الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- الشيخ عبد الله المحمد الخليفي.
- الشيخ عبد الله العلي الراجح.
- الشيخ سليمان الزبن - الحمدة.
- الشيخ عبد العزيز البراهيم المزيني - كان محاميًا بالرياض.
- الشيخ علي المحمد المزيني - طالب علم.
- الشيخ سليمان المحمد اليوسف - طالب علم.
- الشيخ صالح اليوسف الدخيل الله.
- الشيخ علي السليمان المقوشي.
- الشيخ سليمان الدهامي إمام جامع الرس.
- الشيخ حمود التلال - تولى قضاء ضرية.
- الشيخ عبد الله الحسين - مأذون الأنكحة الآن.
- علي المحمد المحمود.
- صالح الناصر المحمد الخزيم.
- صالح الناصر الصالح الخزيم (الشاعر).
هذا آخر ما وجدته فيها، وربما كان فقد بعضها.
وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي بترجمة حافلة قال فيها:
محمد بن مقبل من خب المنسي في بريدة:
هو العالم الجليل الورع الزاهد النبيل الشيخ محمد بن مقبل بن علي بن مقبل.
ولد هذا العالم بخب المنسي من أعمال بريدة سنة 1283 هـ ورباه والده أحسن تربية نشأة حسنة وقرأ القرآن وجوده، ثم حفظه عن ظهر قلب وعمه سليمان بن علي قاضي بريدة سنين طويلة، وكان يحوطه ويرعاه ويوصيه بطلب العلم والمثابرة عليه، فشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة فقرأ
على علماء بلده ومن أبرز مشائخه الشيخان محمد بن عمر بن سليم ومحمد بن عبد الله بن سليم وعبد الله بن حسين أبا الخيل، وعبد الله بن مفدي وعبد الله بن سليمان العريني، وعبد الله بن بليهد لازم هؤلاء العلماء ليله ونهاره، بجد ومثابرة فكان يدخل من خب المنسي كل صباح ومساء وكان مشائخه معجبين بفرط ذكائه ونبله ويقولون سيكون لهذا الفتى شأن وبينه وبين آل سليم مصاهرة وكان مكبا على المطالعة محبًا لأهل الخير ويتطلع إلى معالي الأخلاق ومحاسن الأعمال حتى صار مثالًا فيهما مع استقامة في دينه.
وكان مع ذلك آية في الزهد والورع والعفة وعزة النفس، فإن الملك عبد العزيز رحمه الله كان قد أمر وكيل مالية بريدة أن يصرف له 800 صاع بُر وألفي وزنة تمرًا وألف ريال نقدًا أسوة بقضاة القصيم، وكان قاضيًا على البكيرية فكان يردها ولا يقبل منها شيئًا.
استمر في ملازمته لمشائخه في الأصول والفروع والحديث والمصطلح والتفسير وعلوم العربية حتى نبغ في فنون عديدة، وكان من دعاة الخير والهدى والرشد، وعنده غيرة عظيمة متى انتهكت المحارم فيه نخوة وكان وصولًا للرجم مجالسة مجالس علم وبحث متعة للجليس وعنده نكت حسان، ويحب إصلاح ذات البين ما أمكنه، والإحسان إلى الخلق في كتابة وثائقهم وعقود أنكحتهم لوجه الله.
وكان مشغوفًا بكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، وانتفع منهما انتفاعًا كبيرا، وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا إلى الله والدار الآخرة، قليل الخلطة بالناس لا يحب المظهر والشهرة دمث الأخلاق متواضعًا، وكان الملك عبد العزيز إذا زار القصيم ووصل البكيرية يستدعيه الأمير لمواجهة الملك والسلام عليه، فيأبى الحضور فطلبه الملك فأبى الحضور فذهب إلى منزله وطرق الباب فقال لابنه افتح له وقل له إنه نائم وصعد للسطح فنام فقال الملك مقالته المشهورة
هذا الفُضيل الثاني، وأرسل إليه هدايا وتحفًا فردها، وقال للرسول تجدون لها أحوج مني، وذلك ورعًا منه.
