الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي كل يوم بعد الغداء تعقد جلسة علمية في منزله، فيقرأ بعض الطلبة ويبحثون في موضوع القراءة ثم يتفرقون.
ولقد كان رحمه الله أقوى شخصية في طلبة العلم ببريدة، فقد كان له هيبة ووقار واحترام في نفوس الخاص والعام من العلماء والأمراء والوجهاء والأعيان والخاص والعام، وذلك لاستقامته وإنصافه، وكان في زمن الفتن من أقوى المؤيدين لآل سليم وتلامذتهم، ومن أقوى أعوان دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القصيم، وإذا كثر القيل والقال وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصار الأمر في غير أهله ابتعد حتى تعود الأمور إلى مجاريها.
ولم يتخذ مجلسًا للتدريس بحيث يكون له تلامذة يعرفون فقد كانت جلساته جلسات مذاكرة وإفادة واستفادة كما ذكرنا في منزله.
وقد توفي رحمه الله عام 1334 هـ كما ذكر لي ذلك ابنه سليمان، وقد حزن الناس لوفاته حزنًا شديدًا وقد خلف من الأولاد عبد العزيز وعبد الله وسليمان، وللجميع أولاد وأحفاد بعضهم طلبة علم فرحمه الله رحمة الأبرار (1).
وترجم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام، فقال:
الشيخ علي بن مقبل بن علي بن عبد الله آل عبيد:
ولد بمدينة بريدة عام 1241 هـ ونشأ فيها نشأة صالحة، وتلقَّى علومه على علمائها، ومن أبرز مشايخه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، والشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ سليمان العلي المقبل، والشيخ عبد الله بن فداء. وكان المترجم يشتغل بالتجارة والشراء بالسلم على الطريقة المشروعة،
(1) علماء آل سليم، ج 2، ص 416 - 418.
دون أن يشغله ذلك عن العلم والعبادة، ومن يعرف سيرة المترجم يعلم أنه لم يقصد بتجارته استكثار المال، وإنما قصد إنفاق مكسبه في سبيل الله.
إلى أن قال:
وما زال على حاله الحميدة حتى توفي عام 1334 هـ - رحمه الله تعالى (1).
ومنهم عبد الله بن مقبل بن علي بن عبد الله المقبل، وهو أخو الثري المحسن الشهير علي المقبل المذكور قبله.
وعبد الله هذا طالب علم نوه بذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري ذاكرًا أنه من تلاميذ المشايخ آل سليم، وأنه طالب علم.
وهو إلى ذلك تاجر ثري يداين الفلاحين مثل أخيه علي، ورأيت وثائق عديدة من مدايناته، ولكنه أقل ثروة من أخيه علي المقبل.
وقد مات في عام قبل أخيه علي، ولم يعقب ذكورًا وإنما كان نسله بنتين فقط هما منيرة ونورة.
وهذه نماذج من مدايناته:
(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 5، ص 302 - 304.
وكتب عبد الله بن مقبل هذا كتابات عديدة بخطه وصلت إلينا، وخطه لا بأس به وإملاؤه جيد.
منها هذا الأنموذج:
وعبد الله المقبل يدل إملاؤه الذي كتبه في وثيقة مبايعة المقطر نخل وهو الصف المتصل من النخل والبائع هو ناصر بن عمر الصقعبي والمشتري هو عبد الكريم الجاسر يدل ذلك على أنه طالب علم.
وقد أرخ كتابته في رجب عام 1293 هـ.
وهذه وثيقة أخرى بخط عبد الله المقبل، كتبها في 5 من صفر سنة 1282 هـ.
وورقة أخرى فيها وثيقتان تتعلقان بعبد الله المقبل هذا، هما في نهاية الاختصار، العليا منهما في الورقة ورقة مداينة بين إبراهيم العبادي والد الشيخ الجليل عبد العزيز العبادي وبين سليمان المبارك وهو العمري جد جد الدكاترة المعروفين الآن في جامعات المملكة.
والدين فيها ثلاثون ريالًا مؤجلات لدخول رجب سنة ست وسبعين (ومائتين وألف).
والشاهد: عبد الله المقبل.
والثانية ورقة مداينة بين عبد الله المقبل وبين سليمان المبارك (العمري) المذكور في التي قبلها والدين فيها ستة وعشرون ريالًا مؤجلات يحل أجلها دخول رجب سنة ست وسبعين (ومائتين وألف).
والشاهد هو كاتبه إبراهيم العبادي.