الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المِقْبل:
بكسر الميم وإسكان القاف فلام في آخره.
على لفظ المقبل: ضد المدبر وهو اسم شائع
أسرة من أهل بريدة والبصر اشتهر أهل بريدة منهم بالغنى، واشتهر أهل البصر بالعلم والورع.
كان من أشهر أهل بريدة منهم محمد بن حسن بن ناصر بن سليمان بن مقبل كان ثريًا وشخصية متميزة تزوج عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من آل سليم من الدرعية إلى بريدة ابنته رقية، فولدت له الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم فجده لأمه هو محمد بن حسن بن مقبل هذا.
وعمر بن سليم هو ثري مشهور، بل إذا حكمنا على الثراء بكثرة المداينات كان عمر بن سليم أكثر أهل بريدة مداينة للفلاحين وغيرهم في وقته وبالتالي ربما كان أكثرهم ثراء.
وذلك ظاهر من كونه جاء من الدرعية عندما عرف أن إبراهيم باشا توجه لغزوها، وأنه لن ينثني دون احتلالها، وبالتالي زوال الرواج الاقتصادي التي كانت تتمتع به فتوجه بثروته إلى بريدة وشارك الوجيه الثري صالح بن حسين أبا الخيل والد مهنا الصالح أبا الخيل الذي صار أمير بريدة والقصيم.
ومن الشائع المعتاد أن يتزوج الثري من ابنة ثري مثله وقلما يتزوج من صعلوك فمحمد بن مقبل هو ثري من أهل بريدة.
ومن حسن حظنا أن حصلنا على أوراق مكتوبة تثبت ذلك منها وصيته التي نقلها أستاذنا عبد الله بن إبراهيم السليم الذي يعتبر ابن ابن ابن بنته، فالشيخ
محمد بن عمر بن سليم هو ابن بنت محمد بن حسن المقبل وابنه هو إبراهيم بن سليم وأستاذنا عبد الله هو ابن إبراهيم.
وكذلك حصلنا على وصية ابنته رقية وأنها وكلت على إنفاذها ابنها (الشيخ) محمد بن عمر بن سليم.
وقد رزق عمر بن سليم منها بأولاد وبنات غير الشيخ محمد، وجدنا ذلك في مبايعة بين الشيخ محمد وبين عدد من إخوانه وأخواته أتينا على ذكرها في ترجمة السليم من حرف السين.
ونضيف إلى تعليق أستاذنا عبد الله بن سليم أسفنا الشديد لكونه ذكر أقاربه الذين أوصى لهم من دون إيضاح الأسماء الكاملة لهم، اعتمادًا على أنهم معروفون في وقته ولمن يقرأ وصيته بعده بزمن، ولكن لم يدر بخلده أن (فضوليًا) مثلي سوف يقرأها ويرغب رغبة جامحة في أن يعرف أسماؤهم الكاملة والأسرة التي ينتمون إليها، وهم حسبما ذكرهم
أخته لأمه ولها سبعة أريل ولم يذكر حتى اسمها المجرد لأنه فيما يظهر لم تكن له إلا أخت من الأم واحدة، وسبعة أريل مبلغ كبير في ذلك الوقت كما شرحت هذا مرارًا.
وعمته فاطمة بنت ناصر، ولا نعرف ناصرًا هذا اللهم إلا إذا كان والد زعيم بريدة في وقته علي بن ناصر السالم وأخيه غصن، ولكن هؤلاء بالغو الثراء، وزمنهم بعد زمنه بقليل.
وخاله حمد بن عمر أربعة أريل، ولا نعرف من أمر خاله هذا شيئًا، ولو كرم فأضاف اسم أسرة خاله لأفادنا ولم يضره ذلك بشيء.
ولعيال ناصر بن سيف أو سليمان لا ندري أيها الصحيح لأن الكلمة مطموسة خمسة أريل.
ومحمد الحميد - بإسكان الياء - أو الحميِّد بتشديدها ثلاثة أريل.
ولإبراهيم أخي محمد الحميد ريالان.
ولعيال فهيد المقبل ثلاثة أريل.
وشماء آل عمر ريال وقد كتبها شَمَّى.
وعيال عبد الله
…
آل ثلاث أريل.
