الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد توفي الشيخ محمد بن مقبل في عام 1368 هـ وصليت عليه صلاة الغائب في معظم جوامع المملكة إن لم يكن كلها، وكنت بين الذين صلوا عليه صلاة الغائب.
وأذكر أنه عندما صلي عليه في جامع بريدة صلاة الغائب حزن عليه أكثر الناس، وبعضهم بكوا ترحمًا عليه، ومحبة له رحمه الله.
أنموذج من خط الشيخ محمد بن مقبل:
وكانت ولادته في عام 1281 هـ في خب المنسي قرب البصر، وقد رثاه الشيخ عبد الرحمن بن محمد الجطيلي الذي سبق ذكره في حرف الجيم، في قصيدة قدم لها بقوله:
الحمد لله الذي خلق من شاء وفهمه لحكمته وأهلك من شاء بعدله وقدرته، كتب القضاء على آدم قبل وجود ذريته وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له له ما أخذ وما أبقى، واشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام الأنبياء، وقائد العلماء صلي الله عليه وعلى آله وأصحابه بدور الهدى ونور الدجي، والعلماء ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم لينتفع به، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} لاسيما الربانيون الورعون، وإذا ذكرنا موت المصطفى صلى الله عليه وسلم شكرنا الله على محكم القدر والقضاء وبعد:
فهذه مرثية في الشيخ الفاضل الورع الزاهد محمد بن مقبل قاضِي البكيرية، صاحب خب المنسي القصيمي العارف بربه تبارك وتعالى، فإنه لما كان لم يرثه أحد من أعيان طلاب العلم قلت هذه الأبيات وأنا في السابعة عشر من عمري تسلية لمن طلب مني ذلك، وكنت لست من أهل هذه الصناعة، ولكني أستمد من الله الإعانة ومنها:
على الشيخ بحر العلم نبكي جميعنا
…
بما قد دهانا من عزيز وحاكم
علي فقده تبكيه نجد وإنها
…
لفي شدة مما دها من عظائم
فإن قيل من للعلم؟ قيل هو الذي
…
تسامي له من بين عرب وعاجم
أصولًا وفقهًا عالم وهو عارف
…
بتقرير دين الله بين العوالم
هو العالم النحرير شمسٌ لقومه
…
إذا أظلم الليل البهيم لقادم
لقد كان أمس بيننا في مقامه
…
وأصبح مأسورًا بأيدي الصوارم
علي فقده نبكي الدموع بحرقةٍ
…
ويهطل دمع من عيون سواجم
فلما رأيت الناس كلا جميعهم
…
يحلونه بين السهى والنعائم
فقلت لهم بالله ماذا الذي أتى
…
عن السيد المعصوم أفضل آدمي
مصيبته تكفي لكم عن مصيبة
…
وتدمل جرح البين عن كل عالم
ولكن سلوا الله العظيم بفضله
…
سحائب رحماء على كل عالم
برحمته نرجوله من مزيده
…
فإنه هو المرجو لأهل المكارم
ويا أيها الإخوان شعري وليته
…
بماذا يلاقي من عزيز وحاكم
ويوليه فضلًا واسعًا من مزيده
…
بجنات فردوس علون لقادم
ويبقي لنا بدر العلوم وشمسها
…
هو الشيخ حبر العلم سامي المعالم
وبحر سما مجدًا وعزًا ومفخرًا
…
على سائر الأقران للكل حازم
وأعني به نجل الحميد وفخرهم
…
سلالة أمجاد كرام أكارم
ويبقي لنا ظل الهداة وعزهم
…
هو الملك السامي على كل حاكم
ومحي لدين الله إذ ظل ضائعًا
…
فأحياه من بعد اندراس المعالم
فلا زال محروسًا ولا زال طالعًا
…
ولا زال منصورًا على كل ظالم
وأختم قولي بالصلاة على النبي
…
نبي كريم من سلالة هاشم
وخلف الشيخ ابن مقبل أربعة أبناء من زوجته بنت عمه الشيخ سليمان بن علي بن مقبل، وهم: صالح، وعبد الرحمن، ومقبل، وسليمان.
أما صالح فهو من طلبة العلم المدركين، وصار إمام وخطيب جامع (البصر) فرحم الله المترجم، وبارك في عقبه.
توفي صالح بن الشيخ الزاهد ابن مقبل في البكيرية وهو من طلبة أبيه في سنة 1416 هـ.
