الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ريال فضة ووضعه لديهما أمانة وبعد أيام عاد وطلب الأمانة فسلمها إليه الأخ محمد السليمان العمري كما هي برباطها داخل كيسها فأخذها وانصرف وبعد أيام عاد يطلب الأمانة، فقال له الأخ محمد أخذت أمانتك في اليوم الفلاني بكيسها ورباطها، ولكنه جحد وأنكر وقال: إنه لم يأخذ الأمانة، فأدرك الأخوان محمد وعبد الله أن الرجل محتال وأنه حينما صادقهما وأكرمهما في منزله إنما كان قصده الخداع والتضليل والتقرب إليهما من أجل خيانته وغدره التي كشف عنها بفعله السيئ حينما أنكر أنه استعاد أمانته.
وكانت الستمائة ريال في عام 1352 هـ لها شأن كبير في عالم الاقتصاد في ذلك التاريخ لقلة النقود في أيدي الناس.
اتفق الأخوان على دفع المال وقاية للعرض فجمعا ستمائة ريال لم تكن في حوزتهما كلها وسلماها إليه قائلين: خذ ما تطلب من المال وتجد جزاءك، أما نحن فسوف يعوضنا الله عن مالنا، وأخذ المال وانصرف وانقطعت صلتهما به، ولم يعد يزورهما كما كان يفعل، وقد توفي الأخ محمد السليمان العمري في مدينة الرياض عام 1391 هـ، أما الأخ عبد الله فهو حي ويقيم في الرياض منذ عام 1351 هـ حتى الآن، والله المستعان (1).
طهارة عرض:
عمر بن عبد الله العمري يسافر من بريدة ويقيم في الأحساء والجبيل للتجارة ويتنقل بينهما وبين البصرة لأغراض تجارية، وكان يلتزم لبس الزي الوطني النجدي في ذهابه للبصرة مما يشعر أنه غريب، وسافر مرة إلى البصرة كعادته، وقد دخل في سوق من أسواق حي في البصرة، فرأته امرأة وحاولت استدراجه إلى منزلها فاعتذر فألحت عليه فرفض فأمسكت بطرف عباءته وأخذت تجره فامتنع عليها وتأبى، ولما رأى تمسكها بعباءته خلع العباءة وتركها بيدها وتنحى بعيدًا عنها وصار
(1) ملامح عربية، ص 192 - 193، وقد توفي عبد الله بن سليمان العمري في عام 1427 هـ عن نحو مائة سنة.
يطلبها يرد عباءته عليه، وهي تدعوه لضيافة غير شريفة في منزلها، فلم ير بدًا من البعد عنها مرة أخرى ووقف بعيدا يرقب الشارع القريب فرأى رجلا من أهل البلد فسلم عليه وشكا إليه سوء أخلاق المرأة المتطفلة عليه دون سبق معرفة، فقال العراقي أشكها إلى مركز الشرطة، قال: لا أريد الفضيحة لها وإني أريد عباءتي فتبسم العراقي وسأله من أي بلد هو؟ قال من نجد، قال العراقي من أي بلدان نجد أنت؟ قال من بريدة، قال العراقي: أعرف بريدة لقد زرتها في طريقي إلى مكة المكرمة للحج، وأعرف أناسًا من أهلها يأتون إلى العراق للتجارة ولا بأس عليك.
وذهب العراقي ووبخ المرأة قائلا: هذا غريب وقد أبتلي بك فهاتي عباءته أعيدها له يذهب إلى شغله فخافت وردت عباءته فأخذها وقرر أن يبتعد عن حيها إذا قدم البصرة، وذهب في طريقه وهو يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا الله ونعم الوكيل (1).
وفي الختام هذه قصيدة قالها الشاعر مشوح بن عبد الله المشوح في أسرة العمري بعنوان: (يا أسرة العمري):
من أي أبواب السعادة أدخلُ؟ !
…
وبأي شعرٍ رائقٍ أتمثل؟ !
