الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دَيْن حسن المهنا:
قبض محمد ابن رشيد على حسن المهنا وأودعه السجن في حائل بعد موقعة المليدا عام 1308 هـ رغم كونه صهره ولذلك منع من التصرف بأي شيء من ماله الخاص، وحتى مات، وقد وجدنا بعد ذلك عدة وثائق توضح الدَّيْن الذي على حسن المهنا، وذلك بعد أن كان عبد العزيز بن متعب بن رشيد قد قتل، وتخلص القصيم من حكم الرشيد.
وأهم ذلك وثيقة بقلم القاضي الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر قاضي بريدة وهو القاضي الشهير الذي تنسب إليه الجماعة التي خالفت آل سليم في بعض المسائل التي أشرت إليها في ترجمة الشيخ إبراهيم بن جاسر.
فقد وكل بصفته قاضيًا ذا ولاية عامة (منيرة) بنت حسن المهنا على قضاء دين أبيها الثابت في ذمته لما لم يكن له أثاث يفي بالمبلغ المطلوب من حسن، ومعنى الأثاث هنا: الأملاك أو الممتلكات وليس الأثاث الذي هو الفرش ونحوها.
قال الشيخ إبراهيم بن جاسر: غِبَّ الوكالة أي بعد أن أصدر بصفته قاضيًا توكيلًا لمنيرة بنت حسن المهنا على ما ذكر باعت منيرة على ناصر بن سليمان السيف ملك أبيها حسن الدارج عليه من الرسان - جمع الرسيني - الكاين في صباخ بريدة وتوابعه بالف وخمسمائة ريال فرانسي نقد منهن مائة ريال على عقد البيع والباقي مؤجل أربعة آجال.
وهذا مبلغ كبير جدًّا في ذلك الوقت.
واستثنت منيرة على ناصر الأسبال الكائنة في المكان أي في حائط النخل، وهي جمع سبيل مثل تعيين عدة نخلات يشترط من يبيع الملك الذي هو النخل الكثير كالرسيني أنها غير داخلة في البيع أو مستثناة حسب تعبير هذه الوثيقة.
وقد شهد على هذه المبايعة المكتوبة بخط القاضي، فهد المحمد المهنا أبا الخيل وهو ابن عمها لأن محمد بن مهنا معروف لنا وأمثالنا ومحمد بن عبد الله الجلاجل وسعيد بن سليمان السعيد الذي نعتقد أنه المنفوحي وسبق ذكره قريبًا وشهد به كاتبه إبراهيم بن حمد الجاسر.
وتاريخها 21 ذي الحجة عام 1326 هـ.
وقد سجل عليه قاضي بريدة الذي تولى القضاء بعد الشيخ ابن جاسر وهو الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر، وسقطت الهاء من كلمة بعد (هـ) سهوًا فقال: ما ذكره الأخ الشيخ إبراهيم من وكالة المرأة والبيع صحيح لا اعتراض عليه بوجه ما، وأرخ ذلك في 22 شعبان من عام 1327 هـ أي بعد أن كان الشيخ ابن جاسر قد ترك قضاء بريدة.
وهذه صورة هذه الورقة المهمة وهي واضحة الخط والعبارة، وبعدها وثائق متعلقة بذلك.
ثم سجل الملك عبد العزيز آل سعود موافقته على التوكيل والمبايعة اللذين صدرا من الشيخ إبراهيم بن جاسر فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه السلام، وبعد العمل على ما ذكره الشيخ إبراهيم أعلاه صحيح بيعه ومشتراه بكون معلوم 5 محرم 1327 هـ
ختم الملك
وقد تسلمت منيرة بنت حسن المهنا من ناصر السليمان بن سيف مبالغ من المال الذي عنده المذكور في صك الوكالة والمبايعة على النحو التالي:
ويظهر لي من الوثائق أن هذه الجهود الخيرية سبقها جهود لم تكف لقضاء الدين الذي على حسن المهنا لذلك وأن ابنه سليمان صار وكيلًا على ذلك وهو رجل أدركته وعرفته معرفة حقيقية، لأنه كان يجلس في دكان والدي في أعلى سوق بريدة.
وكل هذه المكاتبات والوثائق التي أوردناها تدل بمجموعها على أن حسن بن مهنا عفيف عن بيت المال، وعفيف أيضًا عما يستطيع أن يأخذه من أموال المحكومين في القصيم، وإلَّا لاستطاع أن يأخذ من المال ما يسد به دينه على الأقل.
وقد لاحظنا أن ذلك الدين ليس قليلًا، ولذا استمر العمل على وفاته سنين طويلة.
