الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ناحية باريشا
باريشا 264 معرة الشلف 471 سردين 299 ربعتا 56 حتان 225 رضوه 114 باش مشلى 124 تغرايا 71 كفر دريان 452 كفر عروق 148 الدانا 1301 سرمدا 1010 حزره 131 حفسرجه 960 صلوه 137 ترلاها 110 ترلاها ر 1 بوزغا 119 قرقنيا 1327 ترمانين 1255 تل عده 573 تل عقبرين 287 دير خشان 158 حرحرين 28 معرة الشمالية 12 تيزين 64 بورنيا 13 كفر تيزايه 20.
ناحية الريحانية
أرتاح 323 أرتاح آ 10 أرتاح ر 9 تربيلان 185 الجديدة 86 العواقيه 189 قوسان 88 المشرفيه 63 تل داود باشا 35 كفر شيخه 41 قسطل قباله 34 أبطال هيوك 62 الحمام الشرقي 205 عيرانجي 43 طالش 89 كوك تبه 43 أوصاغي 41 قرووج أوغلي 162 مصطبة 16 حسن بللو 74 قره هيوك 93 كفر قره 43 قورج أوغلي إفرازي 58 جقال هيوك 29 كنعانية 55 تليات 14 تل غازي محمد بك 23 تل غازي الحاج مرسل 31 جيران تبه 33 أق بنار 114 صوجي 50 شرشب 23 جقل تبه 50 بوز هيوك 48 طوف 55 برتلو 59 دهده جنار 75 يني يبان 38 كورت توكلي 25 تل كريش 54 طوتلي هيوك 79 يني كوى 21 قره يابي 33 بيوك عواره 71 كوجك عواره 24 بيوك صيجانلي 46 كوجك صيجانلي 48 جانبولات 35 باش كوى 67 باشا هيوكى 62 طرمه 14 أطه تبه 21 بان يورت 25 حلبلي كديكي 20 سيد علي هيوك 11 دير الرهبان 11 أفيز 292 حافظ 87 تل كركور 8 أوج تبه 56 تل قرميد 9 حراب على 22 سازلق 8 بللانه 29.
فجملة سكان قضاء حارم (25532) نسمة ما بين ذكر وأنثى.
الكلام على هذا القضاء وما فيه من الأماكن الشهيرة
هذا قضاء واسع كثير الخيرات غزير المياه وفيه جانب عظيم رديء المناخ كدارة العمق
وحارم وما قرب منهما. وموقعه في غربي حلب ويبعد مركزه عنها وهو حارم ست عشرة ساعة وتشتمل حارم على دار حكومة وجامع وبضعة وعشرين دكانا وثلاثة مقاهي وثلاثة طواحين.
قال ياقوت في معجم البلدان: ولفظة حارم إن كانت عربية فهي مشتقة من الحرمان لحصانتها في وقت عمرانها كأنها يحرمها العدو، أو من الحريم كأنها تكون لمن فيها حرما.
ويرجح الثاني ما حكاه عنها ابن الشحنة حيث قال في الكلام عليها: وكانت قبل الفتح سيرة «1» وهي الحظيرة التي تحوط بالمواشي ودامت على ذلك في صدر الإسلام إلى أن ملكت الروم أنطاكية سنة 358 فبنوها حصنا لتحمي مواشيهم من غارات العرب ثم صاروا يزيدون فيه ويوسعونه ويشيدونه حتى صار مقطعا من صاحب أنطاكية لفارس من الروم يسمي المارويز فبنى فيه قلعة ووضع عليها علما له وبقي كذلك إلى سنة 630 ولم يغيره أحد من ملوك المسلمين الذين يتولون «2» على هذا الحصن. فقصده الملك العزيز بن الملك الظاهر وأمر بإزالة ذلك العلم وجدد فيه حصنا منيعا بعضه على جبل وبعضه على رصيف مبني بالحجر والكلس وجميع بنائه عقود وفي وسطه عين جارية تفيض إلى الخندق ثم تتفرع «3» إلى الأرباض.
