المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ محمد بن مقبل آل مقبل - معجم أسر بريدة - جـ ٢١

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌المفتاح:

- ‌المُفراص:

- ‌المْفَرِّج:

- ‌المْفَرِّح:

- ‌المفيز:

- ‌المِقْبل:

- ‌الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل

- ‌أشهر علماء المقبل:

- ‌الشيخ سليمان بن علي المقبل وطلبة العلم:

- ‌توليه القضاء:

- ‌أين تلك الأوقاف

- ‌الأوقاف على مساجد مدينة بريدة:

- ‌أوقاف متفرقة على الجامع الكبير بمدينة بريدة:

- ‌مواصلة الحديث عن الشيخ سلميان المقبل:

- ‌إخلاص الشيخ وورعه:

- ‌كثرة كتابات الشيخ سليمان المقبل:

- ‌الشيخ سليمان بن علي المقبل بأقلام العلماء:

- ‌الشيخ سليمان بن مقبل (1220 - 1305 ه

- ‌سليمان بن علي بن مقبل من خب المنسي في بريدة:

- ‌والد الشيخ سليمان بن علي المقبل

- ‌الشيخ محمد بن مقبل آل مقبل

- ‌محمد بن مقبل من خب المنسي في بريدة:

- ‌أنموذج من خط الشيخ محمد بن مقبل:

- ‌المقبل:

- ‌أفعال علي بن مقبل الخيرية:

- ‌قصص علي المقبل وورعه:

- ‌طالب علم يقول لزوجته أنت أفقه مني:

- ‌إطعام طلبة العلم:

- ‌الشيخ علي بن مقبل بن علي بن عبد الله آل عبيد:

- ‌النائب عبد العزيز بن عليّ المقبل

- ‌نماذج من كتابة (النائب) عبد العزيز بن عليّ المقبل:

- ‌سليمان بن عليّ المقبل (أبو حنيفة)

- ‌النائب عبد الله بن عليّ المقبل:

- ‌المِقْحم:

- ‌المقرن:

- ‌المقرن:

- ‌المقرن:

- ‌المقصورة:

- ‌المْقَيْذِل:

- ‌المقيرشه:

- ‌المقيطيب:

- ‌حق العلم:

- ‌المْكَيْرِش:

- ‌المَلَاحي:

- ‌الشيخ عيسى الملاحي يرد على منتقديه:

- ‌ الشيخ عيسى الملاحي

- ‌المَلَّاك:

- ‌وصية مزنة الملاك:

- ‌المناور:

- ‌محمد بن مناور:

- ‌المْناور:

- ‌المْنَجِّم:

- ‌وثائق لأسرة المنجم:

- ‌المِنْدِيل:

- ‌نسب عائلة المنديل من أسرة التواجرة:

- ‌المِنْسلِح:

- ‌الشيخ محمد بن صالح المنصور (المنسلح): ولد عام 1350 ه

- ‌وثائق للمنسلح:

- ‌المنصور:

- ‌الملك عبد العزيز مع شعبه في الصحراء:

- ‌ المنصور

- ‌ المنصور

- ‌ المنصور

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المَنْفُوحي:

- ‌المَنْقُوري:

- ‌المنيصير:

- ‌المنيع:

- ‌المْنَيِّع:

- ‌المنيعي:

- ‌وصية عثمان بن عبد الله المنيعي:

- ‌المنيف:

- ‌المَوَّاش:

- ‌سلطان بن محمد المواش (1300 - 1372 هـ) تقريبًا:

- ‌الإحسان وأثره في النفوس:

- ‌محمد بن سلطان المواش (1340 هـ - 1418 ه

- ‌الموالي:

- ‌الموسى:

- ‌الموسى:

- ‌المْهاوش:

- ‌المْهَرِّف:

- ‌المْهَنَّا:

- ‌قتلى المليدا من المهنا:

- ‌مهنا والعلم:

- ‌إمارة مهنا الصالح:

- ‌استقرار القصيم في وقته:

- ‌استقلال القصيم:

- ‌عود إلى الحديث عن مهنا:

- ‌مهنا الصالح موفد لأهل القصيم إلى الإمام فيصل بن تركي:

- ‌ثروة مهنا الصالح:

- ‌نماذج من بيان ثروة مهنا الصالح:

