الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان ابنه الشيخ صالح يؤم في مسجده عامة الصلوات الجهرية، ويتولى عنه قراءة الحديث قبل صلاة العشاء، والإمامة في صلاة التراويح والقيام في شهر رمضان، وهو حسن الصوت جيد القراءة، كان مسجده مقصدا لكثير من الناس في شهر رمضان، وهو من رجال التربية والتعليم حيث تولى إدارة مدرسة العباس بن عبد المطلب سنوات ثم صار مفتشا في إدارة التعليم بالقصيم حتى أحيل على التقاعد وهو الآن إمام مسجد في حي البشر، شمال بريدة.
ومنهم عليّ بن سليمان المقيطيب: تولى إمامة المسجد بعد وفاة والده سنة 1408 هـ. وبقي في إمامته حتى استقال سنة 1420 هـ لبعد مسكنه ولظروفه الصحية، فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1408 هـ - 1420 هـ).
وهو أيضًا من رجال التربية والتعليم تولى إدارة مدرسة العباس لسنوات طويلة حتى تقاعد.
حق العلم:
كان الشيخ صالح المقيطيب يجلس للطلبة في هذا المسجد يدرس القرآن الكريم واللغة العربية.
وقد توفي عليّ بن سليمان المقيطيب فرثاه الأستاذ صالح بن سليمان المقيطيب بقوله:
هذه أبيات قلتها تأبينا لفقيد أسرة المقيطيب ببريدة الأخ عليّ بن سليمان المقيطيب الذي وافته المنية بعد مرض شديد أقعده وألزمه الفراش، وكان صابرًا محتسبًا حتى توفاه الله يوم الثلاثاء 17/ 3/ 1426 هـ (1):
لقد نلت في الدنيا ثناء من الوري
…
فأكرم بشخص يحمد الناس ذكراه
فقدناك يا شيخ المقيطيب بعدما
…
تواريت في الحد مخوف رأيناه
(1) جريدة الجزيرة، عدد 11922 في 11/ 4/ 1426? هـ، 20 مايو 2005 م.
لقد كنت ذا عقل يزينك في الدنا
…
لأخلاقك المثلي ثناء سمعناه
عزفت عن الدنيا إلى الله مقبلًا
…
إذا قدم الإنسان خيرًا فعقباه
أينسى فقيد طار في الناس ذكره
…
سيبقى مع الأحياء والقبر غطاه
لقد كان محبوبًا وللشمل جامعًا
…
عرفنا له فضلًا لذا الناس تنعاه
فقدنا أبًا شيخًا وقورًا نحبه
…
فأكرم بشيخ يُعجب الناس مرآه
بكينا عليًّا والقلوب حزينة
…
وهل يرجع المحبوب إذ ما بكيناه
فيا رب عبد من عبيدك قادم
…
كضيف فأحسن عندك اليوم مثواه
وثبته بالقول السديد فإنه
…
ضعيف إذا ما لم يثبته مولاه
وأصلح له ذرية حان نفعها
…
لترعي له ذكرًا مجيدًا ألفناه
علينا له حق سيبقى مكانه
…
وننشر تاريخًا له قد فهمناه
لقد صان عن قول رديء لسانه
…
ولا أبصرت ما حرم الله عيناه
عفيف نقي العرض ما مر ريبة
…
ولم تستمع يومًا إلى السوء أذناه
ولا سار في درب دنيء يشينه
…
وما اعتاد أن تسعى على الشر رجلاه
سلوا عنه جيرانًا فهل طاب جيرة؟
…
يقولوا لنعم الجار إنا وجدناه
وقد زاحم الأشياخ يطلب علمهم
…
فكان له حظ من العلم أعلاه
على وجهه نور العبادة ساطع
…
يمثل علما ناله عند ممشاه
وصلى إمامًا أعجب الناس فعله
…
فعد من الأفذاذ والفعل زكاه
حريص على المأموم والرفق دأبه
…
إذا ما ناي شخص عن الصف أدناه
وظل إمام الحي يحمد سيرة
…
إذا ما بدا فالكل بالود حياه
سخي إذا أعطى ففيه جزالة
…
وذو الخير عند الله يجزى بحسناه
خدوم إذا الإخوان هموا برحلة
…
يرى خدمة الإخوان رفعًا لمعناه
وفي خدمة التعليم أمضى شبابه
…
وقد زانه التعليم فضلًا عرفناه
قدير على الأعمال قد نال شهرة
…
مهيب ترى كل التلاميذ تخشاه
وقد غادر التعليم والكل شاكر
…
وذا الشكر مطلوب لذا قد تحراه
شكور على النعماء يرجو مزيدها
…
صبور على الضراء للأجر يجزاه
لقد واجه الأمراض بالصبر والرضا
…
