الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النداء الرابع والثلاثون: في حرمة اتخاذ اليهود والنصارى أولياء وعلة ذلك والتحذير من موالاتهم
الآية (51) من سورة المائدة
أعوذ بالله الشيطان الرجيم
الشرح:
اذكر أيها القارئ الكريم أن ولاية الله تعالى تتم للعبد بالإيمان الصادق والتقوى الكاملة، وأن من والى الله عز وجل يحرم عليه موالاة أعدائه وأن من أعداء الله سبحانه وتعالى اليهود والنصارى، فاليهود قتلوا أنبياءه وفسقوا عن أمره والنصارى ألهوا غيره وعبدوا سواه؛ فلذا نادى الرب تبارك وتعالى عباده المؤمنين به وبرسوله وبلقائه قائلا:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} آي يا من آمنتم بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء لكم تحبونهم وتنصرونهم، فإنهم أعداء ربكم وأعداؤكم فكيف توالونهم أتوالون من يعاديكم وتحبون من يبغضكم، وتنصرون من يود هزيمتكم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أن اليهودي ولى أخيه اليهودي، والنصراني ولى أخيه النصراني فكيف تصبح ولاية نصراني على نصراني، وولاية يهودي على يهودي إن هذا غير ممكن ولا سائغ بحال من الأحوال، ألا فاحذروا أيها المؤمنون، ولا تتخذوا أعدائكم وأعداء ربكم ودينكم ونبيكم أولياء لكم تحبونهم وتنصرونهم فإن ذلك يقضى بكم إلى الكفر _ والعياذ بالله _ ويقرر هذه الحقيقة قوله تعالى في هذا النداء:{وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ، ومن كان منهم فهو مثلهم في كفر ومعاداة
الله ورسوله وبذلك يحرم هداية الله، إذ الله تعالى لا يهدى القوم الظالمين. وكيف وقد ختم نداءه هذا للمؤمنين ليرشدهم إلى ما يكملهم ويسعدهم ختمه بقوله:{إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ومن والى أعداء الله عز وجل فقد عاداه،. ومن عادى الله فقد ظلم نفسه إذ الظلم وضع الشيء في غير موضعه ومن ظلم وكفر فكيف تصح موالاته أيها المؤمنون؟
ألا فلنتق الله عز وجل أيها المؤمنون ولنوال من والى الله، ولنعاد من عادى الله. فإن هذا الأمر هو الذي نادانا الله من أجله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
فكيف لا نحذر أن نكون يهودا أو نصارى إذا نحن واليناهم _ والعياذ بالله _ من الكفر بعد الإيمان، ومن الضلال بعد الهداية والولاية ولتعلم أيها القارئ والمستمع أن الموالاة التي حرمها الله تعالى علينا هي أن نحب اليهودي بقلوبنا ونعرب له عن ذلك بألسنتنا وأن نقف إلى جنبه ننصره على أعدائه وهم إخواننا، هذا الحب والولاء هما للمؤمنين لا للكافرين فالمؤمن يحب المؤمن ويعرب له عن حبه بلسانه وعمله، ويقف إلى جنبه ينصره ويموت معه أو قبله لأنه أخوه في الإيمان والإسلام والإحسان، وولاية الرحمن، أما الكافر من يهودي أو نصراني أو مجوسي أو بوذي أو مشرك فإنهم كفروا بربنا ونبينا وديننا، وحاربونا، وحملوا الحقد والبغض والعداء لنا ولربنا عز وجل، فكيف تسوغ موالاتهم مع هذه الفواصل المختلفة والصوارف المتعددة اللهم لا، لا.
وأخيرا لنجتنب أي مظهر من مظاهر اليهود والنصارى وأهل الكفر قاطبة حتى في الزي واللباس، والشعار ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. والله ولى من والاه وعدو من عاداه، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.