واستمرت حارم بأيدي الروم إلى سنة 477 وفيها استولى عليها سليمان بن قتلمش وقد استولى على أنطاكية وغيرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى سنة 491 وفيها ملك الفرنج أنطاكية وحارم وغيرهما وزادوا في تحصينها وجعلوها ملجأ لهم إذا شنوا الغارات ولم تزل في أيديهم إلى سنة 559 وفيها أخذها نور الدين منهم بعد حرب مهولة وأقطعها لرصيفه مجد الدين أبي بكر بن الداية ولما آلت للملك الصالح بن نور الدين أقطعها لسعد الدين كمشتكمين مدبر دولته ثم قتل سعد الدين فقصدها الفرنج طمعا بقلة حاميتها وحاصروها أربعة أشهر ثم صالحهم الملك الصالح على مال ورحلوا عنها.
وكان من بها قد امتنعوا على الملك الصالح بعد قتل كمشتكين فأرسل إليهم الملك الصالح جيشا شدد عليها الحصار بعد رحيل الفرنج فسلموها إليه فاستناب بها مملوكا كان لأبيه
اسمه سرخك فلما كانت سنة 579 قصدها صلاح الدين بعد فتح حلب وبها المملوك المذكور فراسله صلاح الدين أن يسلمها إليه ويعطيه عوضها ما شاء. فجار في الطلب وقصد مراسلة الفرنج فخاف أصحابه أن تصير القلعة بيد الفرنج فقبضوا عليه وأرسلوا إلى صلاح الدين يطلبون الأمان فأجابهم وتسلم القلعة ورتب بها بعض خواصه ثم صارت بعد صلاح الدين لولده الملك الظاهر فاهتم بشأنها وحصن قلعتها واسمه مكتوب على بابها وكان حصنها القديم مثلث الشكل فغيره الملك الظاهر وجعله مدورا وبنى أبراجه مربعة.
وفي سنة (657) استولى هولاكو على البلاد وأخذ حارم وقتل جميع من فيها حتى البهائم خنقا وأخربها عن آخرها. وكانت المدينة في أيام الملك الظاهر يحل بها نواب عن الأمراء الأسفهسلارية العظماء الكبراء وكان لها عمل «1» يستخرج منه في تلك الأيام ما يصرف في حقوق ألف فارس خارجا عن قصبة البلد «2» فإنه كان يستخرج منها خمسمائة ألف درهم وبعد أن خرّبها هولاكو ورحل عنها عادت لأيدي المسلمين إلا أنها أخذت في الخراب والاضمحلال ولم يبق منها سوى أطلال خافية ورسوم بالية.
ولما كانت سنة 1243 لجأ إليها الأخوة الثلاثة أجداد آل البرمدا الآتي ذكر أسرتهم فأقاموا فيها تحت المضارب. ثم في سنة 1247 بدأت هذه الأسرة ببناء مساكن لهم في حارم. ومن ذلك التاريخ أخذت بالعمار. وفي سنة 1285 جعلت الريحانية مركز قائمقام وبعد بضع سنوات نقل مركزه إلى حارم فزاد عمرانها حتى بلغت عدة بيوتها وسكانها ما رسمناه في جدول قضائها.
ثم في شهر شوال سنة (1312) أنهت حكومة حلب إلى الباب العالي بما ملخصه أن حارم رديئة المناخ ضيقة المساكن والرحاب لا تصلح لجمع العساكر النظامية والرديف ولا يخلو المستخدمون بحكومتها من الأمراض في أكثر الأوقات فلو نقل مركز قائم مقاميتها إلى كفر تخاريم لكان أحسن. وقد زين للحكومة بهذا الإنهاء جماعة من أهل الثراء في كفر تخاريم ووعدوا الحكومة إذا نقل مركز القضاء إلى قريتهم بأن يتبرعوا ببناء سراي للحكومة ومستودع للرديف لا تقل نفقتهما عن أربعة آلاف ليرة فرجع الجواب النقل فنقل المركز
إلى كفر تخاريم المذكورة وباشر أهلها عمارة السراي والمستودع. ثم في سنة 1331 أعيد مركز القضاء إلى جهة الريحانية وهو لم يزل فيها حتى الآن.
