الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنصور:
أسرة صغيرة من أهل بريدة جاءوا إليها من سدير فيما يعتقد.
وجدهم محمد بن عبد الله المنصور هو من أوائل من عمروا في (الخبيب) في عام 1353 هـ بأن حفر بئرًا وغرس نخلًا فيه، ولكن لم يكن في الخبيب في ذلك الوقت مورد رزق على كثرة ما لدى ابن منصور من الأولاد، وكان يحسن عددًا من المهن طلبًا للعيش، ولكنه ترك هذه المهن بعد ذلك، وبخاصة بعد أن كبر أولاده وساعدوه على شؤون البيت، مات محمد بن عبد الله المنصور هذا عام 1390 هـ.
ومنهم ابنه منصور كان يعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة، وقد عين منذ سنوات عديدة إمامًا وخطيبًا في جامع مطار جدة الدولي إلى جانب عمله في هيئة الأمر بالمعروف.
ومحمد بن منصور هذا كان صديقًا لوالدي يأتينا إلى البيت ويساعد والدي فيما يحتاج إليه، ومن ذلك أن والدي احتاج إلى سلع مما كان يبيع في دكانه وهي قموع البندق التي إذا ضربت بنادق الصيد الكبسون ثارت البندق.
فأرسلني معه إلى عنيزة، وسافرنا هناك على حمارة له عرجاء وقد قصصت قصة تلك الرحلة في كتاب:(رحلات في البيت) وهي الرحلات في داخل المملكة العربية السعودية.
وكان محمد المنصور هذا مفكرًا يفلسف الأمور يبين ما يتضح له من عللها من ذلك أنه مرة تذاكر مع والدي الشاي والقهوة وأيهما أفضل، فقال: القهوة أفضل من الشاهي، وقال: أنا جربتهن، أنا نقَّطت نقطة من الشاهي على طرف (شماغي) فصار مكانها (شاسف) أي ناشف كاليابس، ونقطت بجانبها نقطة من القهوة فوجدت مكانها لينًا دسمًا.
وكان إلى ذلك إخباريًا في وقت لم يكن الناس يسجلون فيه أشياء عن الإخباريين، ولذلك لا أذكر أنه تكلم عن مجيء أسرته إلى القصيم ولا من أين أتوا.
ويخيل إليَّ أنهم قدماء في بريدة لأنه ذكر أن أخواله (الغنيمان) يملكون بئرًا يقال لها الصايغية يقع مكانها الآن في جهة الشرق من مبنى بلدية بريدة، وفي مكان لا يبعد عنه، وقد خاصم عبد المحسن بن محمد بن سيف مدير مالية بريدة عندما أراد إحياء تلك البئر التي كانت متروكة، قائلًا: إنها لأخوالي ولأمي نصيب منها.
ومع ذلك لا أعرف له أبناء عم في بريدة، وهذا أمر كثير الحدوث في تلك الأوقات.
وأما ابنه منصور بن محمد المنصور فكان طالب علم، لطيف المعشر انتقل من بريدة إلى جدة، وعين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هناك، ثم عين إلى جانب ذلك إمامًا وخطيبًا في جامع مطار جدة الدولي (القديم) وقد توفي في جدة، وخلف أولادًا هناك.
ومنهم علي بن محمد بن عبد الله المنصور من قدماء السائقين في البلاد.
قال سليمان بن إبراهيم الطامي:
روي لي هذه السالفة علي بن محمد المنصور قال فيها:
كنت أقود سيارتي المحملة بالبضائع وبصحبتي قائد سيارة أخرى يسير خلفي بسيارته المحملة أيضًا هي الأخرى بالبضائع.
وأثناء سيرنا في وسط الصحراء، أعطاني صاحبي إشارة بنور سيارته أن أقف.
وفعلًا وقفت وأطليت من باب سيارتي لاستجلي الأمر ولأرى ما حل بصاحبي، إذا سيارته مغرزة بالرمل (منغمسة) إلى نصف عجلاتها (سائخة).
نزلت من سيارتي يقول راوي السالفة، واتجهت إليه لأساعده في إخراج سيارته، ومن انشاغل صاحبي بسيارته ترك الأبواب مفتوحة.
حفرنا لعجلات السيارة وذهبنا لإحضار أشجار وحجارة لوضعها تحت العجلات.
فلما عدنا إلى السيارة محملين بالحجارة والأشجار إذا تحت السيارة ثعبان مخيف، نظر إلينا وأخذ يخرج لسانه ويفح أقشعرت أجسامنا منه.
ونتساءل من أين جاء هذا الثعبان؟
وقفنا مبهورين ماذا نعمل؟
هو الآن تحت السيارة، ويروعنا فحيحه.
فقلت لصاحبي: احضر السلاح من سيارتي ونطلق عليه الرصاص إلى أن قال: فلم نجده، وبحثنا عنه في مكل مكان. وأعيتنا الحيلة.
نزلنا ما بداخل الغمارة من عدة وملابس لصاحبي وغيرها عن طريق أغصان الأشجار، نجرها ثم نهرب لئلا يكون الثعبان مختفيًا بإحداها.
بحثنا عنه هنا وهناك وأخيرًا وجدناه داخل بين عجلتين من عجلات السيارة، السيارة عجلاتها دبل (أي كل عجلتين مربوطتين معًا) حمدنا الله أنا رأيناه ولكن كيف نخرجه؟
قلت لصاحبي أبعد، قال: ماذا تريد أن تفعل؟ قلت أريد أطلق النار عليه وهو في مكانه بين العجلتين، قال صاحبي: أنت مجنون تريد تفجر عجلات السيارة، قلت له بغضب مفتعل: أبعد وإلا رميتك معه.
وهو مصدق أنني سوف أطلق النار على الثعبان وهو مختف بين العجلتين وقف يحول بيني وبين الثعبان.