- ‌مقتل مهنا الصالح:

- ‌غزوات حسن المهنا:

- ‌تدين حسن المهنا:

- ‌حسن المهنا والكرم:

- ‌دَيْن حسن المهنا:

- ‌قصر بريدة:

- ‌ما بعد وقعة المليدا:

- ‌عودة إلى الحديث عما بعد المليدا:

- ‌وصية حسن المهنا:

- ‌صالح بن حسن المهنا

- ‌الحاكم الثالث:

- ‌القبض على صالح بن حسن المهنا:

- ‌الحاكم الرابع:

- ‌وقعت الواقعة:

- ‌دور محمد بن شريدة:

- ‌نهاية حكم آل مهنا:

- ‌عبد الله بن مهنا الصالح

- ‌وثائق للمهنا:

- ‌المهنا:

- ‌المهَوِّس:

- ‌أشخاص بارزون من (المهوِّس):

- ‌وصف تجارة المواشي بالملعونة:

- ‌وثائق للمهوس

- ‌المْهَوِّس:

- ‌المهَيْد:

- ‌المْهَيلب:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن حماد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن حماد:

- ‌ذرية عبد الله بن علي بن عبد الله بن حماد:

- ‌المهيلب:

- ‌المْهَيْني:

- ‌المَيْع:

- ‌الميموني:

الفصل: ‌الشيخ محمد بن مقبل آل مقبل

‌الشيخ محمد بن مقبل آل مقبل

ص: 86

اشتهر الشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل فوالده هو مقبل بن علي المقبل أخو الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل بزهده وورعه، ولذلك انتفع أناس كثير من أهل البكيرية بعلمه، بل إن جيلًا كاملًا من طلبة العلم فيها الذين صاروا مشايخ وقضاة تخرجوا بعد أن درسوا عليه.

وما زال كذلك حتى توفي الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها من القصيم في شهر ذي الحجة من عام 1362 هـ فطلب أهل بريدة من الملك عبد العزيز آل سعود أن يوليه عليهم قاضيًا، وكان الناس في نجد آنذاك يبحثون عن القاضي الورع النزيه الذي لا يتطرق إليه الشك فيما يتعلق بحفظ حقوق الناس، وعدم الميل مع أحد دون أحد، وذلك متوفر في الشيخ الزاهد محمد بن مقبل.

فأرسل الملك عبد العزيز برقية إلى الشيخ محمد بن مقبل يعينه فيها في قضاء بريدة خلفًا للشيخ عمر بن سليم، ولكنه كتب إلى الملك عبد العزيز إجابة على ذلك بأنه لا يصلح لقضاء القصيم، وقال للملك عبد العزيز في تلك البرقية من بين ما قاله: لقد ذكرت لك أنني لا أصلح للقضاء المذكور فإن كنتُ صادقًا فقد عوفيت منه، وإن كنت كاذبًا لم يجز لك أن تولي الكاذب.

وهنا عرف الملك عبد العزيز عدم رغبته في القضاء، فأخبر أهل بريدة وقال: إذا أردتم أن تحاولوا إقناعه بأنفسكم فهذا إليكم.

فذهب إليه كبار الجماعة من أهل بريدة على رأسهم فهد بن علي الرشودي وعبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح، ومعهم الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج خطيب الجامع ممثلًا لطلبة العلم وألحوا عليه بأن يقبل وظيفة القاضي عندهم فلم يقبل.

حدثني من حضر مجلسه معهم أن فهد بن علي الرشودي لما ألح علي الشيخ محمد بن مقبل في الرجاء أن يقبل بتولي القضاء في بريدة، وقال له:

ص: 87

اليوم القضاء متعين عليك - يا شيخ - لأن الناس محتاجين لك.

قال له: يا أخ فهد أنا في سنك، أنت لك الآن ثمانين سنة، وأنا عمري ثمانين، ولا بعد الثمانين قضاء يا أخ فهد، ما بعد الثمانين إلا التفرغ للاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى.

