الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البلد فوجدوا فيه رجلًا من الركب فأمسكوه وربطوه في المال الذي أخذه لهم أصحابه فقام بعض أهل البلد يريدون إطلاقه وقد كثر الكلام فسار أحد عيال محمد البواردي إلى شقراء وجاء بعدة رجال منها ليسيروا بالرجل المذكور إلى شقراء، إلى أن يأتي المال الذي أخذه لهم أصحابه، فمنعهم أهل البلد من المسير به، وحصل بين أهل شقراء، وبين أهل وثيثية وقعة في وسط البلد (1).
أقول: في خضم هذه الفتن والشدائد بل المصائب التي حلت في نجد وبخاصة في منطقة نفوذ الأمير عبد الله بن الإمام فيصل بن تركي كان القصيم تحت حكم مهنا بن صالح أبا الخيل مستقلًّا، وكان مزدهرًا آمنًا يتطور في أكثر مناحي الحياة وبخاصة الحياة العمرانية والزراعية.
عود إلى الحديث عن مهنا:
مهنا الصالح موفد لأهل القصيم إلى الإمام فيصل بن تركي:
قال ابن بشر في حوادث عام 1265 هـ:
ثم إن الإمام أعزه الله تعالى أرسل إلى رؤساء أهل القصيم يدعوهم إلي الطاعة وذكر لهم أنه لا يستقيم دين إلا بجماعة، ولا يكون إلا بالسمع والطاعة، وقال: أنتم نبذتم أمرنا وخرجتم عن طاعتنا، وأن الحرب نار وقودها الرجال، وأنه يعز عليّ أن يقتل رجل واحد من المسلمين، فلا تكونوا سببًا في إهراق دمائكم، وادخلوا فيما دخلتم فيه أنتم وآبائكم، فأرسلوا إليه رجلًا من رؤساء أهل بريدة يقال له مهنا بن صالح، فلما جاء إلى فيصل ذكر له أنه إنما جاء لطلب الصلح، فلم يزل يتودد إليه ويذكر له الأمر الذي عمدوه عليه، فكتب لهم إنهم يدفعون الزكاة ويركبون معه غزاة ويدخلون في الجماعة والسمع والطاعة.
فرجع إليهم الرسول بذلك وتحقق عند الإمام قبولهم بما بلَّغهم به رسولهم،
(1) عقد الدرر، ص 58 - 61.
وأنهم قبلوا منه النصح الذي دعاهم إليه وأطاعوا للصلح واتفقوا عليه (1).
وأقول: هذا قبل أن يتولى مهنا الصالح الإمارة، وهو يدل على مكانته وقوة شخصيته.
والتعليق على التعليق:
علق محقق تاريخ ابن بشر (الطبعة الرابعة) على ذكر مهنا بن صالح أبا الخيل، فقال:
مهنا الصالح هذا عينه الإمام فيصل فيما بعد أميرًا لبريدة عام 1280 هـ وبعد وفاة الإمام فيصل عزله الإمام عبد الله بن فيصل عن إمارة بريدة، ولما كان في سنة 1293 هـ ثار مهنا الصالح المذكور على آل عليان أمراء بريدة القديمين واغتصب منهم الإمارة وأجلاهم إلى بلدة عنيزة، وتولى إمارة بريدة، ولكنه لم يلبث أن قتل في السنة نفسها حيث رجع بعض من أجلاهم من آل أبي عليان إلى بريدة خفية، ورصدوا لمهنا في مكان يمر به في طريقه إلى المسجد الجامع لصلاة الجمعة، فلما مر يريد مسجد الجامع قتلوه، ولكن أنصار مهنا وابنه حسن قتلوا هؤلاء القتلى وتولى إمارة بريدة حسن المهنا الصالح خلفًا من أبيه المقتول، وبعد حسن تولاها ابنه صالح الحسن وهكذا حتى تبدي طالع اليمن على هذه الجزيرة بإعادة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ملك آبائه وأجداده فلم شعث العرب بتوحيد الجزيرة العربية وربط أجزائها فنعمت في ظل ملكهـ بنعمة الأمن والرخاء والطمأنينة والاستقرار رحمه الله وغفر له.
وهذا تخليط في الوقائع أهم ما فيه أن مهنا الصالح استمر على إمارة القصيم منذ أن ولاه الإمام فيصل الإمارة عام 1280 هـ حتى قتله جماعة من آل أبو عليان في عام 1292 هـ ولم ينفصل عن الإمارة وبالتالي لم يقم علي
(1) عنوان المجد، ج 2، ص 258 - 259 (الطبعة الرابعة).