ولما وصل الملك إلى القصيم ثانية قرع بابه فقال لهم افتحوا له، وقدموا له القهوة وقولوا له إني نائم، فقالوا ذلك فقال سأنتظره حتى يستيقظ، فصعد إليه ابنه وقال يا أبتي إن الملك في منزلك وأمره مطاع وله حق واجب فنزل وهو يرتعد فلما صافحه الملك انعجم لسانه عن الرد واستمر ينتفض كما ينتفض الطير، ولما سكن روعه أخذ في وعظ الملك وتخويفه من الظلم وتذكيره سيرة الخلفاء مع الرعية وحثه على العدل وتنفيذ ما أوجب الله عليه، هذا والملك منصت له ساعة ويبكي فلما خرج من عنده بعث له بصلة مع الشايقي عبارة عن كسوة ونقود وتحويل على المالية بمأكول فأبى أن يقبل منها شيئًا.
وحدثني بعض تلامذته بأنه لا يأكل أي شيء فيه شبهة، وكان يعتمد بعد الله على مغلة الزراعة وله بستان غرس فيه نخلًا وكان يتولاه بنفسه، وكان إذا أخذ في التلاوة لا يتمالك نفسه من البكاء، وإذا خطب أو وعظ بكى وأبكى من حوله، وكان إمام الجامع في البكيرية وخطيبه والواعظ فيه منذ أن تولى القضاء فيها بعد عزل حمد السليمان البليهد عنها في عام سبع وأربعين من الهجرة،
وتعين محمد بن مقبل خلفًا له.
وكانت القرى المجاورة للبكيرية تتبعها وظل في قضائها وإمامة جامعها والخطابة فيه وكذا الوعظ والتدريس إلى قبيل وفاه حينما طعن في السن وأرهقته الشيخوخة، ففي شعبان من عام ستين من الهجرة صدر الأمر الملكي بتعيينه قاضيًا بعنيزة وإعفاء الخال عبد الله بن مانع من القضاء، وبعث الملك ساعيًا إليه برسالة، وفيها لقد عيناك قاضيًا في عنيزة وجعلنا مكانك عبد العزيز بن سبيل في البكيرية، فلما قرأ كتاب الملك قال الحمد لله على السلامة من ولاية قضاء البكيرية ولا بعد الثمانين قضاء، وحاول الأهالي مع الملك تثبيته ولكنه صمم على الإستعفاء.
وفي عام 63 هـ بمحرم بعد وفاة عمر بن سليم طلبه أهالي بريدة فعينه الملك وامتنع رغم الإلحاح، وأنشد بيت عوف الخزاعي:
إن الثمانين وبُلِّغْتها
…
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
وتجرد للعبادة وملازمة المسجد والنفع للخلق إفتاء وتدريسًا وصار الذكر له إلفة لا عن كلفة.
وقد تخرج عليه ثلة من طلبة العلم شغلوا وظائف عالية في الدولة.
إلى أن قال:
وأما أوصافه فكان مربوع القامة قمحي اللون متوسط الشعر والجسم أهدف، له أردان، طلق الوجه قليل الخلطة دمث الأخلاق لا يحب المظهر والشهرة، حسن الخلق له نكت حسان ولم تزل هذه حاله تتجدد، وكان ينشد حِكم أبي الطيب وأبي تمام ونظم ابن القيم ورقائق أبي العتاهية في مجلسه ومواعظه التي لها وقع في القلوب، وتوالت عليه الأمراض فوافاه الأجل المحتوم في مدينة البكيرية عام 1368 هـ.
وفي مرجع آخر أنه في عام 1369 هـ فحزن الناس لفقده حزنًا شديدًا وخرج الأهالي كلهم مع جنازته وصلي عليه صلاة الغائب في القصيم، ورثيت له مراثٍ حسنة، ورُثي بمراثٍ عديدة نظمًا ونثرًا وخلَّف أبناءه الثلاثة صالح وعبد الرحمن ومقبل، وكلهم من خيرة عباد الله الصالحين.
فرحمة الله على الشيخ محمد فقد كان عالما وورعًا زاهدًا (1).
انتهى.
(1) روضة الناظرين، ج 2، ص 273 - 277.