وقد قيلت في حسن المهنا أشعار كثيرة منها قصيدة للعوني قالها في عام 1305 هـ:
حل الرحيل وحل بالقلب ولوال
…
تذكير صعبات التفاكير والقيل
بندار دولاب الضماير بالأمثال
…
كما دير دانوق شحن صدره الميل
مما جرى قلب الخطأ بالحشا جال
…
من واهج يزفر كما زفر سجيل
تمايزت كل الكواكب بالاكمال
…
وتبيّنَ البدري على داجي الليل
وانا قلبي بين لايم أو عذال
…
من بيننا تقفي أو تقبل تعاليل
أنهى أو ينهاني ولا ادري من الضال
…
ولا ادري من اللي عقب العدل للميل
أقول له يا قلب يا خبث الأعمال
…
اصبر عسى بالصبر يسر أو تسهيل
فأعزم أوزم واترك هوى النفس والبال
…
وافطن وفكر واحذر القول والقيل
شم المطوله وارج دنياك بقبال
…
عسى اجدار الحظ يقعد عن الميل
ويقول لي والله فلا طيع من قال
…
الا إن طاوع يقرب الكعبة الفيل
أو جيبت الجوزا تشاكيني الحال
…
وانعطفت الزهرة على الجدي وسهيل
أن صار هذا صرت بالحال لك مال
…
ولا فلا اسمع هرجكم يالعذاذيل
ما بالجبين ايبين بدبار واقبال
…
مكتوب بالفرقان بأيات تنزيل
العبد ما له بالقدر وزن مثقال
…
ما دَبَّر المعبود ما فيه تشكيل
ما بين حرف الكاف والنون بالحال
…
يقضي على ما رأد ينزل وجبريل
عنده تدابير اليالي والآجال
…
ولا أحد يغفر الذنب غيره إلى سيل
اسال جوادٍ عالم السر والحال
…
غفار زلاتي أمعيش المراميل
يفرج اهموم بالحشا تهجل اهجال
…
ويجعل لنا حظ على البزل الحيل
هذا وانا من هجر الأيام مهتال
…
مالي نديم يفهم العلم حلحيل
ابصرت بالدنيا والى العدل ما مال
…
والى ميال العدل ميل الرجاجيل
زل الزمان وزال باهل الثنا زال
…
تدور ما تلقي رفيق بها الجيل
لي صار في كفك اسحوت من المال
…
لازم تخضع لك ارقاب المشاكيل
* * * *
يا من لبس ثوب الطغا سايح البال
…
الملك لله حل بايات الأنجيل
افكر أو فكر بالدقايق والآجال
…
يا طول ما توطا على سبق الخيل
تاطاك دنيا بالتداول والأبدال
…
تدعيك تذعن للهيوس الدعابيل
باسبابها فارقت زين التعزال
…
من دون داره لافت الريم والريل
غين وبساتين بهن الثمر مال
…
تقطف نوايعهن على طلعة سهيل
وانا على سيف البحر تقل مهبال
…
متنثر دمعي اسواة الهماليل
* * * *
يا خال هو معجبك سمحات الادقال
…
وشوفك بغال الهند هو والبتاتيل
لي حل الشتا البرغوث والقيظ الاطلال
…
وييبس الحاضك ما تذوق الشهاليل
إن كان هو معجبك مبناه ياخال
…
فانا اعجبوا عيني هل الفطر الحيل
معنا غروس شوفهن يطرب البال
…
حلو ثمرهن ناعمات مظاليل
* * * *
عسى عسى بمحلتم كنه الجال
…
متراكم مزنه بركنه قناديل
بوضي سناه وللرعد فيه زلزال
…
متتابع يومر بسقيه مكاييل
ما بين كاف أو نون أنحى على الجال
…
من خشمه النايف إلين الغراميل
يسقي من الأرخم إلى السيح ووثال
…
ويمطر على قصر الحويطي تنافيل
ويسقي القصيم بنهلة عقب الأمحال
…
ويخص دار ضدها يسهر الليل
دار المهنا مفحمة كل مشوال
…
دار الثنا دار الصفا والمشاكيل
وجدي عليها والتوجد ردا حال
…
وجد الخليل ابشوف ابنه إسماعيل
هذا وهاض القيل قم قرب اسجال
…
لي يانديمي صطر القيل لي قيل
قيل غريب القيل يُهدى للابطال
…
يهدى لشيخان به المجد والنيل
بشداد قطاع الطواريق واللال
…
باصله وباصل امه عن الجيش تنفيل
بكر إلى زاد المدى زاد بهذال
…
لي سجّ واسجم وانتحى يسبق التيل
يسبق نعام ديره زايل زال
…
أو كدري حس الونس بالمحابيل
إنسف عليه الخرج يا طيب الفال
…
واكرب احبال النضى بالبصر والحيل
* * * *
ملفاك دار به مشاكيل وارجال
…
دار الضرغام وهو راس أبا الخيل