المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقيطيب: بإسكان الميم في أوله فقاف مفتوحة فياء ساكنة فطاء مكسورة - معجم أسر بريدة - جـ ٢١

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌المفتاح:

- ‌المُفراص:

- ‌المْفَرِّج:

- ‌المْفَرِّح:

- ‌المفيز:

- ‌المِقْبل:

- ‌الشيخ القاضي سليمان بن علي المقبل

- ‌أشهر علماء المقبل:

- ‌الشيخ سليمان بن علي المقبل وطلبة العلم:

- ‌توليه القضاء:

- ‌أين تلك الأوقاف

- ‌الأوقاف على مساجد مدينة بريدة:

- ‌أوقاف متفرقة على الجامع الكبير بمدينة بريدة:

- ‌مواصلة الحديث عن الشيخ سلميان المقبل:

- ‌إخلاص الشيخ وورعه:

- ‌كثرة كتابات الشيخ سليمان المقبل:

- ‌الشيخ سليمان بن علي المقبل بأقلام العلماء:

- ‌الشيخ سليمان بن مقبل (1220 - 1305 ه

- ‌سليمان بن علي بن مقبل من خب المنسي في بريدة:

- ‌والد الشيخ سليمان بن علي المقبل

- ‌الشيخ محمد بن مقبل آل مقبل

- ‌محمد بن مقبل من خب المنسي في بريدة:

- ‌أنموذج من خط الشيخ محمد بن مقبل:

- ‌المقبل:

- ‌أفعال علي بن مقبل الخيرية:

- ‌قصص علي المقبل وورعه:

- ‌طالب علم يقول لزوجته أنت أفقه مني:

- ‌إطعام طلبة العلم:

- ‌الشيخ علي بن مقبل بن علي بن عبد الله آل عبيد:

- ‌النائب عبد العزيز بن عليّ المقبل

- ‌نماذج من كتابة (النائب) عبد العزيز بن عليّ المقبل:

- ‌سليمان بن عليّ المقبل (أبو حنيفة)

- ‌النائب عبد الله بن عليّ المقبل:

- ‌المِقْحم:

- ‌المقرن:

- ‌المقرن:

- ‌المقرن:

- ‌المقصورة:

- ‌المْقَيْذِل:

- ‌المقيرشه:

- ‌المقيطيب:

- ‌حق العلم:

- ‌المْكَيْرِش:

- ‌المَلَاحي:

- ‌الشيخ عيسى الملاحي يرد على منتقديه:

- ‌ الشيخ عيسى الملاحي

- ‌المَلَّاك:

- ‌وصية مزنة الملاك:

- ‌المناور:

- ‌محمد بن مناور:

- ‌المْناور:

- ‌المْنَجِّم:

- ‌وثائق لأسرة المنجم:

- ‌المِنْدِيل:

- ‌نسب عائلة المنديل من أسرة التواجرة:

- ‌المِنْسلِح:

- ‌الشيخ محمد بن صالح المنصور (المنسلح): ولد عام 1350 ه

- ‌وثائق للمنسلح:

- ‌المنصور:

- ‌الملك عبد العزيز مع شعبه في الصحراء:

- ‌ المنصور

- ‌ المنصور

- ‌ المنصور

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المنصور:

- ‌المَنْفُوحي:

- ‌المَنْقُوري:

- ‌المنيصير:

- ‌المنيع:

- ‌المْنَيِّع:

- ‌المنيعي:

- ‌وصية عثمان بن عبد الله المنيعي:

- ‌المنيف:

- ‌المَوَّاش:

- ‌سلطان بن محمد المواش (1300 - 1372 هـ) تقريبًا:

- ‌الإحسان وأثره في النفوس:

- ‌محمد بن سلطان المواش (1340 هـ - 1418 ه

- ‌الموالي:

- ‌الموسى:

- ‌الموسى:

- ‌المْهاوش:

- ‌المْهَرِّف:

- ‌المْهَنَّا:

- ‌قتلى المليدا من المهنا:

- ‌مهنا والعلم:

- ‌إمارة مهنا الصالح:

- ‌استقرار القصيم في وقته:

- ‌استقلال القصيم:

- ‌عود إلى الحديث عن مهنا:

- ‌مهنا الصالح موفد لأهل القصيم إلى الإمام فيصل بن تركي:

- ‌ثروة مهنا الصالح:

- ‌نماذج من بيان ثروة مهنا الصالح:

- ‌مقتل مهنا الصالح:

- ‌غزوات حسن المهنا:

