الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطول، رفيع الدرجات، سريع الحساب، فاطر السماوات والأرض، بديع السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام.
تنبيه
في قوله: "مَن أحصاها" أربعة أقوال (1):
أحدها: "من حفظها" فسره به البخاري في "صحيحه"، وتقدمت الرواية الصريحة به، وأنها عند مسلم.
ثانيها: من عرف معانيها، وآمن بها.
ثالثها: مَن أطاقها بحسن الرّعاية لها، وتخلق بما يمكنه من العمل بمعانيها.
رابعها: أن يقرأ القرآن حَتّى يختمه؛ فإنّه يستوفي هذه الأسماء في أضعاف التلاوة، وذهب إلى هذا أبو عبد الله الزبيري.
وقال النووي: الأول هو المعتمد.
قلت: ويحتمل أن يراد من تتبعها من القرآن، ولعله مراد الزبيري.
تنبيه آخر
ظاهر كلام ابن كجّ (2) حصر أسماء الله في العدد المذكور، وبه جزم ابن حزم ونوزع، ويدل على صحة ما خالفه:
[6643]
- حديث ابن مسعود في الدعاء الذي فيه: "أَسْأَلُكَ بِكُل اسْمٍ سَمَّيْتَ
(1) انظر: فتح الباري (11/ 220 فما بعد).
(2)
هو القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كجّ الدّينوري الشافعي، كان يُضرب به المثل في حفظ المذهب، وله وجهٌ وتصانيفُ كثيرةٌ، فتلته الحراميّة بالدّينور سنة 405 هـ، ترجمته في سير أعلام النّبلاء (17/ 183 - 184).
بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ. . ." الحديث.
وقد صححه ابن حبان (1) وغيره، ويدل على عدم الحصر أيضا: اختلافُ الأحاديث الواردة في سردها، وثبوت أسماء غير ما ذكرته في الأحاديث الصحيحة/ (2). (3).
****
(1) صحيح ابن حبان (الإحسان/ رقم 972).
(2)
[ق/ 691].
(3)
قال شيخ الإِسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (6/ 381): "الذي عليه جماهير المسلمين أنّ أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين. قالوا -ومنهم الخطابي-: "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا من أَحْصاهَا" التقييد بالعدد عائدٌ إلى الأسماء الموصوفة بأنّها هي هذه الأسماء. فهذه الجملة وهي قوله: "مَن أَحْصَاهَا دَخَل الْجَنُّةَ" صفة للتسعة والتسعين ليست جملة مبتدأة، ولكن موضعها النّصب، ويجوز أن تكون مبتدأةً والمعنى لا يختلف، والتّقدير: أنّ لله أسماءَ بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة كما يقول القائل: إن لي مائةَ غلام أعددتهم للعتق، وألفَ درهم أعددتها للحجّ، فالتقييد بالعدد هو في الموصوف بهذه الصفة لا في أصل استحقاقه لذلك العدد؛ فإنّه لم يقل: إنّ أسماء الله تسعة وتسعون".