قال الشيخ إبراهيم العبيد في ترجمته:

ولما توفي الشيخ عمر وانتقل إلى رحمة الله اجتمع الأعيان والرؤساء وطفقوا يبحثون في مسألة قضاء بريدة ومن يكون خلفًا للشيخ ومن يصلح لذلك ومن لا يصلح حتى وقع السهم على الشيخ محمد بن مقبل قاضي البكيرية بصفته عالمًا عاقلا ذا أصل ودين وبصيرة وذا تجربة غير أنه كان كبير السن ويشق عليه تحمل أعباء المسألة، ورفعوا إلى صاحب الجلالة يطلبون تنصيبه وأنهم يرتضونه فبعث إليه مباشرة يستحثه على القدوم فاعتذر بكر السن ورقة العظم.

ثم قال الشيخ إبراهيم العبيد في حوادث سنة 1368 هـ:

وممن توفي في هذه السنة من الأعيان رجل الدين والعلم والفضل الشيخ محمد بن مقبل رحمة الله تعالى عليه وهذه ترجمته:

هو الشيخ العالم الزاهد ذو الصدق والمعرفة الرزين الألمعي محمد بن مقبل بن علي آل مقبل.

كان المترجم ابن أخي الشيخ سليمان بن علي بن مقبل قاضي بريدة منذ مائة سنة في أيام عبد العزيز بن محمد بن عليان ولد المترجم سنة 1281 هـ فيكون له من العمر سنة وفاته 88 سنة قضاها في طاعة الله وعبادته فنشأ في طلب العلم وجد واجتهد، وكان يتردد إلى قرية المريدسية المشهورة في القصيم من قرى بريدة للأخذ عن الشيخ الزاهد عبد الله بن حسين، حيث يعلم فيها

ص: 88

بصفته يدرس وتخرج عليه طلاب كثيرون، فكان الشيخ محمد يعمل في فلاحته ويأكل من كسب يده، فإذا ذري زرعه في البصر والمنسي في فصل الربيع فإنه ينحدر مسافرًا من البصر إلى المريدسية لطلب العلم، وكان يصحبه زميل له يدعى رشيد آل إبراهيم بن محيميد فيأخذان في الدراسة لدى الشيخ المذكور، فأما المترجم فإنه لا يرجع إلا إذا يبس التمر في رؤوس النخل وقت الصرام إذا حلت الشمس في برج الميزان.

وأما رشيد بن إبراهيم فإنه يرجع في آخر نهار الخميس ليؤم جماعة أهل البصر في صلاة الجمعة ثم يعود من آخر النهار.

أما مشايخ المترجم فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن سليمان العريني، وكان عالمًا من علماء القرية غير أنه خامل الذكر وأخذ عن الشيخ الزاهد الورع عبد الله بن محمد بن فدا، وذلك في حال إقامته في المريدسية أيام آل رشيد وناهيك به علمًا وعبادة وزهادة، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن حسين آل أبي الخيل، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان من زملائه صالح اللهيمي وعبد العزيز بن عودة السعوي وسليمان بن صالح السعوي، وأخذ عن المترجم خلائق كثيرون.

فمنهم الشيخ عبد العزيز بن سبيل وآل حديثي وأخذ عنه ابنه صالح بن محمد بن مقبل ودرس في البكيرية بعدما توظف في قضائها ودرس في البصر وتولى الخطابة فيها، وتخرج عليه طلاب كثير، وكان يحب عدم الشهرة ولا يحب الجاه والرئاسة.

ولما أن توفي قاضي مقاطعة القصيم الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن سليم رغب الأهالي وذو الحل والعقد في أن يكون خلفًا عنه وساروا إليه من بريدة يطلبون منه أن يجيبهم على ما رغبوا فرفض وأبى ذلك فرفعوا إلى

ص: 89

صاحب الجلالة الملك خطابًا يطلبون منه أن يتولى قضاء المقاطعة فبكى واعتذر بكر سنه ففاز بالعافية.

ولما أن ولاه ابن سعود قضاء البكيرية سنة 1347 هـ. أمر وكيل مالية بريدة أن ينفذ له ثمانمائة صاع بر وألفي وزنة تمر وألف ريال سنويًا فأبى أن يقبلها وقال لوكيل المالية ابقها في المالية حتى احتاج إليها، أما اليوم فإنني بغني عنها وأبى أن يقبلها وحج فعلم الملك عبد العزيز بقدومه فبعث إليه بكسوة وأمره أن يأتي إليه السلام، فرد الكسوة وجاء صباحًا للسلام على جلالته فقال له نفرش لك بيتا ونؤثثه فأبى واعتذر بأنه في بيت وكل ما يشتهي فهو عنده فطلب منه الملك أن يبعث إليه بناقة ليشرب لبنها فقبل غير أنه لم يتناوله بل كان يشربه أصحابه (1). انتهى.

وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام:

وُلد الشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل، القصيمي بلدًا، في قرية عشيرته (المنسي) اسم مفعول من النسيان - وهي إحدى قرى مدينة بريدة، المسماة (الخبوب)، وولادته في عام 1281 هـ، فنشأ فيها، وقرأ القرآن حتى حفظه عن ظهر قلب.

ثم شرع في طلب العلم، فقرأ على عمه العلامة الشيخ سليمان بن مقبل، كما قرأ على خاله الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل والشيخ عبد الله بن مفدى، والشيخ عبد الله بن سليمان العريني - وكان شيخه هذا عالمًا لكنه خامل الذكر - والشيخ عبد الله بن بليهد.

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ص الطبعة الثانية.

ص: 90

وكان الشيخ المترجَم يعتمد في معيشته على الله تعالى، ثم على زراعته، فكان يعمل في فلاحته، ويأكل من كسب يديه، فإذا ذرى حَبَّ زرعه في قريته (المنسي) في فصل الربيع فإنه ينحدر مسافرًا إلى (المريدسية)، القرية التي يدرِّس فيها العالم الزاهد عبد الله بن حسين أبا الخيل، وهي قرية مشهورة من قرى القصيم، وذلك لطلب العلم عنده، وكان يصحبه زميل له يدعى رشيد آل إبراهيم بن محيميد، فيأخذان في الدراسة عند الشيخ.

وأما المترجم فإنه لا يرجع إلى قريته إلَّا إذا جفَّ التمر في رؤوس النخل وقت الصرام، وقت حلول الشمس في برج الميزان.

وأما زميله رشيد فإنه يرجع في أخر نهار الخميس ليؤم جماعة قريته في صلاة الجمعة، ثم يعود من آخر النهار.

وكان المترجم لا يتناول شيئًا من أحد، حتى من بيت المال، فلا يقبل منه شيئًا، لما هو عليه من الزهد في الدنيا.

وما زال مُجدًا في الطلب حتى صار له مشاركة في العلوم الشرعية، وقد تخصَّص بالفقه الحنبلي، ومع هذا فقد أخبرني بعض تلامذته الخاصين به بأن اطلاعه في الفقه وسط.

وفي عام 1347 هـ عيَّنه الملك عبد العزيز قاضيًا في بلدة البكيرية، إحدى بلدان القصيم، فباشر القضاء، وامتنع من أخذ رزق عليه من بيت المال طيلة عمله الطويل فيه.

وكان متواضعًا سهلًا لطيفًا، لا يُعني بمظهره في المسكن واللباس والمعاش، فهو زاهد في زخارف الدنيا، بعيدًا عن مظاهرها.

وكان مع عمله في القضاء صارفًا همه في العلم مطالعة وبحثًا ومراجعة وتدريسًا للطلاب، لا يمل ولا يضجر من طول مجلسه.

ص: 91

ولما هو عليه من حسن النية، وصفاء السريرة جعل الله في عمله البركة، وفي سعيه الثمرة، فتخرَّج عليه جملة من مشاهير العلماء وكبار الفقهاء حتى صار في هذه القرية - البكيرية - من العلماء ما يفوق أمهات مدن القصيم، والذي يحضرني من كبار أصحابه هم:

- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن سبيل، من فقهاء نجد الكبار، ولي قضاء البكيرية بعد شيخه المذكور، ودرَّس في المسجد الحرام.

- أولاده: الأكبر الشيخ صالح.

- وابنه الشيخ عبد الرحمن.

- وابنه الشيخ مقبل.

- وآل حديثي.

- الشيخ عبد الرحمن بن محمد المقوشي، عالم كبير وفقيه متبحر، ولي القضاء في الرياض، وآثر اعتزال الأعمال.

- الشيخ الفقيه الزاهد محمد بن صالح الخزيم، قاضي الرس، ثم المذنب، ثم عنيزة.

- الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي، رئيس المحكمة الكبرى بأبها.

- الشيخ محمد بن صالح بن سليم، رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الغربية.