- ‌تدين حسن المهنا:

- ‌حسن المهنا والكرم:

- ‌دَيْن حسن المهنا:

- ‌قصر بريدة:

- ‌ما بعد وقعة المليدا:

- ‌عودة إلى الحديث عما بعد المليدا:

- ‌وصية حسن المهنا:

- ‌صالح بن حسن المهنا

- ‌الحاكم الثالث:

- ‌القبض على صالح بن حسن المهنا:

- ‌الحاكم الرابع:

- ‌وقعت الواقعة:

- ‌دور محمد بن شريدة:

- ‌نهاية حكم آل مهنا:

- ‌عبد الله بن مهنا الصالح

- ‌وثائق للمهنا:

- ‌المهنا:

- ‌المهَوِّس:

- ‌أشخاص بارزون من (المهوِّس):

- ‌وصف تجارة المواشي بالملعونة:

- ‌وثائق للمهوس

- ‌المْهَوِّس:

- ‌المهَيْد:

- ‌المْهَيلب:

- ‌عبد العزيز بن عبد الله بن حماد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن حماد:

- ‌ذرية عبد الله بن علي بن عبد الله بن حماد:

- ‌المهيلب:

- ‌المْهَيْني:

- ‌المَيْع:

- ‌الميموني:

الفصل: ‌ ‌المقيطيب: بإسكان الميم في أوله فقاف مفتوحة فياء ساكنة فطاء مكسورة

‌المقيطيب:

بإسكان الميم في أوله فقاف مفتوحة فياء ساكنة فطاء مكسورة فياء أخرى ساكنة وآخره باء.

على لفظ تصغير المقطب أو المقطب، ولا أعرف أصل الاسم المكبر منه.

أسرة من أهل بريدة جاءوا إليها في الأصل من أشيقر واستقروا في المريدسية والغاف أول الأمر، ثم نزلوا إلى بريدة.

أول من جاء منهم إلى بريدة هو عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن مقيطيب، في آخر القرن الثالث عشر، وكان عمره آنذاك 22 سنة، وقد رزق بابنين أحدهما توفي دون أن يكون له عقب، والثاني واسمه محمد خَلَّف تسعة أبناء وست بنات.

فكل الذين في بريدة من المقيطيب والذين جاءوا من (المقيطيب) من بريدة إلى الرياض أو غيرها هم من عقب محمد هذا.

وقد عرفت محمدًا هذا رجلًا طويلًا، أسمر اللون قليلًا نحيفا ومعه عدد كبير من الأولاد الذكور وكانوا جاءوا من المريدسية أو الغاف إلى بريدة وظلوا فترة في بريدة من دون أن تتحسن أحوالهم المالية.

وقد عمر محمد هذا حتى توفي في ذي الحجة عام 1363 هـ -.

حدثني ابنه منصور بن محمد المقيطيب أنهم أحصوا الذكور من ذريته من أبناء وبنين وحفدة في عام 1400 هـ. فبلغوا 84 رجلًا.

منهم (سليمان بن محمد المقيطيب) عينه قاضي بريدة مع النواب، وبقي في هذه الوظيفة زمنًا طويلًا.

ص: 152

وابنه صالح بن سليمان المقيطيب شاعر له قصائد عديدة، بل كثيرة.

ولد عام 1348 هـ في مدينة بريدة.

ذكر ترجمة حياته بقوله:

درست في المدرسة الابتدائية عام 1356 هـ. ولما نجحت من الصف الثالث تركت الدراسة ودرست في الكتاتيب مدة قليلة واشتغلت مع الوالد في الأعمال الحرة، ولم يكن الناس يهتمون بالدراسة بل التوجه للأعمال الحرة الموجودة في ذلك الوقت، ولما فتحت المدرسة الليلية ببريدة عام 1374 هـ التحقت بها ونجحت من الصف الرابع، وكان المعتمد في بريدة صالح العمري وكان مواطنًا صادقًا حاول جاهدًا العمل على توسيع المدارس في المدينة والقرية فبحث عن مدرسين فلم يجد العدد الكافي من حملة الشهادة الابتدائية، إذ لم يكن ثم من يحمل الشهادة المتوسطة أحد.

وتقدمت لطلب التدريس فوقع عليّ الاختيار وعينت مدرسًا بمدرسة البصر عام 1371 هـ ومن ذلك الوقت واصلت الدراسة منتسبًا حتى تخرجت من الجامعة قسم اللغة العربية عام 1386 - 1387 هـ وأنا على رأس العمل.