قال ابن شداد في حارم بعد أن تكلم عليها كلاما طائل الذيل: وهذا العمل «1» يشتمل على قرى ومزارع وبساتين فيها عيون عليها طواحين وهي بها تسمى دمشق الصغرى لكثرة ما فيها من سائر الفواكه قال: وحدّ هذا العمل من القبلة جبل أرمناز والجبل الأعلى وجبل باريشا وكلها معمورة بالضياع والقرى وتنتهي هذه الناحية إلى البئر الطيب من الروج ومن الشرق تنتهي إلى تيزين وجبل ليلون وكل هذه الجبال يتفجر منها الأنهار وهي ملتفة الأشجار ومن الشمال ينتهي إلى جسر قيبار على عفرين وعليه أرحاء السمونية إلى بلد البلاط وهذه الأرحاء الآن وقف على بيمارستان أرغون بحلب وتشتمل على قرى العمق. ومن الغرب تشتمل على ناحية يقال لها الإقليم تنتهي إلى نهر العاصي. وكان في هذه النواحي ما يزيد على ثلاثين واليا يتصرفون من جهة من يكون نائبا عن السلطان بحارم. اه. كلام ابن شداد.
قلت كلمة باريشا مأخوذة من باريشاتس اسم زوجة دارا ملك الفرس وكانت تملك جميع تلك النواحي.
سكان حارم يتكلمون بالعربية وكلهم مسلمون وسكان الجبل الأعلى أكثرهم دروز.
وأما القضاء ففيه العربي والتركماني والكردي. وفي جهة الريحانية من هذا القضاء يوجد عدة عيون حارة تعرف بالحمامات قدمنا ذكرها في الكلام على الحمامات المعدنية. ومن هذه الجهة يمر نهر عفرين ويصب في بحيرة العمق وقد اشتهر بعض القرى من هذا القضاء بنسج البسط والسجادات. وقرية باريشا اشتهرت بكثرة التبغ المعروف بالتتون وجودته حتى إنه ربما حمل هدايا إلى البلاد البعيدة كالآستانة.
ومن القرى المشهورة في هذا القضاء (كفر تخاريم) وهي قرية واسعة ذات مياه لذيذة قد اشتملت على جامعين ومئة دكان ودار حكومة ومستودع للرديف مستجدين.
وفي هذا القضاء أيضا مدينة أرمناز وهي بليدة قديمة لها ذكر في التاريخ كانت تعد
من نواحي حلب وتبعد عنها خمسة فراسخ تعمل فيها القدور والشربات الخزفية الجيدة من تراب أحمر طيب. وفيها معمل قديم للزجاج وراج سوقه واشتهر في الآفاق صيته وربحت تجارته، وكان يصنع فيه أنواع الظروف والأواني الزجاجية على ألوان مختلفة وضروب شتى بعضها منقوش وبعضها مكتوب بحروف عربية وآيات قرآنية على أبدع صفة وأحسن طراز.
ولم تزل كذلك حتى ظهر الزجاج الافرنجي ومال الناس لاستعماله وأهملوا زجاج أرمناز فكسدت تجارته وافتقر أهله وهم الآن يشتغلونه ولا يربحون منه إلا القليل. ومدينة أرمناز قد اشتملت على جامع ومسجد وحمامين ومائة دكان ومعملين للزجاج وأهلها مسلمون سنيون. ولأرمناز هذه ينسب عدة محدثين منهم الحافظ أبو القاسم غيث بن علي الأرمنازي المتوفى سنة 443 ومن شعره قوله:
عجبت وقد حان توديعنا
…
وحادي الركائب في إثرها
ونار توقّد في أضلعي
…
ودمع تصعّد من قعرها
فلا النار تطفئها أضلعي
…
ولا الدمع ينشف من حرّها
وفي هذا القضاء أيضا حصن أرتاح وهو الآن قرية صغيرة. قال ياقوت في معجم البلدان: وكان حصنا منيعا من العواصم معدودا من أعمال حلب ويجوز إن كان عربيا أن يكون من أرتاح: أفتعل من الراحة وهمزته مقطوعة ويجوز أن يكون أرتاح أفعال كأنبار. اه. وقد استولى على أرتاح الروم حين استيلائهم على أنطاكية وحارم. ثم في سنة (460) استردها منهم الملك هارون بن خان حاصرها خمسة أشهر وكان عملها جسيما كما حكيناه في حوادث هذه السنة. وينسب إلى أرتاح جماعة من المحدثين منهم أبو علي الحسن بن علي الكناني الأرتاحي تولى الإشراف على وقوف جامع دمشق سنة 439 ومنهم الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم وكان أمينا على المواريث ووقف الأشراف توفي سنة 523 ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد الأرتاحي وكان يقول نحن من ارتاح البصر لأن يعقوب عليه السلام بها ردّ عليه بصره، وهو آخر من حدّث بها بالدنيا توفي سنة 601.