- الشيخ الفقيه عبد الله بن عبد العزيز الخضيري، قاضي محكمة عفيف سابقًا، ومدرِّس في معهد المدينة المنورة.

- الشيخ عبد الله بن محمد الخليفي، أحد أئمة المسجد الحرام.

- الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليمان الخزيم، مدير التربية الإسلامية في وزارة المعارف.

- الشيخ إبراهيم الخضيري.

- الشيخ عبد الله السديس.

ص: 92

الشيخ عبد الله بن محمد الراجحي.

- الشيخ محمد بن عبد الله بن سبيل، أحد أئمة وخطباء المسجد الحرام.

- الشيخ سليمان بن صالح الخزيم.

- الشيخ صالح بن محيميد.

- الشيخ صالح الشاوي.

- الشيخ عبد الله اليوسف الوابل.

- الشيخ عبد الرحمن الكريديس.

وغير هؤلاء كثير من تلاميذه.

قلت: وعند إعداد هذه الطبعة الثانية كان توفي أكثر هؤلاء التلاميذ، ولهم تراجم في هذا الكتاب، رحمهم الله تعالى.

ولمَّا توفي قاضي مدينة عنيزة الشيخ عبد الله بن محمد المانع عام 1360 هـ عيَّنه الملك عبد العزيز آل سعود قاضيًا فيها برغبة من إمارتها وأعيانها، فاعتذر لتقدم سنه.

ولما توفي الشيخ عمر بن سليم، قاضي مدينة بريدة، رغب أعيانها أن يكون قاضيا عندهم، وركبوا إليه ورجوا أن يحقق رغبتهم، فامتنع عن ذلك واعتذر لكبر سنه أيضًا، فرفع أعيان بريدة خطابًا إلى الملك عبد العزيز يلتمسون منه أن يؤكد عليه ذلك، فأصدر أمره عليه بذلك، فاعتذر إليه وكتب في اعتذاره هذا البيت لعوف بن ملحم الخزاعي:

إن الثمانين وبُلِّغْتُها

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

فأعفاه الملك عبد العزيز وقبل عذره.

ومما ذكر عن سيرته وحياته، أنه كان وهو صغير محط أنظار مشايخه، فكان مشايخه معجبين بفرط ذكائه ونبله، ويقولون: سيكون لهذا الفتى شأن.

ص: 93

وكان مُكبًا على المطالعة، مُحبًا لأهل الخير، ويتطلع إلى معالي الأخلاق ومحاسن الأعمال، حتى صار مثالًا فيهما مع استقامة في دينه.

وكان مع ذلك آية في الزهد والورع والعفة وعزة النفس، فإن الملك عبد العزيز رحمه الله كان قد أمر وكيل مالية بريدة أن يصرف له 800 صاع برًا وألفي وزنة تمر وألف ريال نقدًا، أسوة بقضاة القصيم، وكان قاضيًا على البكيرية، فكان يردها ولا يقبل منها شيئًا.

وقد استمر في ملازمته لمشايخه في الأصول والفروع والحديث والمصطلح والتفسير وعلوم العربية، حتى نبغ في فنون عديدة.

وكان من دعاة الخير والهدى والرشد، وعنده غيرة عظيمة متى انتهكت المحارم، وفيه نخوة، وكان وصولًا للرحم، وكانت مجالسه مجالس علم وبحث ومتعة للجليس، وعنده نكت حسان، وكان يحب إصلاح ذات البين ما أمكن، وكان يحب الإحسان إلى الخلق في كتابة وثائقهم وعقود أنكحتهم لوجه الله.

وكان شغوفًا بكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، وانتفع منهما انتفاعًا كبيرًا.

وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا إلى الله والدار الآخرة، قليل الخلطة بالناس، لا يحب المظهر والشهرة، دمث الأخلاق متواضعًا.

وكان الملك عبد العزيز إذا زار القصيم ووصل البكيرية يزوره في منزله إكرامًا له وللعلم الذي يحمله والزهد الذي زيَّنه وجمَّله.

وحدثني بعض تلامذته بأنه لا يأكل أي شيء فيه شبهة، وكان يعتمد بعد الله على غلة الزراعة، وله بستان غرس فيه نخلًا، وكان يتولاه بنفسه.