ومجموع هذه المبالغ كبير بالنسبة إلى ثروات الناس في عصره الذي هو فيما تقدر النصف الأول من القرن الثالث عشر.
ويوضح مقدار ثروته الكبيرة قوله: ومائة ريال تنزع من رأس أي قبل أن يقسم المال، أو يوزع يشري بها نخيلات وضحايا وقربة بالقيظ كل ستة الأشهر.
وذلك أن الناس كانوا يملأون قربة الماء التي يشربها الناس في القيظ لمدة ثلاثة أشهر في الغالب لأنها شدة الحر، أما هو فقد أمر أن تسبل القربة لمدة ستة أشهر وهذا تجديد منه، وقوله: والمخزن اللي بالمجلس يريد: الدكان الذي في سوق البيع والشراء في بريدة، لأن المخزن في اصطلاحهم هو الدكان وسبق أن مر بنا ذلك أكثر من مرة، والمجلس هو سوق البيع والشراء، وليس مكان الجلوس في البيت أو نحوه، يكون معهن أي وقفًا لما ذكر.
وكل من أوصى له بنقود هم من الذين لا يرثونه، وقد أوضح ذلك بقوله: وأوصى للأقارب الذين لا يرثون.
ثم ذكر دينًا بمعنى نقود عليه لزوجته فاطمة، .... يريد أنه يوفي وليس دينًا عن حاجة، وإنما أراد ما بذمته لأحد بدليل غناه وتوزيع هذه المبالغ من تركته، وهو يعلم أنه لا يجوز أن ينفق شيء من التركة قبل قضاء الدين.
ومن تجديداته حسبما نعرفه من طريقة الوصايا قوله: والوكيل على البنات الله ثم إبراهيم بن سليمان ابن عمي، بقوله: الوكيل الله، هذا نادر في عبارات
الموصين، وقال يبين وكالة ابن عمي إبراهيم بن سليمان أنه أيضًا وكيل على اللي ذكر واللي له من الدَّين دقيقه وجليلة في التفتر وهو الدفتر، ثم قال:
والمصحفين: تثنية مُصْحف سبيل على القارئ من أولادي (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم).
وأضاف: ولابوي وأمي حجتين - يريد لكل منهما حجة واحدة - طالعات مع اللي أنا ذكرت أي مقدمات، وقال قولًا واضح المعنى ولو لم يقله وهو: وكل ما ذكرت بعد مماتي.
وانظر قوله هذا اللطيف: وإبراهيم وعلي أبناء سليمان آل مقبل لهم علي خمسة عشر ريال كان ما ورثوا - يريد إن لم يرثوه، وقد صرح بهذا لأن الإنسان لا يعرف متى يحين أجله ولا متى يحين أجل أقاربه، وقال: وإن كان ورثوا فلا وصية لوارث، وحمود الفهيد خمسة أريل.
ثم قال: والضحايا عند بنتي رقية يذبحن عنده وبنته رقية هذه والدة العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وهذه صورة وصية محمد بن حسن المقبل ولو ماشينا اصطلاح العصر لقلنا إنه الشيخ لأنه يظهر من إملاء وصيته وصيغتها أنه طالب علم، بل إنه شيخ مثل مشايخ هذا الزمن وتدل أيضًا على مبلغ ثرائه، لأنه أوصى بمبالغ مالية نقدية من ثلث ماله ونوه بأنها تعطي بعد موته، وهذا لا يكون إلا من ثروة طائلة وقد أتى بعبارة (لا وصية لوارث) في وصيته لما يدل على كونه طالب علم.
وقد وقفت على وصيته منقولة بخط الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم كما ذكرت، وقد ذكر أن في ورقتها نقصًا ونحوه، ولكنه أحسن بنقلها وعلق عليها بخطه الجميل الذي لا يحتاج إلى نقل.
وهذه صورتها:
وهذه وصية رقية بنت محمد بن حسن آل مقبل الذي تقدم ذكره قبل هذا وهي والدة الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم.
وقد أوصت بثلث ما وراها أي ما خلفته بعد موتها بأن يثمن من النخيلات التي في مكان ناصر بن بطي والنخل الذي في مكان عبد الكريم الحماد والنخلة التي في مكان الصقعبي بالعروس، والعروس: نخيل مزدهرة كانت تسمى بهذا الاسم وهي في شمال الصباخ داخل حدها الشمالي في السوق المركزي لبريدة في حده الجنوبي.
