الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن مهنا الصالح
من مشاهير (المهنا) الذين لم يتولوا الحكم (عبد الله) بن الأمير مهنا، كان من كبار الأسرة كريمًا مضيافًا حتى إن بيته في الكويت كان مفتوحًا للزوار والضيوف.
وكاد يكون أمير القصيم حينما كان أهل القصيم يتفقون مع الملك عبد العزيز وهم جميعًا في الكويت على كيفية مهاجمة القصيم وقتال ابن رشيد فكانت أكثرية أصوات (المهنا) وأهل بريدة رشحت عبد الله المهنا للإمارة، ولكن تدخل بعضهم رجح أن يكون صالح الحسن هو الأمير، وقد مال الملك عبد العزيز إلى هذا فتقرر أن يكون (صالح الحسن المهنا) هو الأمير، وكان ذلك بالفعل.
وقد بقي عبد الله المهنا في الكويت، فلم يعد إلى بريدة بعد انتصار الهجوم عليها وتخليصها من حكم ابن رشيد، ربما كان ذلك لكبر سنه، وكان يدخن كثيرا لذلك مات فجأة وهو جالس في غرفة القهوة مع أصدقاء له فذكر الناس أن التتن - الدخان - هو الذي قطع قلبه.
ومنهم إبراهيم المهنا كان سخيًا مشهورًا بذلك حتى كان يسمى (بارد العيش) وذلك أنه كان فيما يقال عنه يبقى شيئًا من الطعام للأضياف لأنه كان نازلًا في الربيعية وهي ممر للمسافرين في جهة من الفلاة ليس فيها قرى عامرة من جهة الشرق والشمال ويفعل ذلك من أجل تقديم الطعام لهم سريعًا.
وفي مرة من المرات جاءته إبل من محمد بن رشيد يقال إنها ثلاث أو اثنتان فأعطى الشاعر عبد الله أبو وني منها ناقة قمراء، وسوف تأتي تتمة لذكره فيما بعد.
ومن آل مهنا عبد العزيز بن الأمير مهنا وقد أنجب مهنا الصالح ستة أبناء أكبرهم الأمير حسن وأصغرهم عبد الرحمن.
وكان عبد العزيز المهنا هذا صديقًا حميمًا للشاعر الشهير محمد بن عبد الله العوني ولما مات حزن عليه العوني وسجل ذلك في عدة قصائد من الرثاء المؤثر البليغ حتى تمنى في إحداها أنه هو الذي مات بدلًا منه، وقد مات عبد العزيز المهنا قتيلًا مثل أكثر رجال آل مهنا.
قال العوني راثيًا عبد العزيز بن مهنا الذي قتل سنة المليدا:
والله لولا جرة العظم مره
…
وفنجال بن عشر عفر ابهاره (1)
لي خذت من زين الغلاوين جره
…
اتبعتها الفنجال يطفي حراره
من واهج بالصدر ياكود حره
…
لي فار ضرب بالنواظر شراره
لا صير مثل اللي حديده يجره
…
هبيل قلب للخلايق سفاره
بلومني دحش خياله يغره
…
نوم الصفر يرِّث أبو جهه غباره
عليك يا شيخ نزا من اشمره
…
مع ايمن الصفرا يسار الزباره (2)
يا ليتني ما ذقت حلوه او مره
…
ويا ليت يومي سابق عن نهاره
ومن مراثيه في عبد العزيز:
الله عسى مزن نشا من سحابه
…
يمطر على قبر ورا الطعس من غاد
يا عنك قلبي ما سلا عن اترابه
…
بالحلم هو والعلم ناصيه روَّاد
ويقول أيضًا فيه متعزيًا في صحبة أخيه:
والله لولا واحد فاطن له
…
الزول زوله والحلايا حلا باه
لا فرفرة من غدت فاطر له
…
عليه صميله في لظى القيظ واغداه
وصاب الرمد عينه ولا أحدٍ يدله
…
والما عنه يومين: يا بعد مرماه
ومن أبناء مهنا: محمد.
ومن شخصيات المهنا: صالح بن مهنا الصالح أبا الخيل ورد ذكره في وثائق من أهمها ما ورد على طرة كتاب الجزء الأول من منتهى الإرادات في الفقه من أن (صالح بن مهنا) قد اشتراه لأخيه محمد المهنا، ووقفه وحبسه وسبَّله على من ينتفع به من المسلمين وقفه بعد الشراء الشرعي شهد على ذلك
(1) العظم كالغليون الذي يدخن به.
(2)
الشمرة: الفرس، ونزا من ظهرها: سقط منه: كناية عن موته.
محمد العبد الله الرشودي ويوسف العبد الله المزيني، وكتبه شاهدًا به صالح الدخيل آل جار الله في 1297 هـ.
وكتبت بعد ذلك عبارة تبين مكان وقف الكتاب المذكور وأنه في بلد بريدة على جامع بريدة.
وهذا نصها:
قد وقف هذا الكتاب المذكور صالح بن مهنا عن أخيه محمد بن مهنا وقفه في بلدة بريدة على جامع بريدة، وجعل الناظر عليه صالح الدخيل الجار الله شهد بذلك محمد العبد الله الرشودي، وشهد به كاتبه يوسف العبد الله المزيني حرر في 19 ربيع 1297 هـ.
