الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قضاء المعرّة
مدينة معرة النعمان وأسماء محلاتها
الشمالية 2175 القبلية 3046.
قرى القضاء
كفر رمان 439 حاس 477 كفر نبل 1018 كفر عويد 106 حزارين 275 معرة حرمة 385 جبالا 69 معر تماتر 163 معر زيتا 152 بسقلا 165 حيش 350 هبيطة 377 خان شيخون 1575 كفر سنجة 471 تمانعة 156 كفر ياسين 229 الدير الغربي 101 الدير الشرقي 146 تح 108 معر تشمارين 112 معر شمشا 189 تل نمس 601 جرجناز 550 معر شورين 630 معصران 211 دانه 403 فطيرة 82 فركيا 660 أشنان 165 دير سنبل 46.
فجملة عدد سكان هذا القضاء (23285) نسمة ما بين ذكر وأنثى.
على أن عددا كبيرا من القرى والمزارع في هذا القضاء لم يجر عليه قلم الإحصاء في هذا الجدول لخلوه من البناء وعدم تمكن الحكومة من عد سكانه لأنهم من عشائر الأعراب الموالي وغيرهم الرحّل النّزل الذين يقيمون في قراهم ومزارعهم أيام الزرع واستحصال الغلة فقط ثم يرحلون بماشيتهم إلى الصحراء يتتبعون الكلأ ومواقع القطر.
الكلام على هذا القضاء وما فيه من الأماكن الشهيرة
قال ياقوت في معجمه: المعرة تأتي بمعان مختلفة وهي الشدة وكوكب في السماء دون المجرّة وتلون الوجه من الغضب. والمعرة في الآية معناها جناية كجناية العرّ وهو الجرب.
وقيل المعرة العزم. اه.
قلت يحتمل أن تكون لفظة المعرة هنا سريانية معناها المغارة سميت بذلك لأن هذه المدينة مشتملة على كثير من المغاير وأن أصلها في السريانية معرتا فتصرّف بها العرب وقالوا معرة وتاؤها في اللغتين للتأنيث. والنعمان هو النعمان بن بشير صحابي اجتاز بها فمات له ولد فدفنه فيها وأقام عليه أياما فسميت به وقال ابن خلكان في تاريخه إن النعمان بن بشير تديّر المعرّة «1» فنسبت إليه وكان يقال لها قبله معرة حمص. اه.
وفي جانب سورها من قبل البلد قبر يوشع بن نون وقد جدد عمارته الملك الظاهر الغازي والحقّ أن قبر يوشع بأرض نابلس. وبالمعرة أيضا قبر محمد بن عبد الله بن عمار ابن ياسر قال ياقوت: وأظن أنها سميت بالنعمان الملقب بالساطع بن عدي بن غطفان ابن عمر بن بريج بن خذيمة بن تيم الله. وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان ابن عمران بن لحاف بن قضاعة. وهو مخالف لما قلناه ونقلناه عن ابن خلكان وربما كان هو الصواب لأن التنوخيين كانوا يقطنون هذه النواحي.
وكانت المعرة مدينة كبيرة من أعمال حمص بين حلب وحماة. ماء أهلها من الآبار وعندهم الزيتون الكثير والتين الوافر. ومنها أبو العلاء المعري العالم المشهور القائل:
فيا برق ليس الكرخ داري وإنما
…
رماني إليها الدهر منذ ليال
فهل فيك من ماء المعرّة قطرة
…
تغيث بها ظمآن ليس بسال
وقبر أبي العلاء المعري بهذه المدينة. وللناس فيه اعتقاد عظيم يبيتون على قبره شربة ماء ويستعملونها للبرء من الحمى. والمشهور أنه كان مكتوبا على قبره بوصية منه:
هذا جناه أبي عليّ م
…
وما جنيت على أحد
وهذا البيت ليس له الآن وجود وإنما المكتوب على قبره هذان البيتان:
قد كان صاحب هذا القبر جوهرة
…
نفيسة صاغها الرحمن من شرف
عزّت فلم تعرف الأيام قيمتها
…
فردّها غيرة منه إلى الصدف
وزعم مؤرخو حلب أن في معرة النعمان عمودا فيه طلسم للبق تحته مغارة فيها صورة بقة نزل إليها رجل فبطلت خاصتها، وأن فيها عمودا هو طلسم الحيات يميل مع الريح القوية فيوضع تحته الجوز واللوز فيكسر.
قلت: والمشهور عند أهل المعرة أن الشيخ زين الدين عمر بن الودي مدفون في المعرة.
والذي ذكره ابن خطيب الناصرية أنه مدفون في حلب وعلى ذلك جرينا في ترجمته. وينسب إلى المعرة كثير من العلماء والمحدّثين وهذا القضاء في جنوبي حلب ويبعد مركزه عن حلب 22 ساعة وقصبة المعرة الآن تشتمل على دار حكومة ومستودع رديف وقلعة متهدمة وستة عشر جامعا وخمسة عشر مسجدا ومدرستين وأربع حمامات وما يقرب من 500 دكان وأربعة وعشرين مدارا «1» وخان واحد وأربعة أفران وعشرة «2» معاصر زيت وعشرة بيوت قهاوي ومسلخ واحد.
وجامعها الأعظم عمري قديم له من الأوقاف ما فيه كفايته يضاف إليها الفاضل من غلة خان مراد جلبي وخان أسعد باشا. وفيها جامع آخر فيه مقام لسيدنا يوشع له منارة جميلة وأوقاف جليلة لعبت بها أيدي المتغلبين. وجامع آخر فيه غار يشتمل على قبر عطاء الله بن أبي رباح حامل لواء النبي صلى الله عليه وسلم وعشر مسابغ «3» .