وأما ابنه عبد الرحمن فقال فيه الشيخ صالح بن محمد السعوي:
عبد الرحمن بن الشيخ محمد المقبل رحمهما الله تعالى، قام بوظيفة الأذان في هذا المسجد بالمريدسية بعد وفاة القائم بالآذان قبله، وتواصل قيامه به حتى وافاه الأجل ومات في كبر سن رحمه الله تعالى، وكانت وفاته في عام 1404 هـ.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد المقبل، تولى وظيفة الأذان بهذا المسجد بعد سلفه، ولا يزال يقوم به، ويحافظ عليه لحين كتابة هذه المعلومات (1).
ووجدت في كتابة لأحد أسرة (المقبل) ذكر فيها اسم شيخ متقدم من أسرة المقبل وهو عبد الله بن علي المقبل وقال:
ولد سنة 1120 هـ في مدينة الهلالية وتولى القضاء مدة عشرين عامًا في منطقة القصيم، ونص كلامه:
"الشيخ العلامة عبد الله بن علي بن مقبل ولد سنة 1120 في مدينة الهلالية وقد تولى القضاء لمدة عشرين عامًا في منطقة القصيم، ويعتبر هذا الشيخ منشئ مزرعة (المطاوعية) الموجودة بالهلالية التي حتى الآن تعرف بهذا الاسم، والمرقبية التي إلى الآن تحمل نفس الاسم.
ومن شخصيات المقبل حمد بن إبراهيم المقبل الذي باع على عمر بن سليم نخلة شقراء في قصر عبد الكريم آل حماد بيع خيار، وذلك في وثيقة مؤرخة في 8 من شهر ذي القعدة من عام 1259 هـ بخط سليمان بن سيف.
والشاهد فيها هو نصار بن محمد والظاهر أنه من النصار الذين هم من آل أبي عليان لأن المبيع في الصباخ وهم أهله إذ فيه لهم أملاك، ونخيل واسعة.
أما قصر عبد الكريم الحماد فهو في جانب من حائط نخل ومزرعة له مزدهرة ومشهورة تعرف بالعروس دخل جزء منها الآن في الجنوب الشرقي من السوق المركزي في بريدة.
وعبد الكريم الحماد هو من (آل حماد) المتفرعين من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة، وتقدم ذكرهم في حرف الحاء.
(1) المريدسية ماضٍ وحاضر، ص 235.
ووجدت وثيقة مبايعة بين عبد الله آل عثمان بن مقبل (بائع) وبين عبد الكريم الجاسر (مشتر).
والمبيع قليب بالمتينيات تسمى الحفنة، والمتينيات معروفة في القديم بأنها مزارع جيدة للقمح، وهي منسوبة للمتيني من بني عليان، وقد حددت القليب المذكورة والمراد أرضها الزراعية لأن القليب التي تباع مثل هذا البيع تتبعها
أرض زراعية مهمة بأنها يحدها من شرق أرض العيدي، والعيدي هو الشاعر الشهير محمد بن عبد الله العيدي، وحمود الحسن من آل أبو عليان.
والثمن أربعون ريالًا.
والشهود مبارك السالم من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة وابن البائع وهو محمد بن عبد الله آل عثمان بن مقبل وعلي العبد الكريم الجاسر.
والكاتب محمد بن عبد العزيز بن مفدا وهو والد الشيخ الزاهد الكبير عبد الله بن محمد بن فدا الذي نقلنا عشرات من الوثائق التي بخطه في هذا الكتاب، ويلاحظ الاختلاف باسم الأسرة فهو في كتابة الوالد محمد بن عبد العزيز (المفدا) وفي كتابة الابن (الفدا) وقد قدمت في حرف الباء أيضًا إيضاحًا لذلك.
والتاريخ طلوع شهر ذي الحجة أي خروجه وانتهاؤه في عام 1263 هـ.
وردت وثيقة مداينة فيها ثلاث وثائق قصيرة تتعلق بعبدالله العلي المقبل واستدانته من عبد الله بن علي السالم من أسرة السالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة، وهي بخط محمد بن سليمان الغصن من الغصن الجرباوي، وليس من
الغصن السالم، وتاريخها في عام 1331 هـ.
ومن متأخري المقبل هؤلاء الشيخ حمد بن ناصر المقبل إمام وخطيب الخبراء وهو خطيب رياض الخبراء.
ذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري وأثنى عليه.