ثم قالت: والنخلة الجوزة التي في مكان (آل هاشل)، والجوزة نوع من أنواع النخيل كانت موجودة قديمًا مثل الشقراء والمكتومية ولكن شكل ثمرها غير شكل هاتين، وكنا نسمع بها.
وكان في بيت جدي في شمال بريدة واحدة منها وأردت أنا أن أحيي ذكرها فبحثت عن واحدة منها حتى حصلت فرخًا منها أي ودية وهي الغرسة الصغيرة فغرستها في حديقة بيتي في العكيرشة في بريدة ولكنها ماتت.
والقصد من تثمين هذا النخل المتعدد أن يجعل من ثلث ما خلفته من المال فيكون وقفًا لها.
ثم قالت: وباقي الثلث يشري به نخيلات أو عقار غيره، وهذا يدل على عظم مبلغ ثلث ما تملكه فكيف بجميع ما تملكه من المال في مقاييس ذلك العصر.
ثم قالت كلمة جامعة وهي أنها جعلت مصرف ريع الجميع في أبواب البر: ضحية، وعشا جمع - جمع جمعة، والمراد: طبخ العشاء والتصدق به أو إهداؤه في أيام الجمع من رمضان.
وأيضًا قربة تظهر في وقت الحاجة للشرب، لها ولوالديها بمعنى أنها جعلت ثواب ذلك لها ولوالديها وابنها عبد العزيز آل عمر، وهو عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن سليم وزوجها عمر وهو الثري المعروف في وقته عمر بن سليم والد الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وهذا يدل على أن عمر بن سليم كان قد مات عند كتابة هذه الوصية في عام 1295 هـ. وإلا فما أشركته في الثواب كما هي عادتهم.
ثم ذكرت في آخر الوصية أن الوكيل على تنفيذ ما ذكر هو ابنها محمد بن عمر بن سليم، وله الأكل منه ولو مع غناه، أي ولو كان ذلك مع عدم حاجته إلى الأكل منه.
والشاهد عثمان الخضير والكاتب هو المعروف بل الشهير في وقته ناصر السليمان بن سيف.
وفي أسفل الوصية توكيلات وإيضاحات واضحة الخط.
وتوضح ذلك أكثر هذه الوثيقة التي أولها: اشتري إبراهيم بن محمد بن سليم وهو ابن العلامة الشيخ محمد بن عمر بن سليم صيبة أخيه سليمان أي نصيبه ونصيب أخيه سليمان وعدد من إخوانه وعمارة من سديس والدتهم (رقية آل محمد آل مقبل) إرثها من ولدها محمد بن عمر (بن سليم) من ملكه المعروف: ملك ابن حماد، وابن حماد هو عبد الكريم بن حماد آل سالم.
فهذا واضح بأن رقية بنت محمد المقبل هي والدة الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والمقبل هؤلاء من أهل بريدة القدماء.
وقد وقفنا على بعض الوثائق التي توضح شراء رقية بنت محمد المقبل البعض ما ذكرته في وصيتها من النخيلات التي تملكها ومنها هذه التي توضح شراءها نخلة شقراء من خديجة بنت حمود الفهيد، والنخلة واقعة في ملك حمد الصقعبي، وهي التي درجت على خديجة من زوجها حمد الناصر وأنها معروفة في النخل المسمى بالعروس من الصباخ.
وثمن النخلة المذكورة ستة ريالات وربع ريال.
والشاهدان على هذا البيع هما مشيري الجناجي الذي سبق ذكره في حرف الجيم وعبد الرحمن بن إبراهيم الجاسر، والكاتب هو الشيخ صعب بن عبد الله التويجري في 5 شعبان من عام 1280 هـ ونقلها من خط صعب ناصر بن سليمان بن سيف.
وهذه وثيقة أكثر صراحة من التي قبلها في أن رقية بنت محمد بن حسن (المقبل) هي والدة الشيخ محمد بن عمر (بن سليم) وتتضمن أنها باعت عليه الأثل الذي درج عليها من تركة أبيها محمد.
وهي مؤرخة في 15 شعبان سنة 1295 هـ بخط الشيخ ناصر السليمان بن سيف.