فلم يشك ما يؤذيه إذ ما مررناه
ومن شدة الأوجاع قد ضاع فكره
…
وهذا لأهل الصبر خير علمناه
بدا فضله يوم الجنازة أقبلت
…
حشود من الأخبار بالروح تفداه
زحام على حمل الفقيد لقبره
…
وتنزيله في القبر والكل واراه
فبوركت من لحد تضم رفاته
…
نزيلك ذو فضل وفي العلم منشاه
فيا رب إن القبر للضيف موحش
…
فآنسه بالغفران في القبر، رباه
وأبدله دارًا في جوارك ربنا
…
تكن داره دومًا وتنسيه مرباه
وعوضه أهلًا في الجنان بأهله
…
ووسع له قبرًا به قد دفناه
ونوره وافرش قبره منك تكرمًا
…
وحقق له ما كان حيًّا تمناه
ووفر له ما كان يرجوك إنه
…
عفيف عن الدنيا وللخير مسعاه
وبيض له وجهًا وخفف حسابه
…
وناوله يا ربي كتابًا بيمناه
فما ضاق عفو الله يومًا بتائب
…
ولا خاب من يدعو كريمًا وينصاه
لقد كنت غفارًا لمن جاء نادمًا
…
وعاد إلى المولى وبالليل ناجاه
فكم مذنب خاض المهالك كلها
…
فحقق بالغفران ما قد ترجاه
وضاعف لنا أجرًا ووفر نصيبنا
…
وبارك لنا في كل أمر سلكناه
ختاما لهذا القول صلوا وسلموا
…
على خير مبعوث وربي تولاه
قال الأستاذ عبد الله بن سليمان المرزوق:
ولد الأستاذ صالح المقيطيب في مدينة بريدة عام ثمانية وأربعين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية، وقد حصل على الشهادة الابتدائية من المدرسة الفيصلية ببريدة الملك فيصل حاليًا) بالانتساب، وذلك في عام 1376 هـ، ثم درس دراسة ليلية في معهد المعلمين الابتدائي ببريدة، وتخرج منه عام 1379 هـ ثم انتسب إلى كلية اللغة العربية في الرياض، وأنهى دراسته الجامعية عام 1386/ 1387 هـ.
وإضافة إلى دراسته النظامية، فقد درس على كل من الشيخ عليّ السالم، والشيخ صالح السكيتي، والشيخ صالح الخريصي، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، رحمهم الله جميعًا.
ابتدأ الأستاذ صالح حياته العملية عام 1374 هـ حين عين مدرسًا في مدرسة البصر الابتدائية، ثم عمل مدرسًا ومديرا بمدرسة خب روضان عام 1378 هـ وفي عام 1380 هـ عين قائما بعمل المدرسة الزراعية ببريدة، وفي عام 1383 هـ عين مديرًا لمدرسة الشماس الابتدائية ببريدة (مدرسة العباس حاليًا)، واستمر فيها حتى تم ترشيحه للتوجيه (الإشراف) التربوي.
وقد ابتدأ عمله موجهًا (مشرفًا) تربويًا في شعبة (وحدة) اللغة العربية في إدارة تعليم القصيم (الإدارة العامة حاليًا) في 2/ 1 / 1390 هـ، واستمر كذلك حتى تقاعده في 1/ 7 / 1408 هـ.
زاول أبو محمد الإمامة منذ عام 1384 هـ في مسجد المنصور ببريدة بالتعاون مع والده رحمه الله الذي كان الإمام الرسمي في المسجد المذكور، ثم تعين إمامًا رسميًا بمسجد المقيطيب ببريدة منذ عام 1409 هـ حتى الآن (1). انتهى.
ومنهم زميلنا الأستاذ محمد بن عبد الرحمن المقيطيب كان مدير إدارة التعاون الدولي في وزارة المالية، وهي إدارة كان يتولاها قبله ابني خالد العبودي.
وكان محمد المقيطيب يحضر معنا في لجان عديدة ممثلا لوزارة المالية ومنها اللجنة التحضيرية للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، واستمر كذلك سنوات، فكان سديد الرأي، رغم كونه يمثل وزارة المالية التي لا تسرع، بل تمانع في العادة في اعتماد المساعدات للجمعيات والمشروعات الإسلامية، وقد رفع أخيرًا إلى وظيفة مدير عام المصروفات في وزارة المالية في المرتبة الرابعة عشر التي هي رتبة وكيل وزارة مساعد - 1424 هـ.
(1) رجال من الميدان التربوي، ص - 114.