وأنا أري العمري أشرق نورهم
…
فأضاء مجلسنا بهم والمحفلُ
وسري إلينا من عبير إخاءهم
…
وورودهم عطرٌ زكيٌ مذهلُ
وهمي علينا من سحائب حبِّهم
…
ووفائهم غيثٌ كريمٌ يهطلُ
وكأنما خُلِقُوا لإسعاد الورى
…
فجميعُ من لاقيت عنهم يسألُ
أكرم بهم وبمن مشي بدروبهم
…
فدروبهم كرمٌ .. ونفسٌ تُبذلُ
وصفاء قلبٍ .. والتزامُ عقيدةٍ
…
وجهادُ نفسٍ دائبٍ لا يذبُلُ
* * * *
يا أسرة العمري حزتم حبَّنا
…
والحُبُّ يملكه الحبيبُ الأفضلُ
من أين نبدأ؟ ! والمحامد جمةٌ
…
والفضلُ فيكم راسخٌ متأصلُ
(1) ملامح عربية، ص 239 - 240.
والعلم أنتم من نشرتم نورَه
…
حتى غدا في كل بيت يدخُلُ
والخيرُ أنتم من سقيتم بذرَهُ
…
حتى تنامي غرسُهُ والسُّنبلُ
شرف القصيم بمكثكم وتسابقت
…
سُحُبُ الرياض إليكم تستقبلُ
يا سائلي عنهم وعن مدحي لهم
…
هم في المعالي فوق ما تتخيلُ
إن قلت أجمل ما أرى شعرًا فهم
…
من أجمل الشعر المدبج أجملُ
صافي النفوس كريمة أحسابهم
…
وأصيلة أنسابهم لا تُجهلُ
وذوي عطاءٍ وارفٍ متدفِّقٍ
…
يسري إلى دار الضعيف وينزلُ
ولهم من الأخلاق حظٌّ وافِرٌ
…
فالحلم فيهم دائبٌ مسترسلُ
والجودُ فيهم يستحثُّ خيوله
…
والوجه منهم باسمٌ متهللُ
لا غرو أن طابت خصال نفوسكم
…
فالأصل زاكي من فخارٍ ينهلُ
وإذا زكا أصلٌ فإن فروعَه
…
تزكو كما قال الحكيم الأولُ
أو لستمو أبناء خير مهاجرٍ
…
تخذ الإباء مطية لا تخذلُ
إذ قام بين قريش يصرخ ثائرًا:
…
سنسير بعد الظهر لا نتعجلُ
وإذا أراد فتىً فراق حبيبيه
…
فليعترض في دربنا إذ نرحلُ
هذا هو الفاروق سيفٌ عادلٌ
…
وسحابُ جودٍ للفقير يظللُ
هذا هو الفاروق ناصر ديننا
…
وحبيب قدوتنا النبي المرسلُ
هذا هو الفاروق جدكمو الذي
…
لما رآه الكفر فر يهرولُ
* * * *
يا آل سيدنا أبي حفصٍ بكم
…
خطر الزمان ووجهه يتهللُ
لو لم يكن في نجد قومٌ مثلكم
…
لرأيت نجدًا بالرعاع تزلزلُ
26/ 10/ 1426 هـ
وقصيدة أخرى للأستاذ حمد بن أحمد العسعوس، قال:
أصوغ من ضوء أفلاكي ومن دُرَرِي
…
وِسَامَ فخرٍ .. لأهديه إلى العُمَري
قومٌ .. سَمَا بهم (الفاروق) فاتخذوا
…
من عدلِه العدل .. إذْ ساروا على الأثرِ
تناسلوا، ومَشَوا في ضوء سيرتِهِ
…
مثل الكواكب .. إذ تنقاد للقمر
علمٌ على عملٍ .. يعلو به كرمٌ
…
وسيرةٌ رسختْ - من أفضل السير
قومٌ .. إذا جئْتَهُمْ .. هَشَتْ مجالسهم
…
تجري محبتُهم في القلبِ والبصر
العينُ تغبطهم في ظلِّ وَحْدَتِهمْ
…
توحَدوا كاتحاد الجيش في الخطر
إنّ القرابة .. لا معنى لها أبدًا
…
إنْ لم تكن غيمةٌ تنهلُ بالمطر
هُنَا .. تُجَدِّدُ للقربى أواصرَها
…
ونلتقي - مثلَ أغصانٍ على الشجر
هُنَا .. نصير كأشجارٍ لها ثمرٌ
…
لكنما طَعْمُهَا أحلى من الثمر
هُنَا .. يجيءُ انتماءُ الناس منهمرًا
…
فأرعدي - يا سماءَ الحب - وانهمري
وللأستاذ عبد المجيد بن محمد بن سليمان العمري قصيدة في أسرته أسرة العمري:
الحمد لله جاء الأهل والبشرُ
…
كم حقق الله ما نرجو وننتظرُ
أسمى التحايا من الأعماق نرسلها
…
أهلا وسهلا بإخوان لنا حضروا
حي الأحبة من أبناء أسرتنا
…
تجشموا مشقة الأسفار ما ضجروا
أهل القصيم أتوا قد طاب مقصدهم
…
ومن أتى دربه الصمان والحفرُ
قد غرد الطير ترحابًا لمقدمهم
…
وجاوب النخلُ والأغصانُ والشجرُ
إني أشبه لقيانا وفرحتنا
…
مثلُ الرياض إذا ما جادها المطرُ
واليوم عيد من الأعياد نحسبه
…
فهل تماثلنا في رحبنا أسرُ
إذ زان مجلسنا أهل نقدرهم
…
فليس لي أبدا في غيرهم نظرُ
فالحب يأسرنا والفرح يغمرنا
…
والشمل مجتمع والسعدُ منتشرُ
إن المحبة في الأرواح راسخة
…
مهما تباعدت الأجسامُ والصورُ
كل لسه عندنا قدر ومنزلة
…
فحبهم أبدًا في القلب مُعتمرُ
إني لأرفع رأسي اليوم مفتخرًا
…
بطيب جمعتهم والكل يفتخرُ
إني أرى السعد قد هلت بشائرُهُ
…
في محفلٍ فاح منه المنْدَل العطرُ
تعانق الأهل والأحباب فاشتعلت
…
مشاعرٌ وانتشت من فرحنا الدُرَرُ
هذا اللقاء لقد أذكى مشاعرنا
…
تكاد منه قلوب الأهل تنفطرُ
إلى أن قال:
هذا اللقاء بعون الله نُتبعه
…
وأول الغيث قطرٌ ثم ينهمر
هذا اللقاء أساس لا انقطاع له
…
فنحن بالخير والمعروف نشتهر
والوصل أفضله ما كان متصلًا
…
مثوبةٌ الوصل عند الله تدّخرُ
وليجزي الله من قاموا بحفلتنا
…
إذا الهموم بلقياكم ستندثرُ
فاليوم أصبحت مسرورًا برؤيتكم
…
وإنني بكم أزهو وأفتخرُ
حياكم الله يا أبناء أسرتنا
…
حياكم يوسف حياكمُ عُمرُ
يحلو القصيد بكم يا أسرة العُمري
…
نسل كريم وذكر طيبٌ عطرُ
هذا شعور محب مغرم بكم
…
وإن يكن قاصرًا حتمًا سأعتذرُ
وفي الختام صلاة الله دائمة
…
على النبي الذي سادت به مُضرُ
والقصيدة الثانية للشاعر عبد المجيد بن محمد بن سليمان العمري بعنوان: (وطن المجد) منها:
أَحبُ كُل بلاد الأرض لي: بلدي
…
ولم أجد وطنًا يعلو على وطني
في حبه العَذبِ قد أسَرجت قافيتي
…
ونشوة الحب لا تنفكُّ تحملني
إن التغزلَ في الأوطان منقبةٌ
…
ليس التغزل في حسني ولا حسن
محلٌ بيت إله العرش كَعبتنا
…
ودار أحمد دار العز والمننَ
خير الديار بلاد طاب مَسكنُها
…
الآي أشرق فيها سالف الزمنَ
أرضٌ مباركةٌ بالدين عامرةٌ
…
بالأمن شامخة الأكام والقنن
والله أمنها والله أطعمها
…
من سورة الجوع أو من سورة المحنَ
وفي رباها استقر الدين وانطلقت
…
بشائر الخير مثل العارض الهتنَ
أغلى البلاد هي الأولى وأكرمها
…
بالخير والعدل والإنفاق والمننَ
بالبذل رافدةٌ بالفضل ناطقةٌ
…
للخير رائدة في السر والعلنَ
لم ترضخ الدار للغربي ولا انكفات
…
في موقف اللين أو في الموقف الخشنَ
ما داس أرضي تغريب ولا وطئت
…
أقدام مستعمر يرنو إلى الرينَ
تبني صروح المعالي دون بهرجةٍ
…
قدام عزك يا داري ويا وطني
وهي طويلة ومنشورة كاملة في مجلة أسرة (العمري).