الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نورده في قصة الأخيرة والشيء الثاني هو أننا نروي بعض القصص من مصدرين تذكر العبارتين فتكون القصة موضحة جلية حين توافق النصوص.
وبعد قتل الرؤساء والشجعان من أهل القصيم حلت الهزيمة على أهل القصيم وعربانهم الذي ساقوهم معهم بإبلهم وغنمهم فأصيب بهذه الوقعة أهل القصيم بكارثة عظيمة بأموالهم ورجالهم لا تنسي مدا الدهر نسأل الله أن لا يعيد على المسلمين مكروهًا بعد هذا، وكل ما حصل من النكبات هي تابعة لهوى شخصين فقط: زامل وحسن، ولن نوجه على رئيس ولا مرؤوس بل نقابل الواقع بالرضا والتسليم والرضا عند نزول القضا ونسأل الله أن يغفر لميتهم ويسامح عنهم ويخلف على ذويهم ما رزئوا به.
وكانت وقعة المليدا في 13 جماد آخر سنة 1308 هـ (1).
انتهى.
غزوات حسن المهنا:
جميع حكام نجد الذين لهم طموح في توسيع منطقة نفوذهم أولهم قدرة على غزو الأخرين وأخذ ما معهم يقومون بغزوات متعددة حتى يكون لهم نفوذ ثم يواصلون الغزو والحروب حتى يضمنوا بقاء ذلك النفوذ، وحسن المهنا يعتمد على قوة بشرية كبيرة في القصيم الذي لم يكن يماثله في نجد في كثرة السكان، وفيما ينتجه من الأقوات كالتمر والحبوب لم يشذ عن ذلك.
فكان حسن المهنا يغزو بنفسه كل سنة ثم تصادق مع محمد بن عبد الله بن رشيد أمير حائل وما حولها على أن يغزوا معا فكان أهل القصيم يغزون مع أهل حائل وقد تجاوز غزوهم منطقة القصيم إلى أماكن بعيدة.
(1) النجم اللامع للعبيد، ص 37 - 38.
ومن ذلك عروي وهي ماء في عالية نجد.
وكان والدي يحدثني عن أبيه جدي عبد الرحمن العبودي أنه كان دائم الغزو مع حسن المهنا، وكان موعد الغزو فيما يسمونه الموسم وهو ذهاب الحر واقتراب الشتاء، والعودة من الغزو في فصل الربيع.
ولذلك تكون الحاجة إلى الماء اللازم للغزو ولإبلهم وما قد يكسبونه من المواشي من الأعداء قليلة، وذلك في فصل الشتاء لبرودة الجو وفي فصل الربيع الذي كان يسمى بفصل الصيف عند العرب القدماء حيث تأكل الإبل والمواشي من العشب الأخضر فتقل حاجتها إلى شرب الماء وإن كانت تحتاج إليه.
وليس الذهاب إلى الغزو اختياريًا بل يعتبره بعض الناس واجبًا وطنيًا لأنه يرفع من شأن البلاد، ويعلن للناس قوتها وقوة مقاتليها، وبعض المتعطلين يذهبون إلى الغزو طمعًا فيما قد يحصلون عليه من غنيمة ولو كانت قليلة عن طريق الانتهاب.
جاء في خزانة التواريخ ما يلي:
وفي هذه السنة وقعة عروى بين الأمير محمد العبد الله بن رشيد، ومعه حسن آل مهنا الصالح، أمير بريدة، وبين عتيبة ومعهم محمد بن سعود بن فيصل، وصارت الهزيمة على عتيبة (1).
وقال ابن عيسى:
(ثم دخلت سنة ثلاثمائة وألف)، وفيها الوقعة المشهورة بين عتيبة ومعهم محمد بن سعود بن فيصل وبين محمد العبد الله بن رشيد ومعه حسن آل مهنا أمير بلد بريدة على عروى الماء المعروف، صارت الهزيمة على عتيبة.
(1) خزانة التواريخ النجدية، ج 9، ص 138.