ومن شخصيات المهنا: عبد الرحمن بن الأمير مهنا وهو أصغر أولاده وأخواله آل جلاجل.
كان شهمًا شجاعًا حدثني والدي قال: خرجت في سنة الطرفية غازيًا مع أهل بريدة لقتال عبد العزيز بن رشيد وذلك بطلب من والدي الذي كانت له صلة قوية مع آل مهنا فهم جيراننا، وبيت مهنا في بريدة مجاور لبيت جدي - يعني جد والدي - قال: وحدثني أهلنا أن والدي دعاه إلى بيتنا ولم يكن الناس اعتادوا صنع الشاي لذلك استعاضوا بليمون أسود يخرقونه ويغلونه في ماء فيه سكر ويشربون ماءه أما القهوة فإنها لابد منها.
قال: وأنا - كما تعلم - وحيد والدي فليس له غيري، ومع ذلك هو الذي طلب مني أن أخرج للغزو محبة في التخلص من حكم عبد العزيز بن رشيد.
قال: وعندما احتدمت المعركة وأنزل الله علينا مطرًا صارت الهزيمة علينا لأن ابن رشيد معه شمر معهم خيل، ونحن أكثرنا معنا إبل ضيعناها.
قال: ورأيت الناس يتساقطون قتلى وأيست من الحياة وإذا بشخص راكب على فرس يناديني ويقول: يا ناصر، يا ناصر، اركب، وإذا به عبد الرحمن بن الأمير مهنا، فركبت على الفرس خلفه، وخرجنا من المعركة وكان ذلك سببًا لنجاتي من القتل في المعركة.
هذا وقد قتل من آل مهنا في وقعة الطرفية هذه تسعة رجال.
وكانت وفاة عبد الرحمن بن الأمير مهنا هذا في عام 1347 هـ وما زال ابنه مهنا بن عبد الرحمن المهنا يعيش في الرياض، وقد دعاني إلى بيته فوجدته بيت أمير وكانت مائدة العشاء التي أقامها أشبه أيضًا بمائدة أمير وعمره الآن في عام 1425 هـ 81 سنة.
وهو أعلى أسرة آل مهنا نسبًا الآن بمعنى أقربها إلى المؤسس مهنا بن صالح أبا الخيل، ووالده هو أصغر أبناء مهنا الستة، لأن أولاد مهنا هم حسن وإبراهيم وعبد الله ومحمد وصالح وعبد الرحمن.
وقد مضى على وفاة مهنا الصالح بهجوم أناس من آل أبو عليان عليه وقتله عام 1292 هـ عند كتابة هذه الأحرف في عام 1436 هـ 134 سنة، وحفيده وسميه مهنا بن عبد الرحمن المهنا موجود لا يزال متمتعًا بالصحة والعافية، وقد رزق بنين وحفدة.
ومن المهنا إبراهيم بن مهنا الصالح وهو رجل كريم مضياف كان يلقب بلقب (بارد العيش) وهو لقب يدل على الكرم لأنه يقتضي أنه يقدم طعامًا كثيرًا ويشبع منه الناس، ويبقى منه ما يكفي لمن بعدهم باردًا، لوفرة الطعام.
ذكره الشاعر أبو وني بهذا اللقب (بارد العيش) فقال:
يا علي ما بك وحدة للمطاريش
…
ولا الزراعة كود الضحك تنساه
هو معجبك يا علي ضافي العكاريش
…
حظ يحوشك جملة البين تطلاه
ما شفتني كني غريب الدراويش
…
مَرٍّ أروس ومَرّ الهرش نرعاه
عينتنا لولا فعل أشقر الريش
…
واقت علينا غبر الأيام لولاه
سموه أهل عوص النضا (بارد العيش)
…
والعمر صيور المقادير تعطاه
حطوا به اسم لايق ما بعد حيش
…
لو فنيت الدنيا تجدد سماياه
لي جاه من بعد المدى مرهق الجيش
…
هو ريفهم لما تلايم حفاياه
ومنهم حصة بنت الأمير حسن المهنا:
ومن المهنا طرفة بنت الأمير حسن بن مهنا، وجدت وثيقة لطرفة بنت حسن المهنا مؤرخة في 28 جمادى الأولى سنة 1354 هـ وهي مبايعة بين وكيل طرفة المذكورة وهو عبد الله بن فوزان العلي (الفوزان)(بائع) وبين عبد العزيز الحمود المشيقح (مشتر).
والمبيع نصيب طرفة بنت الأمير حسن المهنا من ملك أبيها الذي يراد به النخل وما يتبعه الذي كان يملكه الأمير حسن المهنا، وهو في صباخ بريدة ويسمى ملك الحميدي.
والثمن ستمائة واثنا عشر ريالًا، وهو سهم من سبع عشر سهمًا على حسب سهمانهم، أي سهامهم، والمراد أنه الذي اتفق عليه الورثة، أو الذي قسم ميراث حسن المهنا بين ورثته.