واللغة في هذا القضاء العربية وهو قضاء واسع كثير الأراضي جيد التربة والهواء إلا أن أكثر أراضيه موات للخوف من الأعراب الرحّل. وكان قديما من أعمال حماة ثم ألحق بلواء حلب منذ عهد غير بعيد وكانت المعرة معروفة عند العرب بذات القصور إلى أن سميت بمعرة النعمان للسبب الذي تقدم ذكره.
وذكر ابن بطوطة في رحلته أنه كان يوجد في ضواحي المعرة مقدار عظيم من شجر الفستق أما الآن فلا أثر له هناك إنما يوجد فيها قليل من الكرم وماء أهلها من الصهاريج المطريّة وقد مر على المعرة عدة حوادث ذكرناها في باب الأخبار مرتبة على سنيها فأغنى عن ذكرها هنا.
كانت المعرة بلدة عظيمة تدل أطلال سورها على أن طولها ساعة في عرض مثلها.
وكان لها من جهة القبلة باب يسمى باب نصرة عنده تل كبير يذكر أن فيه كنزا. ومن جهة الغرب باب يدعى باسم السيد شيث يبعد عن قلعتها نحو عشر دقائق وكانت القلعة في وسط البلدة. ومن جهة الشمال باب يدعى باب ايلة عنده بناء ضخم يدل على أنه من بناء السريان. ومن جهة الشرق باب يدعى باب منّس لأنه يخرج منه إلى تل منس وهي الآن قرية معروفة كان ظهر فيها عاديات زجاجية وأسس ضخمة.
في شمالي المعرة أطلال عمران يدعى محلها رويحة. يظهر أنها كانت بلدة عظيمة فيها أبنية ضخمة من جملتها أربعة أقواس عالية جدا يذكر أن أحد الرعاة ضرب حلقة قوس منها فأطارها فإذا هي من ذهب. وفي غربي المعرة إلى الشمال على بعد ساعة عنها ثلاثة أطلال، أحدها يدعى حندوثين والآخر يدعى فركيا، عندها بناء ضخم يعرف بدار الملك والثالث يدعى أشنان، فيه قناة كلدانية تنفذ إلى البساتين. وعلى مقربة من هذه الأماكن أطلال تعرف باسم دير سنبل أو دار صمبل.
وفي غربي المعرة قرية تدعى حاث. في شماليها إلى الغرب أطلال مدينة كبيرة تدعى حاث. وفي هذه القرية آثار أبنية قديمة من جملتها بناء تام تحت الأرض يقال إنه كان وجد فيه مائدة من الرخام. وفي غربي المعرة أيضا قرية تدعى سفوهن «1» في قمة جبل عندها ميدان فسيح يليه تل كبير فيه آثار تدل على أنه كان قلعة. وفي الغرب من سفوهن»
قرية تدعى الفطيرة ذكر في بعض التواريخ أن أهلها مشهورون بالشر وشراسة الأخلاق وهم معروفون بذلك حتى الآن.
كان اكتشف في اسفوهن على «3» صندوق حجري فيه منطقة «4» من ذهب على عقودها بعض رسوم عادية بيع الواحد منها بخمسين ذهبا. وفي غربي سفوهن قرية تدعى فليفل على رأس تل، فيها آثار اكتشف فيها على «5» على أعمدة حجرية ضخمة. ويوجد في تلك
النواحي غير ذلك من الآثار القديمة الحثية والكلدانية والرومانية مما يدل على أن تلك الجهات كانت من أجلّ البلدان عمرانا وأكثرها سكانا.
وفي هذا القضاء عدة آثار قديمة لها ذكر في التاريخ منها قرية خان شيخون وكان اسمها القديم خالس وهي من أعظم قرى هذا القضاء. ومنها كفر طاب وربما قيل لها كفر طوب وفيها يقول محمد بن سنان الخفاجي:
بالله يا حادي المطايا
…
بين جبالي «1» وأرّضايا
عرّج على أرض كفر طاب «2»
…
وحيّها أحسن التحايا
وأهدها «3» الماء فهي ممن
…
يفرح بالماء في الهدايا
وقال عبد الرحمن بن محسن المعري:
أقسمت بالرب والبيت الحرام ومن
…
أهلّ معتمرا من حوله وسعى
إن الألى بنواحي الغوطتين، وإن
…
شطّ المزار بهم يوما وإن شعسا
أشهى إلى ناظري من كل ما نظرت
…
عيني، وفي مسمعي من كل ما سمعا
ولا كفر طاب عندي بالحمى عوضا
…
نعم سقى الله سكان الحمى ورعى
وهي الآن خالية من السكان ومحلها بين المعرة وخان شيخون في برية معطشة وليس لها شرب إلا ما يجمعونه من الأمطار. قال ياقوت: وبلغني أنهم حفروا نحو ثلاثمائة ذراع فلم ينبط «4» لهم.
قلت: وسيأتي لنا في الكلام على «بالس» وهي «مسكنة» أن الفرات أعجز أهلها بحفرة أراضيها عكس كفر طاب فإن أهلها أعياهم الحفر على الماء فلم يجدوه. وإلى هذا أشار أبو العلاء في قصيدة له من اللزوميات حيث يقول «5» :
أرى كفر طاب أعجز الماء أهلها
…
وبالس أعياها الفرات من الحفر