الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 قوزليجه 17 مزمز 168 صاريت 287 كنايك 307 زاغيه 2 سمادين 13 تل بشار 198 تل بشار مزرعه سى 44 شفدين 158 كورت عثمان 26 قره بردون 27.
فجملة سكان قضاء عينتاب (82842) نسمة ما بين ذكر وأنثى.
الكلام على هذا القضاء وما فيه من الأماكن الشهيرة
موضع هذا القضاء في شمالي حلب وتبعد قاعدته عنها وهي مدينة عينتاب 104 أميال وهو قضاء واسع ذو خيرات عظيمة ومياه غزيرة. وموقع عينتاب في سوريا الشمالية وهي مدينة كبيرة عامرة كانت تعد ثاني بلدة من ولاية حلب متقدمة في المعارف. وكان فيها عدة مدارس ومكاتب وبيت خاص لتربية الأيتام ومدرسة كبيرة اسمها كولّيج، القائم على أمرها رهبان إمريكيون من طائفة البروتستان، وعينتاب مركز لهم وفي هذه المدرسة تتلى جميع العلوم والفنون حتى علم الطب. وكان يوجد فيها زهاء ستمائة تلميذ أكثرهم من الأرمن.
وهذه المدينة تعرف منذ اتسعت وعظمت بعروس عربستان لعذوبة مائها وجودة هوائها وحسن بنائها وجمال أبنائها وكثرة خيراتها ورخص أقواتها. وكلمة عينتاب مركبة من كلمتين وهما عين وتاب ولعل أصل الثانية منهما كلدانية محرفة عن طاب أي العين الطيبة.
وقد اشتهرت عينتاب في جهاتنا بصبغة القطن والحرير وعمل الجلد المعروف بالسختيان القرمزي وعمل الحلاوات التي تستخرج من عصير العنب كالدبس وجلد الفرس المعروف بالبصطيق فيخرج منها مقدار وافر من هذين النوعين.
ومما يخرج منها بكثرة أيضا الصابون والفستق والجوز ويحاك فيها القماش المعروف بالألاجه وتنسج فيها العباءات وتجارتهما رائجة في جهات كلّز وبهسني ونحوهما ويباع فيها كل سنة قناطير من الزبيب والخمر والعرق وترسل إلى سائر البلاد العربية وكثير منها ما يؤخذ إلى أوروبا ويجلب من عنبها وتفاحها إلى حلب في أيام إدراكهما ما لا يدخل تحت إحصاء وهما غاية بحسب المنظر والمخبر.
وموقع مدينة عينتاب متوسط تأتي إليها القوافل من ملطية ومرعش وغيرهما ويحمل
إليها من تلك النواحي مقادير وافرة من الفواكه والعسل والأفيون وأنواع الأصبغة والأخشاب وقد اشتملت مدينة عينتاب على ستة وثلاثين جامعا وسبعة وخمسين مسجدا وإحدى وعشرين مدرسة ومكتبة واحدة ومستشفى واحد وأربع تكايا وخمس كنائس وكنيسة لليهود وقلعة ومستودع ومسلخ وستة أحواض وسبعة وثلاثين مكتبا وثلاثة عشر حماما ونحو ألفين ومائتين دكانا وأربعة محلات لبيع البضائع بالمزايدة وتعرف باسم بدستان وواحد وعشرين خانا وخمسة عشر طاحونا على الماء ونحو ثلاثين فرنا ومحل للدباغة يعرف باسم دباغ خانه ومحل لتحميص قهوة البن ونحو أربعين مقهى وخمس عشرة حانة ونحو خمسين مصبغة واثنتي عشرة معصرة وزهاء خمسة آلاف بستان ونحو ثلاثة آلاف نول.
ومادة البناء في عينتاب الحوار الصلب ويقل الحجر في مبانيها، ومثل ذلك مدينة كلّز.