ومن الأماكن التي لها ذكر في التاريخ من هذا القضاء تيزين وكانت مدينة صغيرة قديمة كان لها سور قد تهدم. وإليها كانت تنسب الكورة وإن كان فيها ما هو أميز منها. ولم تزل في أيدي المسلمين إلى أن استولى الفرنج على أنطاكية ثم استعادها منهم المسلمون.
ومن تلك الأماكن أيضا (سلقنة) ويقال لها سلقين وكانت كنيسة لأرتاح، يقصدها النصارى ولها بساتين وعيون وأرحاء وقرى كانت تعرف بالحطابية والبزاعية والمشغوفية.
ولم تزل سلقين بأيدي المسلمين حتى استولى عليها الفرنج حين استيلائهم على أنطاكية.
وكانت قبل مضافة إلى تيزين ثم أضيفت إلى أرتاح. وهي الآن بليدة عامرة آهلة ذات جامع وحمام وسوق.
وفي هذا القضاء عدة قرى عظيمة تعرف عظمتها من عدة بيوتها وسكانها على ما رسمناه في الجدول فلا نطيل بذكرها. وفي هذا القضاء: العربي والتركماني والكردي. وفيه من الآثار القديمة قلعة حصون على جبل سلفاني قرب حارم ويوجد قرب قرية قلب لوزة وترمانين ستة أعمدة مرمرية تعرف بأعمدة سرمدا.
ومن أعمال هذا القضاء مزرعة روحين لترمانين وهي في لحف جبل حرزة وفيها مشهد روحين قرب قرية ترمانين فيه ثلاثة قبور الأوسط منها قبر قس بن ساعدة الإيادي. والقبران الآخران قبر سمعان وشمعون. وكان هذا المشهد مهجورا لكثرة لصوصه إلى أن عمره سديد الدين مظفر بن أبي المعالي بن المخيخ في أيام الملك الظاهر غازي لأنه نام فيه ليلة وهو مريض فأصبح معافى، وعمر عنده حماما وبستانا وحرر العين وأقام به إلى أن توفي. وكثرت العمائر حوله وكان أهل حلب قد اتخذوا الخروج إلى هذا المشهد موسما في يوم معين من السنة يسمونه خميس الوز فيجتمع إليه الناس من سائر النواحي ويقيمون فيه من يوم السبت إلى يوم الجمعة.
من الأماكن الشهيرة في هذا القضاء (دير رمّانين) قال ياقوت: وهو جمع رمان بلفظ جمع السلامة يعرف أيضا بدير لسابان بين حلب وأنطاكية مطل على بقعة تعرف بسرمد وهو دير حسن كبير إلا أنه خراب وآثاره باقية وفيه يقول الشاعر:
ألف المقام بدير رمّانينا
…
للرقص إلفا والمدام خدينا
والكأس والإبريق يعمل دهره
…
وتراه يجني الآس والنسرينا
في هذا القضاء الجبل الأعلى وقرية الدانا وسرمدا وقصر البنات وغيرها من الأماكن القديمة التي يوجد في كل واحد منها خرابات وأطلال رومانية وكلدانية يحتاج بيانها إلى شرح يستوعب مجلدا على حدته وذلك مما لا يسعه زماني ولذا اكتفيت هنا بالتلميح إليه.