واصلت دراستي على المشايخ فجلست على الشيخ عليّ السالم والشيخ صالح الخريصي والشيخ صالح السكيتي ودرست على شيخي عبد الله بن حميد ثمان سنوات متواصلة.

عملت مدرسًا ثم مديرًا ثم موجهًا للغة العربية من عام 1390 هـ حتى نهاية 1408 هـ.

ولي جلسات التدريس النحو في المسجد منذ كنت على رأس العمل إليَّ تاريخ كتابة هذه الأسطر ودرَّست الأجرومية وقطر الندى وألفية ابن مالك.

ص: 153

وعملت إمامًا منذ عام 1384 هـ إلى الآن وأسال الله أن يديم الرغبة في العمل الصالح.

أما الشعر: أنا لم أحاول أن أقول شعرًا إلَّا بعد تركي للعمل ولم أكن شاعرا وما قلته محاولة والله الموفق.

وبمناسبة تكريم رواد التعليم الذين أنهوا خدماتهم وتركوا خلفهم ذكرًا حسنًا وبما أني من رجال التعليم ومن تلامذة أولئك الرجال وقد خدمت في التعليم طويلًا وتمت إحالتي التقاعد بعد إكمال المدة النظامية وبهذه المناسبة الكريمة أحببت المشاركة بهذه الأبيات المتواضعة أبديت فيها شعوري نحو التعليم الذي أمضيت فيه زهرة العمر وإليكم الأبيات:

أيا ليلة التكريم حيي لقاءنا

فهذا لقاء للجميع محبب

وحيي أميرًا للقصيم مبجلًا

سلالة أبطال على الخير دربوا

سلالة صقر لم شملا ممزقًا

وحقق أمنا بالشريعة يعجب

ألا إنه عبد العزيز فرحمة

من الله تزجى للمليك وتوهب

وحيي رجالًا قدموا خير خدمة

بها يرفع الإنسان رأسًا وينسب

ألا يا رجال العلم أهلًا ومرحبًا

فأنتم ضياء الأرض شمس وكوكب

وأنتم رعاة للشباب هداتها

وأنتم دواء للجهالة يذهب

ألا فانشروا التعليم تلقوا كرامة

وأجرًا على مر الزمان سيحسب

فأنتم بفضل العلم كنتم أعزة

فلن يرفع الإنسان جاهُ ومنسب

وفي خدمة التعليم فخر لأهله

لهم فضل نشر العلم والأجر مكسب

مضى العمر في التعليم إلَّا أقله

وهذا لعمر الله فضل ومطلب

أحن إلى التعليم بعد فراقه

أحن لماضينا دوامًا وأندب

تذكرت وقتًا كنت في الفصل واقفًا

إلى الخير للطلاب أسعى وأدأب

فلم أبك بنيانًا ولم أبك منصبًا

ولكنما أبكي رجالًا تغيبوا

ص: 154

ألا إن للتعليم في القلب نكهة

وكل لما يهوى يميل ويطرب

إذا ما سمعت الدارسين رأيتني

لأنغامهم ينجر قلبي ويُجذبُ

متى مر للتعليم ركب سألتهم

ألا هل لمشتاق إلى الفصل مركب

أجابوا ألا فاركب فإن قلوبنا

إلى خادم التعليم ترنو وترغب

ألا يا رجال العلم أهلًا ومرحبًا

فأنتم ضياء الأرض شمس وكوكب

بنيتم عقول النشء بالعلم والتقى

فأضحت بها الأمثال بالعلم تضرب

فمنهم طبيب ماهر في مجاله

ومنهم خطيب مصقع حين يخطب

لهم في مجال الشعر باع طويلة

وأشعارهم نظم من الدر يثقب

وفي الجو طيار يصول بهمة

عن الدين ذواد وللخصم يعطب

فسل عنهم حرب الخليج وفعلهم

أذاقوا جنود البغي ذلًا وأرعبوا

بتخطيط شجعان وفهد يقودهم

أبو فيصل فهد الفهود وأطيب

له حنكة الآباء قبلًا وخبرة

تحطم تخطيط البغاة مجرب

وقلم أظفار الذئاب فأذعنت

وصارت مع الأغنام ترعى وتسرب

كذا الأسد لا تغشى الذئاب عرينها

وفهد كبير الأسد من ذا سيقرب

ستبقى بلاد الفهد مأوي ومأمنًا

فلا العرض مهنوكًا ولا المال يسلب

بفضل من المولى علينا ومنَّة

فتحكيم شرع الله للأمن يجلب

له قلب خير للمسالم لينٌ

وقلب حديد للعدو وأصلب

فبالنفس والأولاد أفدي مليكنا

ينام الوري والفهد للأمن يرقب

أيا موطني فافخر بفهد وحكمه

سيبقى له التاريخ يثنى ويكتب

فدم سالمًا يا فهد تسمو بهمة

تذود الردى والخير للشعب تطلب

ألا يا ولي العهد أنت لفهدنا

أمين ورود للمهمات تندب

عزيز على كل القلوب محبب

نشأت على خير وللخير تنسب

فأنتم فروع يعرف الناس أصلهم

ففيكم صفات الحر والحر يجذب

وأفعالكم لا تعدم الدهر عزكم

تدل على حسن النوايا وتعجب

كذا النائب الثاني وفي بعهده

جواد ومن رام المباراة يتعب

ص: 155

قريب إلى قلب الفقير ببذله

وإخفاء إفضال الأمير سيصعب

وسلطان ذو رأي سديد

ممحص

إذا قال رأيًا للصواب يواكب

وعودًا إلى التعليم أذكر فضله

به يرتقي الإنسان دومًا يحبب

إذا العمر في التعليم ولي فإنه

سيبقيه فضل العلم حبًّا يقرب

وما خدمة الأجيال إلَّا فريضة

بها يوزن الإنسان والخير

توجب فكن حامدا لله دومًا وشاكرًا

على خدمة طالت بها الأجر يحسب

فكن مخلصًا إذ ما توليت منصبًا

وحاذر فإن الناس تثني وتشجب

وأحسن صنيعًا تجز بالخير مثله

فعما قريب للمحالين تصحب

فكم لابس بعد الإحالة عزة

وكم لابس ثوب الندامة يسحب

قد كنت بالأمس القريب معلمًا

وكرمت والأمثال بالند تضرب

هذه أبيات متواضعة قلتها محاكيًا بها صديقًا حميمًا هو صالح بن محمد اللهيب قدم شكره وثناءه لأحد مدرسيه أبياتا تطيب قراءتها لحسن ألفاظها وجودة عرضها غير أني ألمس فيها مبالغة في الثناء وهذه صفات الطالب الوفي يرى في أستاذه ما لا يراه غيره فجزاه الله خيرًا:

تلقيت من شهم كريم رسالة

بها من عبير الزهر كمّ ومقدار

منابن اللهيب الفاضل الفذ صالح

له عند أهل الخير ذكر وأخبار

قرأنا له نظمًا كان أريجه أريج

الخزامى قد أثارته أمطار

نسيم الصبا يزجي من الشيخ عطره

وتحذيك من أفواهها الطيب أزهار

وأتحفتنا شعرًا كثيرًا ثناؤه

ففي النفس من تلك الثناءات آثار

فكشرا لكم طبتم حديثًا فمرحبًا

نحييكم نثرًا وحيتك أشعار

رضعتم لبان الخير عشتم أعزة

لكم وزنكم قد قاله الصحب والجار

وهل يدرك المعروف إلَّا أصوله

لأهل الوفا عند المحبين أذكار

تنورت فيك العزم وكنت ناشئًا

فلم يثتكم عن مطلب العز مشوار

ص: 156

سموتم باخلاق تليق بمثلكم

علوتم به والله للعبد يختار

وقدمتمو برًا قطفتم ثماره

فأبناؤكم بروا كذا الرزق مدرار

فعش سالمًا وأشكر لمسديك فضله

ألا إنما الشكران للخير جرار

وقال أيضًا:

هذه أبيات قلتها بمناسبة رحلة قمنا بها في عطلة الربيع في شهر شوال من عام 1417 هـ ومررنا بالدهناء وما جاورها من الأماكن الجميلة:

أيا ليلة طابت وطاب نسيمها

بأرض من الدهناء والليل مقمر

نسينا بها الأولاد من أنس أرضها

وأشجارها الغناء والغصن مثمر

كساها آله الخلق نبتا وأصبحت

لها بعد بل الطل مرأى ومنظر

وقد زقزق الأطيار في الروض فرحة

وقد لاعب الأزهار والزهر منور

وطابت نفوس الصحب إذ كان جوها

لطيفًا به سحب تمر فتمطر

فيزداد مرأى الروض في النفس بهجة

تزيل عن القلب الهموم فيسفر

تحيط بنا خيرات أرض تبسمت

أزاهير نبت بالسرور تبشر

وطير سمان شنف الأذن صوته

به متعة للصيد تغري وتجبر

نسيم الصبا قد حرك النور فازدها

إذا ما به مر النسيم يُعطر

وجمر تلظى بعد نار تصرمت

به نصطلي والشكر لله نكثر

على جنبه من طيب البن دلة

وقد صاغها شهم وللصحب يحضر

ومرت بنا أيام أنس وأديرت

ولا زال كل القوم للأنس يذكر

والنقل صالون من الجيب جيدٌ

إذا اشتد مشوار على الجور يصبر

تساوي لديه السهل والوعر إن جرى

على متنه حر على السير يجبر

يبدد أدعاص الرمال بعزمه

ومن قوة في السير للرمل ينثر

ويطوي مديد الأرض مهما تباعدت

يمر على الأشجار كالريح يصفر

إذا ما أراد الصيد يغدو مبكرًا

لوديان أرض بالبعينة تغمر

ص: 157

له بين أشجار الطلاح تداخل

يشق دقيق الرمل عزمًا ويمخر

فيغشى بها القمري قبل تيقظ

فيستيقظ القمري بالرمي يزجر

إذا رأي فرخا يطير رأيته

له تحت ظل الطير سير يساير

فيرمي بوزن يمطر الجو إثره

طيورًا لها في الأرض مرأى ومنظر

فعاشت يمين يشبع الصحب صيدها

وعاشت عيون للقمري تسبر

ونظم هذه القصيدة لمناسبة زفاف ابن عمه عبد العزيز بن إبراهيم المقيطب على كريمة ابن عمه الآخر محمد بن منصور المقيطب ترحيبا بالضيوف القادمين من الأحساء وهم أبناء عمه إبراهيم رحمه الله وذلك في 21/ 3/ 1421 هـ:

أيا ليلة الأفراح بالضيف رحبي

فقد جاءت الأحساء والضيف والجار

وقولي لهم أهلا قدمتم فمرحبًا

لكم منزل ماحله قبلُ زَوَّار

ومدي لهم باقات زهر تفتحت

بها من عبير الحب كمٍّ ومقدار

أيا حفلنا حيوا العريس وأهله

فأهلا بهم أهلا تحييهم الدار

ألا فارفعوا الترحاب أهلًا ضيوفنا

ألا إنكم للحفل نَوْرَّ وأنوار

وأهلًا بكم آل المقيطب أهلنا

بكم فخرنا والفخرَ بالأهل نختار

وأهلا بكم أبناء شيخ نعزه

هو الجد إبراهيم والفرع أخيار

لقد تم جمع الشمل بعد شتاته

فما أجمل الأقراب جمعًا وقد صاروا

إذا مر للأحساء ذكر أعاد لي

زمان الصبا يا ليت ذاكم سيندار

وعشنا مع الأهلين والسعدُ فوقنا

ولكنما اللذات كالطيف مرار

وأني لي النسيان أحياء عشتها

صغيرًا لها في النفس ذكر وأخبار

وما عشقنا أرضًا ولكن أهلها

كرام ذوو فضل وللحب أسرار

ومرت بنا وسط النعاثل فترة

وفي الكوت ثم القرب والوقت دوار

عيون على واحاتها النخل باسق

ومن كل أنواع الفواكه أشجار

وعين بها تدعي بعين أم سبعة

وعين الخدود الأم نبع وأنهار

ص: 158

بحيرية فيها مياه غزيرةٌ

كذا عين نجم ماؤها العذب فوار

بلاد بها الخيرات إذ كان غيرها

بضيق وفي الأرزاق شح وإعسار

وفاقت بذاك الوقت ما كان حولها

بخيرات خلق الله في الأرض إيسار

من الله للزوجين نرجو مودة

بها يسعدان العمر والخير مدرار

قال الأستاذ صالح بن سليمان المقيطيب:

بمناسبة مرور مائة عام على فتح الرياض على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه واستعادة ملك آبائه وأجداده وما حصل بعد ذلك من أمن ورخاء قلت هذه الأبيات الآتية مساهمة مني لذكرى مرور مائة عام وبما أن أهالي بريدة قد أعجبوا بالملك عبد العزيز دينًا وعقلا وحنكة وما زالوا يعطرون مجالسهم بأخباره المثيرة للعجب في عبقريته وبعد نظره وفراسته التي لا تكاد تخطي وقد وقفوا معه في كثير من مواقفه البطولية وكثيرًا ما يذكرهم في مجالسه ذكرت شيئًا عنهم ضمن هذه الأبيات إجمالًا:

بريدة يا أم القصيم وموطني

لقد طبت ذكرًا بالرجال الأفاضل

كما ظبت أرضا كنت للخير مصدرًا

وأهلوك قد نالوا رفيع المنازل

وأنجبت أفذاذًا من الناس كثرة

بهم كنت نجمًا ساطعًا غير آفل

متى يسكن الأخيار أرضا فإنها

ستعلو بهم رغم الحسود وخاذل

وهل تسكن الحكام إلَّا بأرضهم

هواها نقي بين قوم أصائل

يُكُنُّون للحكام أعلى مودة

ومنهاجهم نهج الجدود الأوائل

ورثنا ولاء للسعود مُؤصلًا

سنبقيه حيًّا ثابتًا غير زائل

ونوصي به الأبناء في كل لحظة

ليجنوا به كل الرضا والوصائل

وملك له تسعون عامًا وعشرة

ومرت بخير ماله من مماثل

حري بأن يعطي الولاء محبة

وأن يمنح الإخلاص من كل عاقل

فكم ناصروا عبد العزيز بفعلهم

فأثنى عليهم في جميع المحافل

به أعجبوا دينًا وعقلًا وحنكة

فجادوا له يوم الوغى والغوائل

سلوا عنهم التاريخ تلقوا فعالهم

تدل على أصل تليد وحافل

ص: 159

سما ذكرهم في الدين والصدق والوفا

وأفعالهم تغنيك عن كل قائل

وقد طوفوا الدنيا طلابًا لرزقهم

وقد أتعبوا بالسير نجب الرواحل

إذا فارفعوا ذكر العقيلات عاليًا

فقد بينوا للناس حسن التعامل

على دينهم مهما تناءت ديارهم

تواصوا بضبط النفس عن كل خامل

فأضحت لهم سيما الرجال علامة

بأخبارهم تعتز بين القبائل

ففيهم على الأسفار عزم وقوة

فلم يثنهم بعد ولا خوف صائل

وممشاهمُ خلف الركاب تنقلًا

على بلقع ما بين حاف وناعل

هداة إذا ما الليل أرخى ظلامه

لهم من نجوم الليل خير الدلائل

وقد عطر التاريخ حسنُ فعالهم

فهم عدة الأوطان عن كل عائل

إذا قيل أولاد عليٍّ تجمعوا

على الحق دومًا لا لجور وباطل

إذا ما دعوا يومًا إلى البذل أسرعوا

ولسنا نرى فيهم غنيًّا بباخل

لذا كلفوا التاريخ يحكي فِعالهم

فأكرم بشخص في الحياة مناضل

ولما حبا الله البلاد برزقها

وألقوا عصا الأسفار بين العوائل

وقرت عيون بعد طول عنائها

لأسفارهم زوجاتهم كالأرامل

وقال هذه أبيات قلتها عزاء للأسرة المالكة أعزها الله ولشعبها الوفي ولأسرة آل باز وللأمة الإسلامية بوفاة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وتأبينا الفقيد قدس الله روحه وجعله في الرفيق الأعلى:

عزائي إلى آل السعود وشعبهم

بشيخ له في القلب قدر وإعظام

عزاءٌ لكم يا آل باز بشيخنا

فأحزاننا جُلَّي وفي القلب آلام

حمدنا إله الخلق فيما أصابنا

إلهًا له في الخلق عدل وأحكام

فكم يرزا الإسلام في موت عالم

ولله في المخلوق نقض وإبرام

فقدناك يا حبر العلوم وبحرها

لقد نِلت علمًا قصرت عنه أفهام

بكيناك يا عبد العزيز بأدمع

ويبكيك طلاب وتبكيك حكام

ويبكيك محراب ويبكيك منصب

وتبكيك أوطان وتبكيك أقوام

ص: 160

فقدنا أبا برًا كريمًا عطاؤه

له فضله بالبذل تبكيه أيتام

رحلتم عن الدنيا وما زال ذكركم

سيبقى وإن مرت عصور وأعوام

وفارقت دنيانا وبالله جبرنا

فكم فارق الدنيا من الناس أعلام

تحملت أمراضًا قليلًا شفاؤها

وحانت وفاة الشيخ والشيخ بسَّام

ولما بدا للناس جُثمانُ شيخهم

رأي الكل أن الحمل للشيخ إلزام

وساروا به وسط الزحام تدافُعا

وطال انتظار الوضع والناس قد قاموا

وصلوا على بدر التمام وودعوا

فقيدًا له في الخير دور وإسهام

أيا شيخنا واروك في القبر وانثنوا

وفي القلب أهات على الشيخ ما داموا

فنم يا فقيد الصدق والزهد آمنًا

ففي الصدق منجاة وللروع كمَّام

أيا قبرُ رحِّب بالنزيل لفضله

عن القيل صوام وللخير قوام

لنا في رحيل الشيخ خير نصيحة

نعت شيخنا للموت عرب وأعجام

سلام على روح الفقيد ورحمة

من الله للمفقود في القبر إكرام

لقد كنت ذا علم وحلم ورأفة

كما كنت قواما إذا الناس قد ناموا

وأمضيت كل العمر للدين خادمًا

ولا زلت حتى ما انتهت منك أيام

فلم تعشق الدنيا ولكن عشقكم

جهاد به يعتز دين وإسلام

ولم يثنكم عن خدمة الدين منصب

لكم في سبيل الله جهد وإتمام

غيور إذا ما الدين نيسل جنابُه

فما خافكم عن دعوة الحق لوَّام

لكم دعوة للحق في كل محفل

لديكم لما تدعون علم وإلمام

وطهرت سمعًا عن كلام بغائب

فلم تستمع ما قال واشٍ ونمام

وأعرضت عن دنيا الغرور ترفعًا

ترى أنما الدنيا غرور وأحلام

فذاك الوري بالنفس لما تبلغوا

رحيلًا له في النفس تقل وأوهام

فكم شبهة في الدين بينت حكمها

لكم في بيان الحق عزم وإقدام

تصدرت الفتيا وأنت خبيرها

ومن كثرة للرد قد كلَّ أقلام

بدا النقص في الأخيار والله حسبنا

وربي بما يخفى على الناس علام

ثمانون عمر الشيخ تُتلى بتسعة

مضت بين كتب العلم والشيخ فهَّام

فأضحى بفضل الله علامة الوري

له في علوم الشرع باع وإلمام

ص: 161

فكن يا كتاب الله في القبر مؤنسًا

فشيخي لما يتلو من الآي مفهام

وكن يا قيام الليل للشيخ واقيًا

بيوم به تحفي من الناس أقدام

صلاتي وتسليمي على خير مرسل

كتعداد من حجوا وتعداد من صاموا

هذه أبيات قلتها بمناسبة الرحلة المقامة يوم الأربعاء 26/ 7/ 1418 هـ والتي قام بتكلفتها الأستاذ عليّ المشوح المدرس بمدرسة العباس ببريدة وذلك بمناسبة قدوم المولود الأول (منصور بن عليّ المشوح):