وكان إذا أخذ في التلاوة لا يتمالك نفسه من البكاء، وإذا خطب أو وعظ بكى، وأبكى من حوله.

ص: 94

وكان إمام الجامع في البكيرية وخطيبه والواعظ فيه منذ أن تولى القضاء فيه بعد عزل الشيخ حمد السليمان البليهد عنها في عام سبع وأربعين من الهجرة، وتعيَّن الشيخ محمد بن مقبل خلفًا له، وكانت القرى المجاورة للبكيرية تتبعها.

وظلَّ في قضائها وإمامة جامعها والخطابة فيه، وكذا كان قائمًا بالوعظ والتدريس إلى قبيل وفاته، ففي شعبان من عام ستين من الهجرة صدر الأمر الملكي بتعيينه قاضيًا بعنيزة، وإعفاء الشيخ عبد الله بن مانع من القضاء، وبعث الملك ساعيًا إليه برسالة، وفيها:(لقد عيَّنّاك قاضيًا في عنيزة وجعلنا مكانك عبد العزيز بن سبيل في البكيرية) فلمَّا قرأ كتاب الملك قال: الحمد لله على السلامة من ولاية قضاء البكيرية، ولا بعد الثمانين قضاء، وحاول أعيان مدينة عنيزة مع الملك تثنيته، ولكنه صمَّم على الإستعفاء.

واستمرَّ على عبادته وزهده وورعه في هذه القرية حتى توفي فيها.

ويذكر من زهده وورعه الشيء الكثير، ومن ذلك ما قاله الشيخ محمد بن سليم وهو يحدث عن المترجم، بأنه كان في طول حياته لم يتناول شيئًا مما جعل للقضاة من التمر والحب، وأن الشيخ عمر بن سليم حاول معه أن يتسلم ذلك، ويفرقه في فقراء آل مقبل، فقال له: إن فقراء آل مقبل لهم الله تعالى.

وأنه حجَّ في إحدى السنين فعلم بحجّته الملك عبد العزيز، فأرسل إليه كسوة ونفقة فردّها، وأنه لمَّا مات قال الملك عبد العزيز: مات أخر أهل الزهد والورع (1).

انتهى كلام الشيخ عبد الله البسام.

أقول: وجدت بيانًا بخط الدكتور عمر بن الشيخ محمد بن سبيل يذكر فيه المشايخ الذين أخذوا عن الشيخ محمد بن مقبل نقلًا عن عمه الشيخ القاضي

(1) علماء نجد في 8 قرون، ج 6، ص 384 - 391.

ص: 95

عبد العزيز السبيل قاضي البكيرية سابقًا وهو من أبرز تلاميذ الشيخ ابن مقبل:

- الشيخ محمد بن عبد الله السبيل الرئيس العام للحرمين الشريفين وخطيب وإمام المسجد الحرام في مكة المكرمة.

- الشيخ إبراهيم الراشد الحسيني وأخوه صالح الراشد.

- الشيخ صالح الشاوي.

- الشيخ عبد الله الخضيري.

- الشيخ إبراهيم الخضيري.

- الشيخ عبد الرحمن المقوشي.

- الشيخ عبد الله بن محمد الراجحي قاضي.

- الشيخ عبد الله السليمان السديس (شعيل) قاضي بعفيف ثم الخاصرة.

- الشيخ علي المسلم إمام الملك سعود كان يدرس بالرياض في الصيف وفي الشتاء يأتي البكيرية فيقرأ على المشايخ فيها.

- الشيخ عبد الله الضحيَّان - توفي قضاء الجموم، وهو بدوي.

- الشيخ علي المحمد الحديثي مكفوف وهو طالب علم جيد وقد حصل على شهادة الكلية وهو كبير.

- الشيخ محمد الصالح الخزيم.

- الشيخ سليمان بن صالح الخزيم.

- الشيخ محمد العبد الرحمن الخزيم، فهو طالب علم جيد، إلا أنه يميل إلى عدم الشهرة (وهو والد ناصر المحمد الخزيم) خطيب جامع البكيرية.

- الشيخ صالح بن خزيم - السقماني.

- الشيخ ناصر الخزيم - أبو الحلوش.

- الشيخ ناصر المحمد الخزيم.

- الشيخ عبد الرحمن السالم الكريديس.

ص: 96