آخر قصيدة حفظها منه قبل مغادرته له وهي الآتية:

يالله ترى غيرك فلاني بداعي

ولا شوف حبل للسبب غير دعواك

تكللت ببيان كل المساعي

ولا شوف انا باب سوى باب رجواك

يا خير من يدعى وبدعيه داعي

يا فارج الضيقات حلال الاشراك

أفرج لعبد ما وراه امتناع

الا امتناءك ثم جودك ورجواك

عبد زبن بابك مخيف يراعي

يرجي الفلك له منك يا مدير الافلاك

ص: 344

فان كان ما انت له وديع وراعي

فهو المضيع بين ذولا وذولاك

فرد غريب طاح بين السباع

من يمنعه غيرك وهو بين الادراك

انا دخيلك يا مقيت الجياع

وانا بزبنك بين عفوك وحسناك

بعد أن انتهى الأخ الدرازي من تلاوته لما حفظه من قصائد العوني التي أنشدها وهو في السجن والتي ضاع منها الكثير أو أكثر من الكثير مات مع العوني، بعد ذلك وجهت إلى الدرازي السؤال التالي:

كيف كانت معنويته لمصاحبة العوني؟ فقال: لم ألاحظ منه أي دليل يعبر عن الضعف أو الانهيار، بل كان دائمًا يحدثني بما جرى له وعن حياته كأنه لم يكن في حالة سجن مثل السجن الذ نحن فيه، ويمضي الدرازي في حديثه عن العوني ويؤكد أنه وهو في سجنه ووضعه الذي هو فيه فإنه كان لا يترك النكتة فيما إذا جاءت المناسبة يقول الدرازي: ومن أمثال ذلك أن والدتي زارتنا في السجن، وقالت: كيف حالكم؟ فأجابها العوني قائلًا: حالنا يا أم محمد على ما تحبين حسنة وجميلة للغاية، ومن أكبر الأدلة على حسن حالنا هو أن القملة الواحدة التي هي ضمن الوف القمل لا يستطيع أحدنا أن يقتلها بيده من كبرها وسمنها وشراستها، اللهم إلا إذا أمكن قتلها برصاص البندق - ثم أضاف وهل تريدين يا أم محمد حال لنا أحسن من هذه الحال؟

ويؤكد الدرازي أن العوني خفف عنه السجن قبل موته بفترة، فأخلي سبيله بصورة محدودة، أي أنه أفسح له المجال بحيث أنه ترك يخرج من غرفته التي كان يوضع فوق ساقيه أصفاد الحديد - وسمح له أن يسير حرًّا كيف يشاء، ولكن ضمن جدران وأسوار السجن.

وإذا كان رفيقه الدرازي يؤكد أن معنوية العوني ظلت كما كانت دون أن يصاب بانهيار عصبي وإنه ظل على نكته - فإن لدي دليل آخر يؤيد رواية

ص: 345