الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقول: إنني أدركت جمهور طلبة العلم والعوام لا يذكرون
الشيخ عيسى الملاحي
وأمثاله كعبد الله ابن حماد الرسي إلَّا بالخير، والزهد والاحتساب في طلب العلم وإلى إفادة طلابه.
وحتى طلبة العلم لا يسبونه ولا يجرحونه.
ومن ذلك ما ذكره الشيخ صالح بن محمد السعوي في ترجمة الشيخ القاضي محمد بن عبد الله الحسين، قال:
وقرأ على الشيخ عبد الله بن فدا، كما درس النحو على الشيخ عيسى الملاحي، وكان ذلك في المريدسية أيضًا، حيث إن الشيخ عيسى أصله من حائل، فعين قاضيًا في الشبيكية، وقدر الله سبحانه أن يتزوج امرأة من بلدة العريمضي أحد الخبوب الغربية، فكان ينزل بعض الوقت في المريدسية القريبة منها نظرًا لوجود قراءة كثيرين فيها، فكان يدرس في جامعها صباحا حتى يشتد حر الشمس، ثم يدرس بعد الظهر في مسجد آخر (مسجد المزيد)، فكان يجلس عليه عدد كبير من الطلبة منهم الشيخ محمد الذي كان يتابعه في كلا المسجدين.
وقد ترجم الشيخ صالح بن محمد السعوي للشيخ عيسى الملاحي ترجمة خاصة به وهو يعرف عنه أكثر مما يعرف غيره لكونه من أهل المريدسية، فقال:
الشيخ عيسى الملاحي:
ومن مشاهير العلماء الذين اختاروا السكن في هذه البلدة - أي المريدسية - العالم العلامة، والعارف الفهامة المحقق الشيخ عيسى بن محمد الملاحي، وتستبشر بوجودهم على ظهرها البقاع، ويغتبط بهم أهل عصرهم بما يرتوون من حصيلتهم العلمية، ويقتبسون من أخلاقهم المرضية، وآدابهم الحسنة الوفيّة.
وهذا العالم الجليل طلب منه أن يتولى القضاء والفصل بين الناس، فقبل الطلب وتولى القضاء في أحد بلدان القصيم، ورئب الجلسات العلمية، وأخذ في
تعليم الطلاب في كثير من الفنون العلمية الدينية الشرعية من الأصول والأحكام والفروع، واستفاد من علمه وتعليمه مجموعات كبيرة من طلاب العلم.
وكان يحرص على التبليغ للعلم والتفهيم واستنباط المسائل وتعقلها، وله نشاط معلوم وملموس ومتواصل في الدعوة إلى الله، وبيان النهج الصحيح، والدين القويم، والصراط المستقيم، والوعظ والتوجيه والإرشاد والتذكير، والنصح والمناصحة لعباد الله، ودعوتهم لكل خير وخلق كريم وأدب فاضل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على أيدي السفهاء، وأطرهم على الحق أطرا، وقصرهم عليه قصرًا، وله في ذلك مقامات محمودة، ومؤازرة للمسئولين في ذلك، وشد عضد لهم، وصبر واحتساب ومصابرة في سبيل إبلاغ الحق، والحرص على لزومه والتزامه وملازمته، والسير على نهجه، ومرابطة من أجل تحقيق تلك الخصال الحميدة، والأعمال الصالحة، واللفظات السديدة، وله في ذلك همة عالية، واهتمام بأمر المسلمين، وسعي صالح لما فيه صلاح أحوال المسلمين، وإنارة قلوبهم وسداد ألسنتهم، وتقويم جوارحهم على طاعة الله وابتغاء مرضاته، وفيما يلم شعثهم ويؤلف بين قلوبهم، ويجمع كلمتهم على الهدى.
كما أنه في دعوته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا عذل عاذل.
قضى حياته ووقته عامرا بتلك الأعمال، ومقدر ومحترم بين الناس، ومحبوب ومرغوب فيه، والله سبحانه يقول:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} .
توفي رحمه الله عام 1353 هـ (1).
وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي، ولكنه عده من أهل قفار قرب مدينة حائل، قال:
(1) المريدسية: ماض وحاضر، ص 93 - 94.