وقد اشترط الوكيل البائع عبد الله الفوزان على المشتري الشيخ عبد العزيز الحمود المشيقح الوشاع الذي في الملك بقدر مشتراه وهو المشاع من الملك الذي لم يقسم واستثناه الذي كان باعه على حسن المهنا من البيع ومثله الأسبال التي في الملك لغير حسن، وهي قليلة بالنسبة إلى هذا الملك الذي يضم نخيلًا واسعة.
والشاهد هو الشيخ الجليل عبد العزيز بن إبراهيم العبادي وسليمان العبد الله بن حميد والكاتب الشيخ عبد الله الرشيد الفرج.
ومنهم طرفة بنت محمد بن إبراهيم بن الأمير مهنا الصالح وابنه الأمير حسن المهنا عمها، تزوجها تركي الأول بن الملك عبد العزيز آل سعود ورزق منها ببنت اسمها (حصة) كانت لا تزال تعيش الآن - 1426 هـ أي البنت حصة ولكنها لا تغادر السرير للمرض والكبر.
وقد اختلفت طرفة مع زوجها تركي بن الملك عبد العزيز عند موضوع تافه، هو أيهم أولى بالمشيخة أي الإمارة أو الحكم أهم المهنا؟ أم آل سعود؟ فقالت: هم المهنا، وقال هو: هم آل سعود، وكانت لا تزال شابة غير مجربة فتشاجرا وطلقها.
وبقيت مدة يتردد عليها الخطاب وتردهم ولا تقبل منهم أحدًا لأنهم لم يرضوها حتى خطبها إبراهيم بن عبد العزيز اليحي، خطبها من أخيها لأمها عبد الرحمن بن عبد الله المهنا فرفضته بحجة أنه ليس شابًا.
قيل لي: إنه بعد سنة أو تزيد قابله أخوها لأمها عبد الرحمن المهنا وقال: يا إبراهيم، أنت بالأول خطبتنا ولا تيسر، والآن نخطبك إن كان أنت موافق، فقال بسرعة: موافق.
وتزوجها فرزق منها بعبد العزيز وعبد الله وقد توفي عبد الله ولا يزال عبد العزيز حيًّا يرزق الآن - 1427 هـ.
ولطرفة هذه قصة معه تدل على نبلها وطيب فعلها، وذلك أن زوجها إبراهيم بن عبد العزيز اليحيى كان استدان من شخص شديد في معاملته، وأنا أعرف اسمه ولكنني لم أرد أن أذكره هنا ومبلغ الدين الذي عليه أربعمائة ريال.
ولما حل الدين لم يكن لدي إبراهيم اليحيى شيء فكرر عليه الرجل الطلب فلم يستطع أن يجدها، فتوعده الدائن وهو رجل معروف بقوته الجسدية بأنه إذا لم يدفع بعد يومين فإنه لن يشكيه ولكنه سوف يضربه قبل ذلك.
وقد تيقن إبراهيم اليحيى من صدق وعيده فكان مهمومًا في تلك الليلة، لم يؤاته النوم، ولاحظت طرفة المهنا زوجته ذلك فسألته فأخبرها فقالت له: لا تخاف نم مرتاح، والله سبحانه وتعالى يفرجها.
وفي الصباح استدعت امرأة يقل لها جميلة لأنها من أسرة (الجميل) المعروفة في بريدة وكانت تتجر في المصوغات الذهبية تجلبه على النساء في البيوت شيء منه لها وشيء تبيعه لغيرها بالدلالة، لغيرها من النساء.
فأعطتها مطبقة أي ما يشبه الإناء من المعدن مليئة بالمصاغ من الذهب من أنواع مختلفة وقال لها: روحي لعبد العزيز الحمود المشيقح وقولي له: تُسلم عليك طرفة المحمد المهنا وتقول: من فضلك سلفنا أربعمائة ريال محتاجينها الآن، وخذ هذا الصوغ رهانة، إلى ما نرجع لك الدراهم.
قالوا: فقال ابن مشيقح لجميلة المرأة: المهنا لهم حق علينا وأعطاها النقود فأعطتها زوجها ابن يحيى الذي أسرع يعطيها صاحب الدين.
ماتت طرفة بنت محمد بن مهنا هذه في عام 1397 هـ وكان زوجها إبراهيم العبد العزيز اليحيى قد سبقها إلى الدار الآخرة إذ مات في عام 1391 هـ.
ومن متأخري أسرة المهنا الدكتورة (مي بنت عبد الله بن فهد المهنا) حصلت على درجة الدكتوراه في تخصص علم الأحياء الخلوي والجزئيي من جامعة ساكس بالمملكة المتحدة.
ونشرت جريدة الرياض في عددها (13053) الصادر في 19 المحرم سنة 1425 هـ تهنئة لها ولأسرتها بحصولها على هذه الدرجة.
منها هذه الوثيقة التي تذكر مبايعة تمت بين فهد بن عبد الرحمن الربدي بصفته وكيلا عن أخيه عبد الرحمن المهنا وأخوَّته له من جهة الأم، وأمهما معًا لولوة الجلاجل