وفي مدينة عينتاب من الآثار القديمة قلعة دون قلعة حلب لكنها تشبهها. وفي جنوبي عينتاب على بعد مرحلة منها قلعتان إحداهما تعرف ببرج الرصاص والأخرى تعرف بتل بشار فأما برج الرصاص فقد كان قلعة حصينة منيعة مبنية بالرصاص وكانت قديما برجا واحدا من بناء الروم مضافة إلى دلوك وكانت بيعة ولم تزل بأيدي المسلمين إلى أن استولى الروم على دلوك فأخذوها معها ثم استعادها منهم المسلمون مع دلوك ثم أخذها جوسلين الفرنجي سنة (551) فهدمها وبناها حصنا مشيدا بالرصاص. ثم فتحه نور الدين زنكي وزاده حصانة وأضاف إليه قرى وضياعا وصيرها له كورة.
وأما تل بشار- وتعرف بتل باشر أيضا- فقد كانت بلدة مشهورة ولها قلعة معمورة وبساتينها كثيرة ومياهها غزيرة. وشرب أهلها جميعا من نهر الساجور وقد جرى عليها ما جرى على برج الرصاص من استيلاء الروم عليها وعودها للمسلمين.
كانت مدينة عينتاب خاملة الذكر قبل الإسلام حتى إنها لم يكن لها ذكر في تاريخ الفتوحات الإسلامية وكانت حصنا منيعا مضافة إلى دلوك فلما خربت دلوك سنة (800) انتقل أهلها إلى عينتاب وأخذت بالتقدم والعمران من ذلك اليوم.
ودلوك هذه كانت مدينة قديمة لها ذكر في التاريخ. وكانت عامرة ولها قلعة من بناء الروم عالية مبنية بالحجارة. وكان لها قناة قد ركبت على قناطر يصعد الماء فيها إلى القلعة وحولها أبنية عظيمة حسنة وحولها مياه وبساتين كثيرة الفواكه ويقال إن مقام داود عليه
السلام كان بها وأنه منها جهز الجيش إلى قورس فقتل بها أوريا بن حنا وكان فتحها صلحا على يد عياض بن غنم على الجزية والجلاء وشرط على أهلها أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا بها المسلمين. وهي الآن معروفة بدولك كما تراه مسطورا في الجدول.
ومن الآثار القديمة في هذا القضاء كثير من تلال الحوّار المشتملة على عدد عظيم من المغاير وفيه من المعادن: المرمر السماقي، يوجد في تل قرب قرية جاربين غربي عينتاب على بعد أربع ساعات منها. وفي جنوبي عينتاب على بعد ساعة منها موضع اسمه قره طاش يوجد فيه حجر أسود ترخّم به رحبات الدور وتعمل منه الحياض وغيرها. والأنهار التي تسقي هذا القضاء نهر الساجور ونهر عين الجوز وينصبان إلى الفرات ونهر عين اللبن وهو يأتي إلى حلب. ويسقيها غير ذلك من العيون. وعلى شطوط هذه الأنهار والعيون يزرع شجر الحور فينمو وينجب بسرعة غريبة وتحصل منه جذوع عظيمة يجلب منها إلى حلب مقادير وافرة.
كل دار من دور عينتاب تشتمل على بئر ماء معين يمتاح برشاء «1» لا يزيد طوله على خمسة أذرع في الغالب، وهو غاية بالصفاء والعذوبة والبرودة.
والغالب على عينتاب شدة البرد في فصل الشتاء وتكثر فيه الثلوج وكانت تعمل المثالج في عينتاب وتحمل إلى حلب في فصل الصيف ثم بطل ذلك بعد وجود معامل الجليد الصناعي.
في أخلاق الطبقة السفلى من سكان عينتاب غلظة وشحّ، وشرب العرق يكاد يكون عاما بأهلها.
اللغة العامة في هذا القضاء هي اللغة التركية فالأرمنية فالكردية فالعربية. واللغة التركية التي يتكلم بها أهل هذا القضاء حوشية غير فصيحة يسميها أهل استانبول (قباترك) .