أيا رب قد أعطيتنا خير مطلب

ألا إنه غيث عميم وشامل

فكم منة تسدى على الخلق جهرة

وتعطي جزيلا فوق ما العبد سائل

وقد خاب من يدعو سواك لنيله

فهذا لعمر الله جهل وباطل

ونعماؤك الجلسي علينا وفيرة

وسترك ضاف والشكور قلائل

ألا إنما المحروم من ظل هائمًا

ولم يشكر النعماء والقلب غافل

فيا رب سخرت السماء فأمطرت

وتقصيرنا يزداد والخير نازل

فيا رب غيثا للقلوب فإنها

لكالأرض تحييها المزون الهواطل

ألا فاشكروا من كان للخير مانحًا

لتبقى لكم نعماؤه والوصائل

تخفف من الأوزار بالبذل والندى

ولا ترحلن بالذم فالعمر زائل

ولما توالى الغيث تاقت نفوسنا

إلى البر لما جاد بالمال باذل

فشكرًا لمن لبى وقوم رحلة

وسدد خطا من المهمات حامل

وأكثر إله الخلق من مثل صحبنا

فما حال من دون الإجابة حائل

ورغب بنا من يطلب الخير عمره

فكل إلى حسن الثناء يحاول

ولابد للرحلات شخص يديرها

له خبرة في البر شهم وعاقل

وقد حددوا بعد الدوام مسيرهم

وأكل الغدا في الشبك ثم نواصل

ولما انتهت أعمال كل توجهوا

أقلتهمُ بعد الدوام القوافل

وبعد الندا ساروا وتم وصولهم

قبيل غروب الشمس والظل طائل

إذا ما همُ حطوا الرحال توزعوا

وكل إلى جزء من العفش شائل

ص: 162

وعما قليل قد أقاموا خيامهم

وبعض من الإخوان للنار شاعل

ودارت أحاديث الطريق وإنها

أحاديث سفر لا يكذب قائل

وظلوا بأطراف الأحاديث بينهم

أحاديثهم صدق ومنها هوازل

ومالت رؤوس القوم للنوم بعدما

أطالوا لذيذ القول والليل سادل

ويسعى لتقديم العشاء موفق

ألا إن أكفاء الرجال قلائل

وبساتوا بخير شاكرين لربهم

على نعمة أسدى له الحمد كامل

ولما بدا فجر النهار تيقظوا

وأدوا صلاة الفجر والصبح ماثل

يلبون من يدعو إلى الخير أقبلوا

ألا إن شخصًا لا يلبي لعاطل

وأدوا صلاة الصبح ثم تيمموا

مكانًا به ما طاب للنفس حاصل

وشخص من الإخوان قدم خدمة

أباريقه ملاى وللكاس غاسل

وبيض من البغداد بالبن هُيئت

إذا ذاقه النعسان فالنوم آفل

ضحوك إذا الصحب جاوا بنكتة

وإن يمزحوا يمزح بمزح يماثل

وسل عن فريق الاحتطاب فإنهم

ليوث على جزل الجذوع صوائل

ولما رأت تلك الجذوع فؤوسهم

تواصت بضبط النفس فالفرد راحل

وقد أظهرت تلك الجذوع صلابة

وقد أرغمتها للخضوع المعاول

بأيدي رجال يسبق القول فعلهم

وفأس إذا ما مر بالجذع قاتل

ودارت رحى حرب ضروس نتاجها

جذوع على ساح القتال جنادل

وعادوا وألقوا بالغنائم كلها

لتقسيمها فيهم إذا القسم عادل

وقالت رجال تعرف القسم جيدًا

ألا إن وضع الكل في النار فاصل

سلامي لمن للصحب قدَّم خدمة

حميد أنكم شهم شجاع وباسل

ترى الكبش مجترًا بلوك طعامه

وبعد هنيهات إذا السدم سائل

وقد كان مرتاحًا ويأكل هادئًا

ولما يذق طعما لما هو أكل فهل

ألا فارفعوا صوتًا وحيوا صنيعه

يفعل المعروف إلَّا أفاضل

ألا إن عبد الله في القلب ساكن

وعندي له قدر وللمدح قابل

وسعد خطًّا من كان للطبخ متقنًا

له طبخة ما زاولتها الأوائل

متى ما بدا ريح الطعام لنضجه

إذا الرأس من كل إلى القدر مائل

ص: 163

وما فيهم جوع ولا من جشاعةٍ

ولكنما طبخ الدغيريِّ هائل

خبير إذا ما كان للحم شاويًا

تجد أن طعم اللحم بالشوي كامل

أحمراء لون الخد هذي نصيحتي

فلا يلمسنَّ ثوبيك وحش وفاشل

ولا تجعلي خديك مرآة وجهه

ولا يغربن ميناء بحرك سافل

ولا تقبلي إلَّا كمثل رفاقنا

ففيهم لمن ترجو الفلاح بدائل

زواج من الأخيار يدني لفرحة

وينسيك وحشا للمعاصي يزاول

ألا جربي من بين صحبي صغيرهم

ألا إنه الجربوع فذ وصامل

تقولي جزاك خيرًا هديتني

فلا حبذا زوج أكول وخامل

ومرت بنا أيام أنس وودعت

ألا ليت أيام السرور تطاول

ألا ودعوا هذا المكان وسلموا

وصلوا على من أيدته الدلائل

قال الدكتور عبد الله بن محمد الرميان:

مسجد المقيطيب: يقع غرب شارع الحبيب وجنوب شارع التغيرة، بني المسجد سنة 1384 هـ على نفقة محمد المنصور.

يسمى مسجد المقيطيب نسبة لإمامه منذ تأسيسه حتى سنة 1408 هـ وهو سليمان المقيطيب رحمه الله، ويسمى كذلك مسجد المنصور نسبة لمن قام ببنائه.

وسليمان بن محمد المقيطيب: تولى إمامة هذا المسجد منذ تأسيسه سنة 1384 هـ حتى توفي رحمه الله سنة 1408 هـ فتكون إمامته في الفترة (1384 هـ - 1408 هـ).

ولد رحمه الله في بريدة سنة 1324 هـ تقريبًا وتعلم القراءة والكتابة على الشيخ تركي الشاوي ثم أخذ العلم عن المشايخ عمر بن سليم، وعبد العزيز العبادي، ومحمد المطوع وغيرهم، تعين عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحساء، ثم انتقل إلى هيئات القصيم توفي رحمه الله في شهر ذي القعدة سنة 1408 هـ.

ص: 164