الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
بسم الله والحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ففي يوم الاثنين الواحد والعشرين من شهر رجب سنة 1414 هـ، وفى الروضة النبوية الشريفة وفقني الله تعالى لأبيض هذه الخاتمة بيض الله وجهي ووجه كل مؤمن ومؤمنة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، راجيا بذلك من الله تعالى أن ينفعني وينفع كل مؤمن ومؤمنة يقرأ هذه النداءات الرحمانية. أو يستمع إليها، ويجيب من دعاه وهو الله وليه ومولاه فإن أمره بأمر قام به، وإن نهاه عن شئ انتهى عنه، وإن رغبه في خير رغب فيه، وإن حذرة من شر حذره، وإن بشره بخير سر بالبشرى وحمد الله وشكر. وإن أنذره خاف وتاب واستغفر. إذ هذا شأن المؤمن الصادق الإيمان، والمسلم الحسن الإسلام المهيأ بفضل الله للجنة دار السلام.
هذا ولا يفوتني أن أرغب كل مؤمن ومؤمنة في قراءة هذه النداءات الرحمانية، وحفظها وإجابة الداعي الرحمن فيها نداء بعد نداء. ولا أحسب أن مؤمنا يجد في تحصيلها حفظا وفهما وعملا يبقى في ظلام الجهل أبدا بل سيرقى إلى أفضل مستوى علمي يرفع الله تعالى إليه من يشاء من عباده المؤمنين به وبلقائه. وهنا أذكر منبها لافتا النظر على أن ما يشكوه المسلمون من فرقة وضعف وانحراف، بل وضياع وخسران مرده إلى الجهل بالله تعالى، وبمحابه ومساخطه، وما عنده لأوليائه، وما لديه لأعدائه. وأن الطريق إلى الخروج من هذه المظاهر المؤلمة المحزنة التي تعيشها أمة الإسلام منذ قرون عدة هو العلم واليقين فيه، وأن كيفية الحصول على العلم المطلوب هو أن يتعهد أهل كل حي من أحياء المدن وأهل كل قرية من القرى بأن يجتمعوا كل ليلة من المغرب إلى العشاء في مسجدهم الجامع لهم يدرسون كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك طوال العام لا يتخلف رجل منهم ولا إمراة ولا ولد إلا معذورا عذرا حقيقيا. إنهم لا يمضى عليهم طويل زمن إلا وهم علماء ربانيون أولياء لله تعالى صالحون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. مع العلم أن هذا الطلب للعلم والهدى والاستقامة والرضا والحب والولاء والمودة لا يكلفهم من الجهد شيئا ولا من المال قليلا ولا كثيرا، وأمر أخر ألفت النظر إليه وهو أن العالم البشرى كله إذا دقت الساعة السادسة مساء أوقف
دولاب العمل وذهب إلى الراحة والترويح على النفس. أليس المؤمنون أولي بهذه الراحة وأية راحة هي إنها السعادة الكاملة إنها الجلوس في بيوت الله لاستمطار رحمته وتلقى الهدى والعلم من كتابه وهدى رسوله صلى الله عليه وسلم وقد وفقني ربى سبحانه وتعالى فكتبت فى هذا الأمر كتابا سميته (كتاب المسجد وبيت المسلم) ودرسته سنة كاملة بالمسجد النبوي مبينا كيفية تدريسه رجاء أن تفيق أمة الإسلام من نومها الطويل وغفلتها الطويلة العريضة. ومن فضل الله تعالى أن وفقني أيضا لكتابة هذه الرسالة (نداءات الرحمن) رجاء أن يضعها كل مؤمن قريبا من وسادة نومه فيقرأ كل ليلة قبل نومه نداء من نداءات الرحمن فيها ويعمل به حتى يصبح عالما ربانيا ذا دين وبصيره فيه وأيضا قبل هذا وأداء لواجب الدعوة والنصح لكل مؤمن ومؤمنة قد الفت كتاب (منهاج المسلم) وهو كتاب شامل جامع للعقيدة المنجية من النار، والآداب الرفيعة والأخلاق الفاضلة السامية، والعبادات والأحكام الشرعية كل ذلك رجاء أن تجتمع عليه أمة الإسلام فتنتهي بذلك الفرقة الطائفية والمذهبية. وعلى إثره وضعت دستورا إسلاميا أملا أن يضاف في الطباعة إلى كتاب (منهاج المسلم) ، فيتم به نظام الدولة الإسلامية دينا ودنيا شرعا وقانونا. ثم وضعت كتاب (عقيدة المؤمن) على ضوء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل إنهاء الفرقة في العقيدة وما طرأ عليها من إفراط وتفريط كاد يطفئ نورها، ويعطل إمدادها الروحي للمؤمن بالله ورسوله فى هذه الحياة. وأخيرا فأنى وأنا في روضة الحبيب صلى الله عليه وسلم وهى روضة من رياض الجنة بالمسجد النبوي الشريف أدعو الله تعالى أن يجمع حكام المسلمين في هذه الروضة الطاهرة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، أن يجمعهم فى يوم من الأيام فيها ويبايعوا أصلحهم لإمامة المسلمين فتصبح أمة الإسلام أمة واحدة دينا ودولة ويعهدون إلى خلاصة علماء الشريعة أن يضعوا لهم دستورا قرآنيا مستسقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحكم به أمة الإسلام في سائر بلادها التي أصبحت ولايات تابعة لإمام المسلمين بالمدينة النبوية.
وختاما أدعو كل مؤمن ومؤمنة أن يسأل الله تعالى تحقيق هذا الأمل وهو وحدة المسلمين في دينهم ودنياهم ليعزوا ويكملوا وينقذ الله تعالى بهم البشرية الضائعة والمدفوعة إلى الشر والشرك والخبث والفساد لينتهي أمرها إلى الخلود في عذاب النار. كما هو حكم العزيز الجبار. {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} .
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.