هو العالم الجليل والفقيه الفرضي الشهير الشيخ عيسى بن محمد بن عبد الله ابن بركة ابن ليفان آل عيادة من تميم آل عمرو.
ولد هذا العالم في بيت علم عام 1281 هـ في قرية قفار عن حايل قبلة غربًا مسافة ساعة ونصف للماشي إلى أن قال: ثم نزح إلى القصيم، فقرأ على علماء عنيزة وبريدة، ثم إلى المريدسية قرب بريدة.
إلى أن قال: عينه الملك عبد العزيز قاضيًا على الشبيكية.
واستمر قاضيًا فيها ومرشدا وإماما وخطيبًا في جامعها نحوا من عشرين سنة كان فيها مثال العدالة والنزاهة محبوبا بينهم مستقيما في دينه وخلقه لا يفتر لسانه من الذكر والتسبيح والأوراد في الصباح والعشي، وله حزب من الليل يحافظ عليه ويكثر التنفل والتلاوة وكان له صوت حسن رخيم لا يود سامعه أن يسكت ومن أبرز من تخرج عليه واشتهر بعلومه محمد العبد الله بن حسين من قضاة بريدة وعنيزة وستأتي ترجمته وسليمان المشعلي قاضي المذنب وعمر بن يعقوب وعبد الله العودة السعوي في آخرين.
ثم قال:
وله مؤلفات منها شرحه لكتاب التوحيد مجلد ضخم وفيه فوائد نفيسة كان قطعة منه عند الشيخ سليمان العمري وجدته مع مخطوطاته في منزل ابنه، وعليه مأخذ فيه لم يسلم من علماء عصره ومن ألف فقد استهدف وله منسك ومختصر في علوم النحو وحواش من تقارير مشايخه ومما يمر عليه أثناء مطالعته نبهه صالح السالم البنيان على مآخذ في شرحه فلم يقتنع فجعل كل واحد منهما يتهجم على الآخر نثرًا ونظمًا.
وللشيخ عيسى نكت حسان فكانت مجالسه ممتعة ومحادثاته شيقة وكان نزوحه من حايل مخافة على نفسه من ابن رشيد، فقد هدده وكرر ذلك وتوعده
فما كان منه إلَّا أن ينجو بنفسه لأنه كان قويا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخاف في الله لومة لائم، وسببت هذه الجرأة عليه مشاكل، وكان عزيز النفس ذا عفة وصيانة مع قلة ذات يده، وآية في الزهد والورع والتقي، رشح مرارًا للقضاء قبل الشبيكية وبعده فرفض تورعًا منه. انتهى.
الحاصلون على شهادات جامعية فما فوق من أسرة الملاحي:
- الشيخ يوسف بن عيسى بن محمد الملاحي، بكالوريوس شريعة.
- عبد الرحمن بن يوسف بن عيسى الملاحي، دكتوراه دعوة وإعلام.
- خالد بن سليمان بن عيسى الملاحي، دكتوراه هندسة.
- بدر بن سليمان بن عيسى الملاحي، ماجستير هندسة.
- أحمد بن يوسف بن عيسى الملاحي، بكالوريوس شريعة.
- صالح بن يوسف بن عيسى الملاحي، بكالوريوس شريعة.
- عيسى بن عبد الله بن محمد بن عيسى الملاحي، بكالوريوس.
- محمد بن يوسف بن عيسى الملاحي، بكالوريوس شريعة.
- خالد بن أحمد بن سليمان بن عيسى الملاحي، بكالوريوس.
- محمد بن أحمد بن سليمان بن عيسى الملاحي، بكالوريوس.
- محمد بن أحمد بن سليمان بن عيسى الملاحي، بكالوريوس.
- مشعل بن سليمان بن يوسف بن عيسى الملاحي، كلية التقنية.
وفي النهاية نذكر معنى الملاحي في اسمهم وهو أن أحد أجدادهم حفر بئرًا في منطقة مياه آبار عذبة فظهر ماء البئر ملحا فأسماه الناس (الملاح) ثم أسموا صاحبها الملاحي.